فيلم Respect.. حكاية عذابات وتمرّد فرضت الإحترام
فيلم “Respect” هو سيرة ذاتية للحياة الشخصية والمهنية لمغنية “السول” الأميركية من أصول أفريقية “Aretha Franklin”، صاحبة لقب “ملكة غناء السول” التي توفيت عام 2018 عن عمر يناهز الستة والسبعين سنة، والتي قامت بدورها الممثلة “Jennifer Hudson”.
قصة الفيلم ليست بسيطة أو خفيفة الوقع، لكونها تعالج مواضيع وأفكار تُعنى بالبالغين، من ضمنها الحياة الجنسية، العنف والأسلحة، الإدمان على الكحول وما يتبعه من نتائج كالعنف المنزلي. ولكن في الوقت نفسه، تُظهر القصة أهمية المثابرة والإصرار والقدرة على النهوض وإعادة استلام زمام الأمور.
فيلم “Respect” هو القصة الحقيقية لحياة أيقونة موسيقى “السول” ورحلتها منذ نعومة أظافرها، عندما كانت ضمن “كورَس الكنيسة” التي كانت من مسؤولية والدها رجل الدين، وإلى أن حققت نجوميتها العالمية.
هذه الرحلة التي تضمّنت الكثير من العذابات والقرارات لاكتشاف عظمة صوتها الرائع، كانت مسلوبة القرار، مسيّرة في كل تفصيل من تفاصيل حياتها، لكن التمرّد وعزة النفس والقناعة الأهم التي زُرعت فيها أن “الإحترام هو الشرط الأهم للنجاح”، حالوا دون انصياعها لواقعها، فانتفضت وغيّرت حياتها وأسمعت الجميع صوتها بالطريقة التي لطالما رغبت أن تظهر بها.
محبو ومعجبو “Aretha” و “Hudson” سوف يستمتعون بالفيلم، وتحديداً عند سماع أغانيها الشهيرة والطريقة التي تمّت تأديتها بها.
انقسمت مواقف النقّاد السينمائيين فيما يتعلق بـ”Respect”، فالبعض منهم أحب الفيلم لكونه جسّد القصة بتفاصيلها الحقيقية، فأظهر كمّاً من المشاعر المتناقضة، منها التعاطف والإحساس بالظلم والغضب، والرغبة الشديدة بضرورة التمرّد لكسر القيود.
وكان لافتاً جدّاً حجم الإطراءات والمديح لأداء “Hudson” المميز، فقالوا إنها “الخيار الأمثل للدور”، كما أشاروا إلى حجم المسؤولية الكبيرة التي أظهرتها عند أداء أغنيات “Aretha”، فالخطأ ممنوع وقد أبدعت في هذا الجانب تحديداً.
وأشار البعض إلى أن “أداء “Hudson” في “Respect” قد تخطى مستوى الإبداع الذي أظهرته في فيلم “Dream Girls”، والذي أكسبها جائز أوسكار عام 2007”.
أما القسم الآخر من النقّاد، فقد اعتبروا أن “Respect” هو تكرار لأفلام سابقة من السير الذاتية، وأنّه لم يقدّم أي إضافة لأرشيف أفلام الـ “Biography”، كما أضافوا أنه “كان من المفترض أن يخلق الفيلم هالة معينة أو أن يَظهر كتكريم للمغنية الأسطورة، لكنه لم ينجح في تحقيق هذا الهدف”.
إضافة إلى ذلك، انتقد النقّاد المدة الطويلة للفيلم وهي مئة وخمس وأربعين دقيقة (145 د.)، وأشاروا إلى وقوعه في التكرار لناحية بعض الأحداث والمشاهد، وهذا ما جعله مملاً.
تجدر الإشارة إلى أن أفلام الـ”Biography” هي أفلام تُظهر الكثير من الحقبات الإنسانية والثقافية التي مرّت بها الحياة البشرية، وهي تلامس أحاسيسنا سواءً كنّا معنيين أو غير معنيين بالتفاصيل التي ترويها الشخصية عن موضوع الفيلم.
منال زهر