الصحافة اللبنانية تخسر الملتزم وقارئ الأرقام.. عدنان الحاج وداعاً

في لحظة فارقة من أصعب المراحل التي يمرّ بها لبنان، يرحل خبير الأرقام واللاعب الأساسي في تحريرها وتحليلها واستطلاع مؤشراتها الصحافي الكبير عدنان الحاج.

الصحافي الاقتصادي الذي عرفه قراء جريدة “السفير” طيلة عقود بالتزامه المهني وموضوعيته وعمق تحليلاته، ثم محللاً اقتصادياً استضافته العديد من الشاشات، غاب وفي قلبه حسرة على ما وصل إليه لبنان نتيجة السياسات الاقتصادية المرتجلة في غالب الأحيان.
ربما لم يشأ أن يشهد ويوثق الانهيار الكبير لاقتصاد طالما كتب عنه وحاول في كتاباته التنبيه من خطر وقوعه.

عدنان الحاج، الذي احتل موقعاً مميزاً في عالم الصحافة الاقتصادية: “محللاً، كاتباً، طاغي الحضور، سريع البديهة، لماحاً، ثاقب النظر، مجتهداً، مجداً، محبباً، يجمع صلابة الموقف إلى روح النكتة يرسلها بعفوية”، كما يصفه نقيب المحررين جوزف القصيفي في نعيه.

وكان عاشقاً للرياضة، ولا سيّما كرة القدم، من شدة حبّه لها خرج من حارات الطريق الجديدة الشعبية، فتاً يافعاً ليمارسها لاعباً في نادي “الانصار” ومنتخب لبنان.

ولاحقاً دخل مجال الصحافة الإقتصادية في صحيفة “السفير”، حيث بدأ حياته الصحافية في العام 1977 في القسم الاقتصادي لجريدة “السفير” قبل أن يتسلم رئاسة القسم واستمر في العمل إلى أن أقفلت الجريدة.

كان طموحاً ومتطلعاً للنجاح، فاجتهد وثابر وتعلّم ممن سبقوه في المهنة، وطوّر مدارك عمله ونسج علاقات واسعة مع مختلف الهيئات الإقتصادية وأركانها، لينمي معرفته بالشؤون الإقتصادية، إلى أن أصبح فعلاً واحداً من أبرز المحللين والخبراء الإقتصاديين، بجدارة وكفاءة مشهودتين.

التزم الحاج المؤسسة الصحافية العريقة “السفير” ولم يتركها رغم العروض للعمل كمستشار في مؤسسات كبيرة أو مع شخصيات سياسية، أحبها حتى يومها الأخير حين نزل قرار إقفالها حزناً وألماً في قلبه وعقله ومنذ ذلك الحين التزم منزله وأدركه المرض حتى غاب اليوم.

ونعت جمعية الاعلاميين الاقتصاديين رئيسها السابق رئيس القسم الاقتصادي في جريدة “السفير” الصحافي عدنان الحاج الذي وافته المنية اليوم بعد صراع طويل مع المرض، وقالت في بيان: “بغيابه يخسر الجسم الاعلامي في لبنان عموماً والاقتصادي على وجه الخصوص، صحافياً مرموقاً وكاتباً اقتصادياً كبيراً ومحللاً موضوعياً، كان له مساهماته الكبيرة في مواكبة الشأن الاقتصادي في لبنان”.

أحر التعازي لأسرة الراحل الكبير، وللجسم الصحافي في لبنان، وداعاً عدنان الحاج…