مجتمع

جنون ارتفاع الأسعار يهدّد حياة اللّبنايين

لم يعد المواطن في لبنان قادرًا على تأمين أبسط مقومات الحياة وخاصة المواد الغذائية التي تدخل في صلب قوته اليومي، فمع ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء قفزت أسعار الخضار والفواكه والذريعة كالعادة ارتفاع سعر الدولار بالإضافة إلى ارتفاع سعري صفيحتي المازوت والبنزين وأجرة نقل البضائع من التجّار إلى الأسواق، ناهيك عن الصرخات المدوية من رسوم اشتراك المولّدات والمواد الاستهلاكية كافةً وصولاً إلى اللّحوم، الدجاج، الألبان والأجبان.

 

الرواتب لم تعد تكفي لشراء المواد الأساسية

أسواق الخضار والفواكه الشعبية لم تعد كما كانت سابقاً، حيث كانت مقصداً للعائلات لأن أسعارها تناسب الجميع، لكن الأسعار تغيّرت كما تقول أم إبراهيم عوض لـ “أحوال”: لم أعد أستطيع شراء ما كنت أشتريه في السابق، عائلتي مكوّنة من 6 أفراد وزوجي راتبه الشهري لا يتعدى مليونَي ليرة لبنانية، كيف يمكن أن نؤمن الأساسيات في حياتنا؟ اشتراك المولد يُكلّف مليون وخمسئة ألف ليرة لذلك قمنا بالاستغناء عنه في ظل انقطاع الكهرباء واستعضنا عنه بالشموع ليلاً، وذلك لكي نستطيع أن نوفّر الأكل والشرب وخاصة أنّ  كيلو البطاطا بـ 12 ألف ليرة، بعدما كان الكيس كلّه بالسعر ذاته تقريباً، كرتونة البيض بنحو 73 ألف ليرة، كيلو الخيار ب ـ12 ألفاً، والبندورة قبل أيام بلغت 15 ألفاً، البصل بـ7 آلاف، والثوم بـ 30 ألفاً وكلّها نحتاجها لإعداد وجبات الطعام للعائلة.

وأضافت، أمّا الفواكه لم نعد نستطيع الاقتراب منها، إذ أرخص فاكهة يبدأ الكيلو بـ25 ألف ليرة مثل التفاح والعنب والدراق، أمّا الأفوكا والقشطة والمانغا فالكيلو يبدأ من 45 ألف ليرة ويتّجه صعوداً.

المواطن عبد الله أحمد يؤكد أنّه لم يعد يستطع شراء الألبان والأجبان التي حلّقت أسعارها  ليبلغ سعر كيلو الجبنة 120 ألف ليرة لبنانية، كذلك اللّحوم ارتفعت أسعارها وكذلك البن ارتفع سعره بشكل جنوني “حتى فنجان القهوة حرمونا منه”، ناهيك عن قارورة الغاز التي تجاوز سعرها 200 ألف ليرة.

 

جمعية المستهلك تحمل السلطة تدهور الوضع المعيشي

أعلنت جمعية المستهلك في لبنان عبر بيان وزعته على وسائل الإعلام، أنّها تتابع مراقبة الأسواق وأسعار السلع “بشكل فصلي، إضافة إلى متابعة دورية للتغييرات المفاجئة الناتجة من الاحتكارات والتخزين والتهريب”.

وأكّدت في بيانها على النقاط التالية:

–  إنّ سياسة دعم التجار وتهريب الأموال والسلع وإخفاءها التي اعتمدتها سلطة الطوائف وحمايتها لنهب المصارف للودائع عبر هيركات وصل حدود 90% أحياناً، أدّت إلى كارثة اجتماعية واقتصادية غير مسبوقة، مؤشراتها الرئيسية ارتفاع سعر أكثرية السلع بمعدل يوازي ارتفاع سعر الدولار، أي حوالي 13 ضعفاً. كذلك انهارت القدرة الشرائية والحد الأدنى للأجور بشكل كارثي إذ بلغ اليوم ما يوازي 32 دولاراً بينما كان عام 2019 يساوي 450 دولاراً.

 

– انهيار مؤسسات الدولة، إذ سيطر تحالف أحزاب الطوائف والمصارف والتجار على مقدرات الشعب اللّبناني، وأدار لعبته القذرة المعهودة عبر إذلال الناس بسلسلة من الطوابير أمام الأفران ومحطات الوقود وإخفاء السلع وغلائها الفاحش. وقد رافق ذلك العتمة وشح المياه التي استكملت بالتوترات الطائفية والأمنية المتواصلة. والنتيجة خوف وقلق وفقر وهجرة واسعة تجاوزت خلال الستة أشهر الأخيرة أكثر من 600 ألف مهاجر معظمهم من أصحاب الكفاءات.

وأشارت إلى أنّ “نتائج تطور أسعار السلع والخدمات للفصل الثالث 2021 هو نموذج عن هذا الانهيار: خضار انخفاض 0.7%، فواكه إرتفاع 8.43%، لحوم ارتفاع 79.14%، ألبان وأجبان إرتفاع 47.58%، مواد منزلية وشخصية إرتفاع 30%، معلبات وزيوت وحبوب إرتفاع 38%، الخبز إرتفاع 42.70%، محروقات إرتفاع 103.37%، اتصالات ومواصلات ارتفاع 194.3%، المجموع إرتفاع 60.47%”.

خليل العلي

صحافي ومصور فلسطيني يعمل في مجال الصحافة المكتوبة في عدة وسائل إعلامية عربية وفلسطينية، عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى