الفوضى تعمّ بلدية بيروت… المحافظ والرئيس والأعضاء يصمّون آذانهم
لا تزال العاصمة بيروت رهينة تداعيات انفجار مرفأ بيروت الكارثي الذي دمر أكثر من نصف المدينة، في ظلّ غياب تام لبلدية بيروت ومحافظها مروان عبود، وكأنّ هناك نية واضحة بأن تترك أم الشرائع لقدرها.
ليس على البيارتة أن يطرقوا أبواب الجمعيات والمنظمات الخيرية بحثًا عن من يرمم منازلهم أو عن من يطعمهم أو عن من يضيء لهم ظلمة شوارعهم وأحيائهم المنسية، وليس عليهم التخطيط للنزوح من العاصمة باعتبار أنّها غير قابلة للحياة، فكيف لأهل بيروت أن يذلوا ولديهم بلدية تقاعصت عن كامل واجباتها، وكيف لهم أن يتركوا لمصيرهم ولديهم بلدية تخبئ في خزناتها مليارات اللّيرات هي أصلاً ملكهم، وهل يجوز أن لا تُصرف القروش البيضاء في زمن الأيام السوداء؟
تؤكد مصادر بارزة في بلدية بيروت، أنّ أحدًا من الذين يبحثون عن مطلب أو خدمة أو حتى مراجعة، غير قادر على الاتصال بمحافظ بيروت مروان عبود ولا برئيس وأعضاء المجلس البلدي، هواتفهم أما مغلقة أو مفتوحة لكن دون أن يجيب أحد، حتى زوار البلدية يعانون من حجم الفوضى التي تعم أروقة البلدية ومكاتبها.
وتقول المصادر: “بينما يتخبط المواطن البيروتي في الأزمات المعيشية، ينكفأ جمال عيتاني عن العمل متحسرًا على فقدان أموال بلدية بيروت قيمتها نتيجة إنهيار سعر صرف الليرة مقابل الدولار، أما عبود فمنشغل في عقد اللقاءات والبكاء على أطلال بيروت التي دُمرت في عهده، وهو منذ الرابع من آب لا يزال عاجزًا عن وضع حجر فوق حجر.
وتضيف “من سمح لهؤلاء المسؤولين غير المسؤولين أن يتركوا بيروت مظلمة، بأوتستراداتها وشوارعها وبيوتها، من سمح لهم أن يتركوا الخراب والدمار على حاله منذ أكثر من عام، من أخبرهم أن أم الشرائع ستبقى أسيرة مزاج جمال عيتاني وكسل مروان عبود، ألم يعلموا أن بيروت التي نهضت بعد الزلزال الكبير في القرن السادس حتمًا ستنتفض على فشلهم وفسادهم ومؤامراتهم؟
وتسأل المصادر نفسها: “هل هناك نيّة لإخضاع البيارتة عشية الانتخابات النيابية العامة، بغية تغيير خياراتهم السياسية ومنعهم من الانتفاض على واقعهم السياسي، وهل المحافظ عبود ينفذ مهمة هدفها إجبار البيارتة على الانتخاب ضد سعد الحريري في الانتخابات البلدية القادمة، كون الحريري هو الوصي على بلدية بيروت منذ سنوات، وهذه البلدية لم تقدم خيرًا لأهلها حتى يومنا هذا.