بيروت – دمشق: مؤشرات إيجابية حول مكافحة الكبتاغون
أعلنت السلطات السورية عن إحباط محاولة تهريب أكثر من اربعة ملايين حبة مواد مخدرة من نوع “كبتاغون ” عبر طريق حمص.
هي ليست المرة الأولى التي تعلن فيها السلطات عن اتمام هذا النوع من الأعمال الأمنية التي تتم بين الحين والآخر مستهدفة معابر التهريب في المناطق الوعرة والجبال الواصلة بين لبنان وسوريا.
يؤكد مصدر أمني لـ “أحوال” ان هذه المواد كانت مخبأة ضمن سيارة بيك آب على اوتستراد دمشق- حمص، ولقد تم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتتمكن دورية الشرطة السورية من توقيف السيارة وذلك بعد الدراسات اللازمة ومتابعة مروجي ومهربي المواد المخدرة . كما وأضاف ان هذه السيارة جاءت من الأراضي اللبنانية عبر معابر غير شرعية متجهة نحو محافظة حمص ليتم تفريغها وبيعها هناك.
وتنتشر مختلف انواع المخدرات في لبنان وسوري بأسعار رخيصة مقارنةً مع الدول الأخرى، وأكثر منطقة ينشط بها حالات استقبال المواد المهربة هي: القلمون الحدودية مع لبنان في ريف دمشق، وحسب ما تم تداوله فإن هذه المرة الثانية التي تعلن فيها السلطات السورية عن مصادرة شحنة مخدرات من لبنان، وسبقها اعلان في شهر شباط الماضي عن إلقاء القبض على سيارة محملة بمواد مخدرة.
الملفت أنه في كل مرة يعلن القبض على مروجي المخدرات وتجارها في دمشق وغيرها من المحافظات، لا يتم الإشارة إلى أي تفاصيل تتعلق بمصدرها، رغم الأصوات التي تتعالى مطالبةً بذلك.
وتشير التقارير إلى تنامي تهريب المخدرات في لبنان المنكوب بالأزمة وسوريا التي مزقتها الحرب، اللتان تشتركان في حدود سهلة الاختراق ويعاني اقتصادهما من اختلالات جدية يفاقمها الحصار الاقتصادي الأحادي الجانب الذي تمارسه دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية على سوريا.
في العام الماضي، صادرت السلطات في أوروبا والشرق الأوسط 34,6 طناً من حبوب الكبتاغون مصدرة عبر لبنان وسوريا، بقيمة نظرية تصل إلى ٣,٤٦ مليار دولار ، وفقاً لتحليل نشره مؤخرًا مركز التحليل والأبحاث العملياتية، فإن هذا المبلغ مشابه للصادرات المجمعة لكلا البلدين – أقل من 5 مليارات دولار في عام ٢٠١٩، وهو آخر عام تتوافر عنه الأرقام.
ويختلف انتشار المخدرات في دول غرب آسيا كما ونوعا من بلد إلى آخر ففي الوقت الذي تعتبر فيه منطقة الخليج أكبر منطقة للإدمان على الهيروين والأفيامينات المعروفة بالكبتاغون، تعاني مصر من الإدمان بالهروين والكوكايين والحشيش الذي يأتي من المغرب ولبنان ومن السودان حديثا، في حين ارتفعت معدلات الإدمان على المخدرات في سوريا بالمقارنة مع المرحلة التي سبق آذار العام 2011 وغالبيتها تأتي من لبنان. مع الاشارة إلى أن كثافة المادة المخدرة للحشيش في العالم العربي ارتفعت خلال الأعوام الأخيرة بعشرة أضعاف.
وفي عام ٢٠١٥، زاد بروز عدد من أوجه التفاوت بين عرض وتوافر المنتجات النهائية من المخدِّرات والمضبوطات من سلائف تلك المخدِّرات. وقد سجلت أوجه التفاوت هذه فيما يتعلق تقريبا بجميع المخدِّرات والسلائف في مناطق مختلفة، ومن ذلك على سبيل المثال استمرار نقص المعلومات عن مصادر الكيماويات التي تغذِّي صنع الهيروين غير المشروع من خشخاش الأفيون المزروع في أفغانستان. كما تتصل أوجه
التفاوت بالحالة في دول غرب آسيا فيما يتعلق بالكبتاغون. وتسهم النزاعات الطويلة الأمد وعدم الاستقرار السياسي في العديد من هذه المناطق في تعقيد تنفيذ الإجراءات اللازمة.
لا تــزال الحالة فيمــا يتعلــق بالاتجــار بالإيفيــدرين والسودوإيفيدرين في المنطقة العربية غير واضحة. وتبلِّـغ عـدة بلـدان في المنطقـة عـن ضـبط كميـات كـبيرة مـن المنشِّــطات الأمفيتامينيــة، وخصوصــاً الأمفيتــامين (في شــكل الكبتاغون) والميثامفيتامين؛ ومع ذلك، فإنَّ المواقـع المسـتخدمة لصــنع المخــدِّرات بصــورة غــير مشــروعة ومصــادر الســلائف المستخدمة لا تزال غير معروفة إلى حـدٍّ كـبير حيـث إنَّ القليـل مــن البلــدان في المنطقــة يقــدِّم معلومــات عــن المضــبوطات. ويضيف عـدم الاسـتقرار السياسـي في عـدد مـن البلدان في غرب آسيا ابرزها الجمهورية العربية السورية إلى الصعوبات المصادَفة في جهود مراقبة السلائف علـى الصعيدين الوطني والدولي.
وتشجع “الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات ” وفقاً لتقرير صادر عنها عام ٢٠١٥ علـى تـوخي مزيـد مـن الحـذر تجـاه الطلبيـات الكـبيرة الحجـم مـن الســـــودوإيفيدرين الصـــــادرة عـــــن شـــــركات في منـــــاطق النـــزاعات، وعلــى النظــر في تعليــق الأذون المتعلقـة بتلك الشحنات مـا لم يكـن هنـاك تأكيـدٌ صـريح بشأن مشـروعية الشـــحنة والاســـتخدام النـــهائي للمـــادة وضـــمانٌ لنقلـــها ومناولتها على نحو آمن.
وخلال الفترة المشمولة بالتقرير، صـدرت سـبعة تنبيهـات لإبلاغ مراكـز التنسيق المعنية بمشروع يتعلق بمواد كيميائية غـير مجدولـة وُجـد أنهـا تُسـتخدم كسلائف أولية أو بدائل لمواد مجدولـة في صـنع المخـدِّرات علـى نحـو غــير مشــروع؛ ومحاولــة اســتيراد عشرة أطنان مــن الفينيل بروبانون إلى سوريا.
وتتواصل التحقيقات بشأن محاولة استيراد أكثر مـن تسعة آلاف لتــر مــن الفينيــل بروبــانون إلى سوريا مـن قِبـل شـركة لم تكـن معروفة في السـابق. وقـد أوقفت السلطات الهنديـة الشحنة استجابة لطلب السـلطات الوطنيـة المختصة في الجمهوريـة العربيـة السـورية. وعلى الرغم من الادِّعاءات اللاحقـة مـن جانب سلطات سورية أخرى بأنَّ الشحنة مشروعة، لم تتم أيُّ عمليــة تسـليم مــن الهنــد. ولم تبلِّــغ الجمهوريــة العربيــة الســورية عــن أيِّ احتياجات ســنوية مشــروعة مــن الفينيــل بروبــانون، ولم يمكـــن دعــم الاسـتخدام النهــائي بالبراهين الكافيـة.
ولاحقاً أوصت “الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات ” جميـع البلـدان المصـدِّرة بـألاَّ تأذن بإرسال أيِّ شحنة من الفينيل بروبانون إلى الجمهورية العربيـة السـورية مـا لم تؤكِّـد السلطات الوطنية المختصة على النحو الواجب استخدامه النهائي المشـروع. وتطلـب الهيئــة إلى جميــع البلدان المصــدِّرة أن تبلِّغهــا بــأيِّ طلبيات كـبيرة الحجـم مــن الفينيل بروبــانون يُعتــزم تصــديرها إلى الجمهورية العربية السورية أو أيِّ بلد آخر من أجـل إتاحة المتابعة مع السلطات الوطنية المختصة.
تيما العشعوش