هل فُتح باب “الحج” إلى سوريا؟
لم تتجرّأ الحكومة اللّبنانية ككيان رسمي أن تُعيد العلاقات مع سوريا إلّا بغطاء أميركي، وضوء أخضر صدر عن السفيرة الأميركية دوروثي شيا، ولكن بحسب مصادر نيابية بارزة في فريق 8 آذار “فأن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً”، رغم كل سيئات الانتظار إلى هذا الوقت، مشيرة إلى أنّ الزيارة الوزارية التي حصلت مؤخراً إلى دمشق ستفتح أبواب “الحجّ” اللبناني إلى سوريا.
تكشف المصادر النيابية أنّ الأبواب السورية لطالما كانت مفتوحة لمن يرغب، ولكن الجديد اليوم هو التغيرات التي تحصل في المنطقة، والانفتاح الغربي – العربي على دمشق، فالقرار الأميركي لم يكن يعني “انفتاحاً لبنانياً، على سوريا”، بل هو انفتاح أميركي عليها، يعني الكثير لمن يرغب بالتحليل، مشدّدة على أنّ موقع سوريا في المعادلة تغيّر، وقريباً سيكون هناك مشاورات تركية سورية أيضاً برعاية عراقية وعلى أرض العراق، وبالتالي فإنّ الزيارة اللّبنانية الرسمية كانت جزءاً من الصورة لا الصورة كلها.
بما يخص لبنان، تكشف المصادر أنّ عدداً من الشخصيات السياسية، الموالية، والتي كانت بموقع الخصم لسوريا في الفترة الماضية، تبحث زيارة دمشق، مشيرة إلى أنّ الشهرين المقبلين سيحملان تباشير هذه الزيارات، أمّا بما يتعلق بالوزراء، فالأمر بانتظار ما ستُسفر عنه مسألة تشكيل الحكومة، فإذا شُكلت الحكومة الجديدة علينا الانتظار قليلاً لكي تعود الزيارات الوزارية إلى سوريا، أمّا بحال استمرت حكومة تصريف الأعمال الحالية برئاسة حسان دياب فسيكون لوزراء فيها زيارات قريبة إلى دمشق، وربّما يفتتح وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي هذه الزيارات.
تؤكد المصادر أنّ الملفات التي تحتاج إلى بحث معمّق مع القيادة السورية كثيرة وحساسة، على رأسها الملف الأمني المتعلق بالحدود والتهريب، وملف النازحين السوريين، حيث أنّ الفرصة باتت مؤاتية لوضع هذا الملف على الطاولة، مشدّدة على أنّ الأمر لم يعد يحتمل انتظار موافقة أميركية على كلّ موضوع يجب أن يُبحث مع دمشق، بل على المعنيين المبادرة وتقديم مصلحة لبنان على باقي المسائل.
محمد علوش