انتخابات

القوات تحسم توجهاتها في بشري وترنو إلى الدوائر الأخرى!

منذ إعلان زعيم تيار المستقبل الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري تعليق عمله السياسي والإنتخابي مع جميع كادرات تياره، إتخذ حزب القوات اللبنانية قرار الإستنفار بأعلى درجاته في جميع مفاصله وكأن الإنتخابات النيابية حاصلة غداً، وتحولت جميع الإجتماعات الحزبية لديه إلى تنفيذ “تدبير رقم أربعة”، بعكس مختلف الأحزاب والتيارات التي تعمل بروية وبرودة أعصاب خارجة عن المألوف، بانتظار ما سيُستشف من الغيوم الأقليمية والدولية الداكنة، وكأنها غير مبالية بأن إقفال باب الترشيحات وإعلان اللوائح ينطوي على شهر ونصف فقط، تحضيراً ليوم الإقتراع الذي يشدد أكثر من مسؤول حكومي أنه حاصل في موعده الذي تقرّر في الخامس عشر من آيار المقبل.

ويبدو أن حزب القوات قد باشر العمل في القضاء الذي يعتبره بيته العائلي الخاص جداً وهو قضاء بشري الذي يرفض أن تحصل فيه أية دعسة ناقصة قد تشوّه اللوحة التي يتطلع إلى رسمها على مساحة الوطن، متكئاً إلى دعم خارجي واضح المعالم.

وفي هذا السياق علم موقع “أحوال” أن رئيس الحزب إتخذ قراره بعدم الترشح إلى الإنتخابات المقبلة بعكس ما تردد مؤخراً أنه ينوي الترشح في مسقط رأسه لتجديد شد العصب في هذه الدورة بالتحديد، ولقطع الطريق على كل من يفكر بإحداث ثغرة في جدار النائبين اللذين يتمثل بهما الحزب منذ ما بعد الطائف. ولذلك تقرّر على إبقاء النائبين ستريدا جعجع (عقيلة رئيس الحزب) والمهندس جوزيف إسحاق مرشحين برغم ما تسرّب في الآونة الأخيرة من أن هناك إتجاه لتبديل نقيب المهندسين السابق وهو من بلدة حصرون إحدى أكبر بلدات القضاء، بآخر من مدينة بشري لإرضاء عائلات مركز القضاء.

ولتنفيذ القرار بدون أية مواربة وبإتجاهات صارمة تقرّر التصويت لصالح ستريدا في المدينة بشري وفي بلدات وقرى شمالي القضاء حتى بلدة بزعون. على أن تصوّت بلدات وقرى جنوب القضاء الى المهندس اسحاق، وإلى تقليص الفارق بينهما إلى الحدود الدنيا (مئتان وخمسون صوتاً كحد وسطي وجازم). لأنه في الإنتخابات الماضية وصل الفارق إلى حدود السبعمئة صوت تفضيلي وهذا غير مقبول في هذه الدورة. فقد نالت ستريدا 6677 صوتاً وجوزيف 5990 حيث بلغ الفارق 687 صوتاً في حين نال المرشح الثالث في القضاء ملحم (ويليام) جبران طوق 4649 فكان الفارق مع اسحاق 1341 صوتاً وذلك يجب أن لا يتكرر ذلك منعاً لأي خطأ أو تقدير غير محسوب. فبالنسبة لحزب القوات اللبنانية كل المقاعد لها حسابات الربح والخسارة أما في قضاء بشري فمن غير المسموح مطلقاً الخسارة لأن معنويات ذلك المقعد مختلفة تماماً عن بقية المقاعد في الدوائر الأربعة عشر الأخرى.

ولضبط الأمور بشكل أدق تقرّر إقتطاع حي أو أكثر من بلدة بقاع كفرا (وهي في الجزء الشمالي من القضاء) كي يقترع ناخبوه لصالح اسحاق، مع إقهام من يعنيهم الأمر برفض أي تفسير غير مقبول مهما كانت مبرراته. والذي يود مخالفة التعليمات من المحازبين أو المناصرين عليه تحمل العواقب!

هذا في بشري أما في بقية الدوائر فالحسابات خاضعة على قدم وساق للتقويم الشديد الدقة حتى تأتي النتائج وفق ما تخطط قيادة الحزب التي تعتبر أن هذه الفرصة قد لا تعوّض في اية مرحلة أخرى. ولعل ما حصل في محافظة عكار يوم الخميس الفائت والحركة الناشطة التي قام بها ديبلوماسيون من السفارة الأميركية في بيروت تجاه بعض نواب المنطقة ولاسيما منهم الذين صدرت عنهم مواقف ردّت بسقف عالٍ على مواقف رئيس الحزب سمير جعجع الذي علّق على مواقف الحريري، أكبر مؤشر على مدى إهتمام بعض الخارج بما يجب ان تأتي عليه نتائج الإنتخابات المقبلة.

مرسال الترس

مرسال الترس

اعلامي لبناني كتب في العديد من الصحف والمجلات اللبنانية والعربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى