منوعات

هل ستؤثر أزمة قرداحي على طموحات فرنجيه؟

منذ اللحظة الأولى التي انفجرت فيها أزمة وزير الإعلام جورج قرداحي، سارع منافسو رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه في السباق إلى قصر بعبدا، للتعبير عن فرحتهم سراً وعلناً من منطلق أن الأزمة ستقطع الطريق على قاطن بنشعي إلى أجل غير مسمى، حجتهم بذلك أن المملكة العربية السعودية هي الطرف الثاني في هذه الأزمة ونظراً لما لها من امتدادات وتأثيرات عربياً ودولياً.

الثابت لدى المحللين والمتابعين أن هذه ليست الأزمة الأولى التي تمر على فرنجيه الحفيد من هذا المستوى من التعقيدات، ولم تؤثر أي منها في طموحاته، ولعل الأزمة الأبرز في هذا المضمار كانت عندما استشهد الرئيس رفيق الحريري في العام 2005 وكان حينها وزيراً للداخلية، والثانية عندما بدأت الحرب على سوريا في العام في العام 2011، وفي الحالتين إجتاز الرجل المرحلتين متكئاً إلى قناعاته وثوابته من دون أن يحيد عن أي منها.

في نهاية الأسبوع الفائت شخصت أنظار المتابعين والمراقبين إلى الصرح البطريركي الماروني لمتابعة ما سيقوله فرنجية في أزمة قرداحي، الذي وصل إلى موقعه الوزاري بتزكية من تيار المرده، مع العلم ان زيارة فرنجية إلى بكركي كانت بناءً على موعد سابق كما أكد مصدر مطلع في تيار المرده لموقع “أحوال”، ولم تكن طارئة بسبب أزمة قرداحي، كما راح يحلو للبعض أن يفسر أن فرنجيه في مأزق وتوجه إلى الصرح لينقذ نفسه.

لذلك خرج الرجل من الإجتماع ليؤكد الحرص الشديد على العلاقة مع المملكة العربية السعودية تاركاً أمر التصرف لصاحب العلاقة في ما سيتخذه من موقف إزاء الأزمة المستجدة، ولكنه شدّد “لا نريد حصول أي إشكال بيننا وبين المملكة العربية السعودية ونريد الحفاظ على أطيب العلاقات التاريخية معها، ولكننا نريد أيضاً الحفاظ على كرامات الناس”. وهو بذلك يتكئ إلى العلاقة التي كانت قائمة بين جده رئيس الجمهورية الراحل سليمان فرنجيه، ووالده الشهيد طوني سليمان فرنجيه مع كبار من العائلة المالكة في السعودية، ومنهم بالتأكيد العاهل السعودي الحالي الملك سلمان”. مضيفاً “إنّنا نريد أيضاً علاقات ممتازة مع الدول العربية وهذه قناعة راسخة لدينا”.

وإزاء فوضى التصريحات والمواقف التي ضجت بها وسائل الإعلام لم يتوان زائر بكركي عن القول “شهدنا حفلة تزلّف وتبييض وجوه في اليومين الأخيرين”، لكننا “نتمنى الاستمرار بأفضل العلاقات مع الدول العربية”.

واللافت جداً في مواقف فرنجيه كان تخوفه من مستقبل الوضع المسيحي حيث قال “هناك مشاريع أدت إلى ضرب المسيحيين وخائف من الذهاب إلى حلول بالأساليب السلبيّة”، وأضاف “سؤالي لماذا رأس الحربة ضد السنة والشيعة مسيحي؟ علينا كمسيحيين أن نلعب دورنا التاريخي بعيداً عن أن نكون رأس حربة. وأتخوف من حلول سلبية بدلاً من الحلول الإيجابية”. وأردف “حين هُزم المشروع المسيحي في الشرقية هُزمنا جميعنا وأتخوف من أن يتكرر السيناريو ذاته”!

في سياق تأكيده أنه لا يقدم يوماً الربح الشخصي على المصلحة العامة مهما علت المراكز قال “نحن لا نبحث عن ربح وخسارة بل نريد الحفاظ على كرامتنا”، وهنا إستعاد المواطنون كيف أنه تقبّل عام 2016 التهاني من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بامكانية انتخابه رئيساً للجمهورية، ولكنه رفض النزول إلى مجلس النواب متجانساً مع مواقفه الاستراتيجية، التي كانت تقضي بانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية.

ولم يتوقف فرنجيه كثيراً عند إمكانية حصول الانتخابات النيابية من عدمها بل إن مخاوفه تعدت ذلك حيث قال “لدي دائما خوف على الانتخابات انما اليوم الخوف على البلد”!

هذه المطالعة لفرنجيه من على باب الصرح البطريركي الماروني دفعت أكثر من مراقب إلى القول:”إنه موقف شريف من رجل لم يبع ناسه”!

مرسال الترس

اعلامي لبناني كتب في العديد من الصحف والمجلات اللبنانية والعربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى