كورونا تجتاح المدارس… أنقذوا صغار السنّ
عاودت الطفلة ي.ح ابنة الخمس سنوات حياتها الطبيعية بعد أن كانت في وضع لا تحسد عليه، إثر إصابتها بفايروس كورونا، وبحسب والدها فقد أُصيبت بالعدوى في مدرستها ونقلتها بدورها إلى والديها، لكن حالتها كانت صعبة للغاية ما استدعى نقلها إلى المستشفى، حيث لجأت إلى ماكينات الأوكسيجين وخضعت للعلاج اللازم، لتتعافى بعد عدّة أيّام.
هذه الحالة فتحت النقاش من جديد حول العودة إلى المدارس، خصوصًا أنّ 143 مدرسة رسمية وخاصة في لبنان تشهد تفشيًا لفايروس كورونا بين التلامذة والتي أصابت المعلمين والمعلمات، ما أدّى إلى إقفال بعضها بصورة مؤقّتة، فهل سنشهد إقفالًا طويلًا في الأيّام القادمة؟ وما هي الخطوات التي ستُتّخذ لمتابعة العام الدراسي؟
في هذا السياق، أرسلت رابطة التعليم الأساسي إنذارًا منذ خمسة عشر يومًا بأن كورونا تفتك بالبلد، سائلةً عن وسائل التعقيم والكمّامات التي وُعدت بتوزيعها على المدارس، كما طالبت الرابطة وزير التربية بهذا الشأن، فلقد مرّ على افتتاحنا للعام الدراسي شهًرا وعشرة أيام لم تحصل خلاله على شيء من أدوات التعقيم ووسائل الوقاية من الفايروس؛ “لا نعرف إن كنّا نستطيع كمدارس شراء هذه المواد في ظل الشحّ المادي في صناديق المدارس”، يقول رئيس رابطة التعليم الأساسي حسين جواد في حديثه لأحوال.
ويؤكد جواد أن الجميع طالب بفتح المدارس تحت اعتبار أن المعنيّين لا يريدوا أن يجهّلوا الطلاب، والرابطة استجابت لهذه الدعوة، وفتحت المدارس بعد عامين صعبين. يضيف: “لكي لا ندخل في كارثة تربوية عدنا إلى المدارس بعد الوعود بتزويدنا بوسائل الحماية والوقاية من كورونا إلا أن ذلك لم يحصل، وهذا مطلب نريده من وزارة التربية، لأننا لا نستطيع أن نكمل الطريق في ظل هذا التفشي الخطير للفايروس”.
بعض الأهالي ليس لديهم حس بالمسؤولية تجاه أبنائهم وتجاه المجتمع، إذ يرسلون أبناءهم إلى المدرسة مع علمهم بوجود عوارض كورونا عليهم، ونحن نعاني من هذا الاستهتار، فمن الذي يحمي بقيّة التلامذة ومن الذي يحمي الأستاذ؟ خصوصًا في ظل تكلفة الاستشفاء العالية، إذ أصبح المواطن يفضّل الموت على أن يدخل إلى المستشفى ويعجز عن استكمال علاجه بسبب الأسعار الخيالية، وفق ما يلفت جواد.
ويشير إلى أن التعليم عن بعد لم ينجح واليوم أصبح أسوأ من قبل بسب ساعات التقنين القاسية، وحتى بالاعتماد على الـ 4G فلم يعد هناك شبكة قادرة على تغطية الانترنت، فهناك مشكلة كبير في التعليم عن بعد، والأكيد أنه في حال ارتفاع أعداد الإصابات في المدارس، فالرابطة لن تقبل بالاستمرار، لأنه يستحيل أن نكمل في ظل ارتفاع أعداد الإصابات بين التلامذة، كما يستحيل اللّجوء إلى خيار التعليم عن بعد، ولهذا سنذهب إلى الإقفال لمدة أسبوعين أو ثلاثة، كما تفعل النمسا وألمانيا وبريطانيا اليوم، وذلك من أجل ضبط الحالات ومن بعدها نعود إلى التدريس.
تفشي فايروس كورونا في المدارس يهدّد العام الدراسي، في ظل غياب وزارتي التربية والصحّة عن تحمّل مسؤولياتهما تجاه المدارس والتلامذة والهيئات التعليمية، وفي حال استمرّ الوضع على ما هو عليه، فمن المؤكّد أنّنا سنكون أمام كارثة صحّية لا تحمد عقباها ولن يكون صغار السن بمأمنٍ منها.