على الرغم من الأوضاع الكارثية التي يعيشها لبنان على الأصعدة كافة وهي قد توصله إلى “جهنم” كما أعلن رئيس الجمهورية ميشال عون أمس، على الرغم من ذلك فان شباب لبنان الذين أجبروا على الهجرة ما يزالون يحققون الإنجازات خارج الحدود وجديدها كان أمس عندما بات الكابتن باسم مرمر أوّل مدرّب لبناني بكرة القدم يحرز لقباً في بلاد الاغتراب عندما قاد فريقه العربي الكويتي إلى حمل “كأس الأمير” للمرّة الأولى بعد غيابه 12 عاماً عن منصات التتويج بفوزه على نادي الكويت (2 ـ 1)، خلال شهر واحد فقط من انطلاق عمله، بعد التعاقد معه في تموز الفائت.
جاءت المباراة النهائية مثيرة في مجرياتها حيث كان الكويت متقدماً بهدف وحيد سجله البريكي في الدقيقة 26، وعندما وصلت المباراة على بعد 6 دقائق من نهايتها مع بدء استعدادات الكويت للتتويج نجح هنري بإحراز هدف التعادل وذهب الفريقان إلى الوقتين الإضافيين ومع قرب انتهاء الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع سجّل البديل علي خلف هدف الفوز وبه اختطف العربي اللّقب.
باسم مرمر المولود في 28 آذار 1977، يعتبر واحداً من أبرز المدربين المحترفين اللّبنانيين في السنوات العشر الأخيرة وحقق إنجازات تاريخية مع نادي العهد، آخرها لقب “كأس الاتحاد الآسيوي” وهو الأوّل في تاريخ كرة القدم اللّبنانية.
وسبق لمرمر أن أحرز كأس لبنان عندما كان لاعباً في العام 2007 ثم قاد العهد إلى أوّل لقب له في الدوري الموسم 2007 / 2008.
في العام 2007 عيّن مرمر مساعداً للمدرب الألماني روبرت غاسبرت ما جعله يتوق ليصبح مدرباً، وبعد اعتزاله في العام 2010 التحق مرمر بدورة تدريبية في ألمانيا عاد منها ليتولى تدريب فريق الشباب وحقق معه لقبين في 2013 و2014.
وبعد رحيل غاسبرت عن العهد في العام 2016 قرّرت إدارة النادي تعيين مرمر مدرباً للفريق الّأول لكنّه لم يصمد طويلاً نتيجة لاختلاف الرؤية والعقلية بينه وبين معظم اللّاعبين.
في الموسم التالي، عيّن العهد موسى حجيج مدرباً لكنّه لم يوفّق حيث تعرّض الفريق إلى نكسة في النتائج دفعته إلى الاستقالة ليعود مرمر من جديد إلى الواجهة ويحقق إنجاز الفوز بثنائية الدوري والكأس، وفي الموسم التالي حقّق مرمر ثلاثية “الدوري والكأس وكأس السوبر”، واختتم مسيرته مع العهد بالتتويج التاريخي بكأس الاتحاد الآسيوي.
إضافة إلى قدراته الفنية العالية، فإنّ مرمر يتمتع بأخلاق رفيعة وبهدوء لافت على أرض الملعب يميّزه عن باقي المدربين، وهو يطمح من خلال تجربته الاحترافية الأولى خارج الحدود إلى تسطير إنجازات غير مسبوقة.
إنجاز مرمر الأوّل في الكويت شكّل حدثاً في إعلامها الرياضي وكذلك لقي فرحة عارمة على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكنّ أمين السر في نادي العهد محمد عاصي، الذي تابع مسيرة مرمر لاعباً ومدرباً اعتبر أنّ إنجاز مرم يفوق الاعتبارات العاطفية، وقال لـ “أحوال”:”ما حققه مرمر خلال شهر واحد من توليه تدريب العربي الكويتي هو انجاز لبناني بامتياز يفتخر به الجميع، ما يفتح الطريق أمام المسؤولين لوضع خارطة جديدة لكرة القدم اللبنّانية تؤسس لمرحلة إحترافية بالكامل على صعيد الإدارة والمدربين واللّاعبين، لأنّ ما يحصل الآن هو نتيجة مبادرات فردية لا ترتكز على أسس إحترافية متكاملة على الرغم من بعض المحاولات.
وأضاف:”نجحنا في نادي العهد بوضع بعض المبادىء الاحترافية التي أوصلتنا إلى لقب كأس الاتحاد الآسيوي للمرّة الأولى في تاريخ الكرة اللّبنانية بقيادة المدرّب مرمر، ونأمل أن يتجاوب الاتحاد والأندية الأخرى مع متطلّبات الاحتراف لأنّها السبيل الوحيد لإنهاض اللّعبة وتطويرها.
يوسف برجاوي