منوعات

في عيد المعلم: فرصة الأساتذة للعمل في الزراعة وتربية الدواجن

في عيد المعلم أعلن عشرات الأساتذة التوقف عن العمل قسراً، السبب المباشر منطقي وواقعي جداً: عدم تمكن الغالبية من الحضور الى مدارسهم، بسبب أزمة البنزين وتدني الرواتب والأهم غياب الحافز والأمل من مستقبل المهنة.

“راتبي كل الشهر لا يكفي لشراء المحروقات وسداد اشتراكات مولدات الكهرباء” يقول أحد الأساتذة، في حين يكشف أحد مدراء ثانويات النبطية أنه “في كل مدرسة أو ثانوية في منطقتنا غاب عدد من المعلمين، فامتلأت الملاعب بالطلاب، لم نتمكن من مواجهة المستجدات، التي تتفاقم يوماً بعد يوم، بسبب غياب المعلمين القسري، اضافة الى غياب عشرات الطلاب” مبيناً أن “الوزارة غائبة كلياً عن ما يجري في المدارس، بسبب الأزمات الاقتصادية والصحية، ولم تعمد الى تقديم الحلول اللاّزمة، فزيادة نصف راتب لم تغير شيئاً في الواقع المتردي للمعلمين، بتنا لا نستطيع مواجهة الخلل، أي معلم بات من حقه، لا بل من واجبه أحياناً التغيّب عن العمل كي لا ينفق راتبه على البنزين وأعطال السيارة”.

ويضيف المدير إلى أن “معظم المعلمين ينتظرون أي عطلة، بما فيها عيد المعلم، لزراعة حقولهم والاهتمام بتربية الدجاج لأن ذلك يحقق لهم دخلاً اكثر من رواتبهم، وهذا حتماً يقلّص من قدراتهم على العطاء” ويلفت الى أنه “يمكن للوزارة معالجة الأمر لو قررت التحرك بشكل يتماشى مع حجم المأساة، من خلال تأمين وسائل نقل للمعلمين أو زيادة بدلات النقل بشكل مشجع، أما البلديات فهي غائبة أيضاً لعدم قدرتها المادية والقانونية ربما”.

يبين المدرّس أحمد فرحات (حاروف) الى أن “انقطاع البنزين خلال اليومين الماضيين أدى الى غياب عدد كبير من المعلمين، لأن المعلم يشتري حاجته اليومية أو الأسبوعية من البزين، ولا يستطيع ملء خزان سيارته بالوقود، وهذا هو حال أصحاب الفانات المدرسية، ورغم ذلك لم يعمد المعنيون الى مواجهة الأزمة”، مبيناً أن “كل يوم عطلة يوفر على المعلم حوالي 100 ألف ليرة، وأفضل ما ننتظره في عيد المعلم، هو التعطيل عن المدرسة لتوفير بدل النقل”.

ويلفت أحمد بزون الى أن “الاحتفال بعيد المعلم غاب عن المعلمين منذ بداية الأزمة، فالمعلمون ومعهم ادارات المدارس غير قادرين على انفاق الحد الأدنى اللاّزم لأي احتفال، حتى أن البلديات التي كانت ترسل لنا بطاقات المعايدة، امتنعت عن ذلك” ويرى بزون أن “أفضل معايدة للمعلم هي تأمين بدلات نقل كافية للوصول الى المدارس، أو تأمين فرصة عمل أخرى تنقذه من الجوع والحرمان” ويؤكد بزون أن “يوم عيد المعلم بات يوم عمل في الحقول الزراعية، أو مناسبة لافتة لجمع الحطب لتوفير ما يمكن توفيره لتأمين حاجاتنا الأساسية”.
أما المدرس محمد سويدان (مرجعيون) فيقول أن “ما استطعنا فعله خلال سنوات الأزمة هو تربية الدجاج والطيور، وزراعة الحاكورة المنزلية، ونعمل جاهدين للوصول الى مرحلة تجعلنا ننفذ رغبة البنك الدولي في الاستغناء عن الوظيفة بالكامل”.

من مدينة الكويت أرسل المدرس أحمد عز الدين رسالة الى زملائه في التعليم الثانوي “طالباً منهم ترك الوطن ومهنة التعليم، والاستفادة من تجربته الخاصة، لأنه استطاع انقاذ عائلته من الحاجة، وبات يستطيع من راتبه الجديد تأمين حاجات عائلته الأساسية، والعيش بكرامة” لافتاً الى أن “ما يحصل للمعلمين كارثة وطنية وأخلاقية، لأن الأزمة انعكست على آداء المعلمين، وبالتالي على المستوى التعليمي للطلاب، الذين باتوا غير قادرين، بسبب مستواهم التعليمي السيء، اختيار الاختصاصات العلمية القادرة على خلق فرص عمل مميزة لهم”.

داني الأمين

صحافي وباحث. حائز على اجازة في الحقوق من الجامعة اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى