منوعات

يقطينة وزنها 341 كيلوغراما في كيفون… تقود لبنان إلى العالمية

“بتعطي الأرض بتعطيك” مثل قديم يختزل ما تراكم عبر مئات السنين من خبرات متوارَثة جسّدت تاريخياً العلاقة بين المزارع والأرض، أبعد بكثير من حصر هذه العلاقة بما استجد من علوم ومعارف وتقنيات، خصوصاً وأنّ ثمة سرّاً لا يفقه معناه إلا من تشققت يداه من قبضة منجل ومعول، ولفحت وجهه وساعديه الشمس الحارقة وهو يسقي الزرع بالماء وبعرق التعب أيضا.

ومن يُكْرِمُ الأرضَ تُكرمه بوافر خيراتها، وهذا حال ابن بلدة كيفون عبد السلام محمد المغربي، زرع فطاب زرعه وكانت يقطينة تخطى وزنها الربع طن، وتحديدا 341 كيلوغراما، محققا سبقا في هذا المجال على مستوى لبنان وربما الشرق الأوسط.

مسابقة سنوية في لبنان

وقال عبد السلام محمد المغربي لـ “أحوال” إنّه تقدم “للمشاركة في مسابقة تقام على مستوى أوروبا وأميركا تعرف باسم GPC وهي من المسابقات الشهيرة دولياً في مجال زراعة اليقطين”، ولكنه لفت إلى أنّه “من الصعب نقل اليقطينة إلى أوروبا أو أميركا، ولذلك اقترح عليَّ المنظمون إطلاق مسابقة سنوية في لبنان لأكبر يقطينة”، معتبرا أن “هذه المسابقة من شأنها أن تقود وتدفع لبنان إلى العالمية في مجال زراعة اليقطين”.

وأشار المغربي إلى أنه “استعان برافعة (بلانكو) واضطر لإنشاء دعامات لرفع اليقطينة ونقلها إلى منزله في كيفون”، لافتاً إلى أنّه خلال هذه العملية تمكنا أيضا من معرفة زنتها بدقة من خلال قبان كهربائي”، وأكد أنه لا يستخدم “الأسمدة الكيماوية”، ويعتمد كلياً على “الزراعة الطبيعية والأسمدة العضوية”، ولم يخفِ المغربي شغفه بالزراعة وأنه يعتني بالزرع ويتابعه يوما بيوم.

الأكبر في لبنان والمنطقة

وقال المغربي إنّ هذه الثمرة هي نتاج التعب، مضيفاً “زرعتها بذرة في الأرض خلال شهر أيار (مايو) الماضي، وقطفتها مؤخرا”، منوهاً إلى أنها “تعد الأكبر في لبنان والمنطقة”، وأضاف: “السنة الماضية أيضا حصلت على يقطينة زنتها 90 كيلوغراماً، ولكن أتوقع أن يصل يقطينة هذا الموسم إلى 341 كيلوغراما، أي أكثر بنحو ثلاثة أضعاف”.

ولم يدّع المغربي أكثر من أنه يعتني جيدا بإنتاجه الزراعي، وهذا وحده يكفي لتأكيد المثل “بتعطي الأرض بتعطيك”.

ووعد “أحوال” أن يكون إلى جانب المغربي في موضوع المسابقة، ومتابعة الأمر والتنسيق والتعاون وصولاً إلى إطلاق هذه المسابقة رسمياً، والتي يتوقع أن تتحول مهرجاناً سنوياً في لبنان، عنوان اليقطين والإنحياز إلى ثقافة العطاء من أراضينا الخيرة.

أنور عقل ضو

 

 

 

أنور عقل ضو

صحافي في جريدة "السفير" منذ العام 1984 إلى حين توقفها عن الصدور. عمل في العديد من المؤسسات الإعلامية في لبنان والعالم العربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى