منوعات

“القوات” لا ترغب بكسر الجرّة مع رئيس الجمهورية

شارل جبّور لـ"أحوال": هناك فريق أوصل البلد إلى ما هو فيه وعليه أن يتنحّى

تطوّر تعاطي حزب القوات اللبنانية مع موقع رئاسة الجمهورية منذ خروج رئيس الحزب سمير جعجع من السجن عام 2005 حتى اليوم، ففي مرحلة أولى لم تكن تهتم القوات بصورة الرئيس والرئاسة، فساهمت بوصف “الرئيس إميل لحود” بأقسى الأوصاف، ودعت لاستباحة القصر الجمهوري لإخراج لحود منه، كما ساهمت مع قوى 14 آذار بعزل رئيس الجمهورية السابق خلال الأشهر الأخيرة من ولايته، ولكنها اليوم تتعاطى مع موقع الرئاسة بشكل مغاير.

مع وصول ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، بمساعدة من أصوات نواب القوات اللبنانية، اختلف تعاطي القوات مع موقع الرئاسة، فأصبح الموقع المسيحي الأول في الجمهورية موقعاً لا يجوز المسّ به، واستمر الأمر على هذا الحال حتى الصيف الماضي.

منذ بداية الحراك الشعبي في 17 تشرين الأول 2019 وخروج القوات اللبنانية من الحكومة، كان شعار القوات الدعوة لانتخابات نيابية مبكرة، وكانت المطالبة بالبداية باستقالة حكومة سعد الحريري، ومن ثم استقالة حكومة حسان دياب، ولكن بعد انفجار مرفأ بيروت تبدّل الحال، ففي شهر آب تغيّرت لهجة “القوات” مع رئاسة الجمهورية بشخص ميشال عون، وهذا التغيير توّجه نائب القوات بيار بو عاصي في 22 آب الماضي، عندما شنّ هجوماً عنيفاً على رئيس الجمهورية، داعياً إيّاه الى “الإستقالة أمام تدمير بيروت وما حصل في المرفأ، كما محاكمة عون مع كافة المسؤولين عن ذلك الإنفجار”.

بعد تصريح بو عاصي، ابتعدت القوات اللبنانية عن دعوة عون للإستقالة، فكانت تتحدّث عن “المسؤولين” بشكل عام، حتى تاريخ اليوم، عندما جاء في تصريح جعجع خلال مؤتمر صحافي التالي: “لو كنت مكان رئيس الجمهورية لاستقلت”. هي دعوة صريحة من جعجع لعون لأجل الإستقالة والتنحي، فهل يحمل هذا التصريح تغييراً في نظرة “القوات” إلى موقع الرئاسة الأولى؟

 

على المسؤولين الرحيل

يؤكد رئيس جهاز الإعلام في حزب القوات اللبنانية شارل جبّور، أن حديث جعجع عن رئاسة الجمهورية جاء ردّاً على سؤال خلال المؤتمر الصحافي، أما فلسفة الموقف فهي أن كل من يتواجد بسدّة مسؤولية، ولا يتمكّن من إخراج لبنان من أزمته، بمعزل عن مسؤوليته بإيصال الوضع إلى ما وصل إليه، عليه أن يتنحّى لإفساح المجال أمام من هو قادر على فعل ذلك.

ويضيف جبور في حديث لـ”أحوال”: “نحن في وضع مأساوي غير مسبوق في لبنان، وفي كارثة وورطة، وبالتالي هنالك فريق أوصل البلد إلى ما هو فيه ولم ينجح بإخراجه منه، ونحن متأكدون أنه لن يتمكن من تحقيق هذا الهدف، وطالما أنه غير قادر فليفسح المجال أمام غيره”، مشدّداً على أن القوات اللبنانية تطرح مسألة الانتخابات النيابية المبكرة من أجل هذا الهدف لأنها تعتبر أن هذا الفريق عاجز عن إخراج لبنان من محنته، ويجب تغيير الأكثرية تمهيداً لوصول أكثرية جديدة قادرة على الإنقاذ.

عون لن يسمح بالفوضى الدستورية

بالمقابل تشير مصادر قريبة من رئيس الجمهورية إلى أن عون يعمل وفق ما يمليه عليه ضميره وما ينص عليه الدستور، فهو الرئيس الوحيد الذي يُقسم اليمين على حماية واحترام الدستور، وهو لن يتراجع عن آداء مسؤولياته، معتبرة أن كل الدعوات التي تُطرح لاستقالة الرئيس عون تهدف لنشر الفوضى الدستورية في لبنان وهو لن يسمح بذلك.

إذا يبدو واضحاً أن القوات اللبنانية قرّرت رفع سقف المطالب السياسية، ولكن دون كسر الجرّة مع رئاسة الجمهورية، لأن “الهيبة” لا يجب أن تسقط، وهذا ربما من الأمور القليلة التي تتّفق حولها كل القوى المسيحية، لأن كأس الرئاسة قد تدور على الجميع.

محمد علوش

 

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى