هل يتهرب نبيه برّي من مسؤولية تمسكه بـ رياض سلامة؟
يمكن القول أنها من المرات النادرة التي يتحدّث بها رئيس مجلس النواب نبيه برّي عن الحصار العربي المفروض على لبنان منذ أكثر من عامين، وقد كان واضحًا خلال استقباله وفد نقابة المحررين، حيث قال: “علينا أن نقرّ أن لبنان يتعرض للحصار، هل يعقل التصديق أن إسرائيل العدو انفتح على العرب على النحو الذي يحصل اليوم والعرب يقفلون أبوابهم على لبنان؟، لبنان الذي دفع أثماناً باهظة من أجل تثبيت عروبته وهويته، نعم لبنان يتعرض لحصار”.
مصادر نيابية أشارت إلى أنّ تصريحات برّي أتت نتيجة استشعاره الخطر من المرحلة القادمة، لأنّكل ما يمر به لبنان حاليًا ليس سوى البداية، والأيام المقبلة قد تحمل ما هو أخطر، لأنّ لبنان راهنًا يمكن اعتباره في حالة نزاع واحتضار.
وذكرت المصادر أنّ ما صرّح به الرئيس برّي هو حقيقة واضحة جدًا لا يمكن الهروب منها، كما أنّه لا يمكن اعتبارها إهانة للدول العربية المنفتحة على اسرائيل، فهل القول للقاتل بأنّه قاتل تعتبر إهانة!”، مؤكدة أن “لبنان ذاق ذرعاً بالحصار العربي وبدأ يصرخ، وعلى الجميع أخذ العلم بأنّ المعتدي يتحمل كامل المسؤولية، خصوصًا أنّ المطلوب هو نزع سلاح حزب الله وهذا الأمر من المستحيلات، بانتظار تسوية إقليمية ودولية تعيد الأمور إلى سابق عهدها”.
من جهة أخرى، أشارت مصادر مطّلعة على أجواء المملكة العربية السعودية إلى أنّ “لكل جهة مقاربة مختلفة عن الأخرى، وبالنسبة للدول الخليجية، لبنان لم يعد عربي الهوية والانتماء انطلاقاً من ما ورد في مقدمة وثيقة الوفاق الوطني في اتفاق الطائف، وهناك محاولة لتحويل لبنان إلى إيراني الهوية والتوجه، بالتالي لماذا على الدول الخليجية مساعدته؟”.
واعتبرت أن “المشكلة ليست من مواقف إسرائيل أو غيرها، والسؤال الأساسي الذي يطرحه العرب: لماذا علينا أن نساعد لبنان بعد أن تخلّى عن هويته العربية وتحوّل إلى منصة لاستهدافنا؟، لافتة إلى أنّ الدول الخليجية وفي مقدمها المملكة العربية السعودية تستهدف من لبنان عبر حدود مشرّعة لتجار المخدرات، بالإضافة إلى مواقف ومؤتمرات سياسية تنظم في لبنان ضد الدول الخليجية، ومعسكرات تدريبات لتنظيمات ضد الدول الخليجية، لذلك فإنّ الدول الخليجية تساعد لبنان عندما يكون أولاً دولة، ولبنان اليوم بمثابة دولة مخطوفة وليس دولة قائمة بذاتها، هي فاقدة لسيادتها وحزب الله يحاول ضرب هوية لبنان العربية ويخطفه باتجاه طهران”.
وعن تصريح الرئيس برّي، اعتبرت المصادر أن برّي أحد أركان السلطة الذين أوصلوا البلاد إلى ما هي عليه اليوم، ولا يمكن التذرع بحصار عربي أو دولي مفروض على لبنان في حين أنّ السلطة أفسدت ونهبت وسرقت حتى أفلس لبنان”، مشيرة إلى أنّ “تصريحات برّي قد تكون محاولة ذكية منه للهروب من مسؤولية تمسكه بحاكم مصرف لبنان رياض سلام”.