أظهر لقاح Ad26.COV2.S فعّالية إكلينيكية ضد مرض «كوفيد-19» المصحوب بأعراض ظاهرة، لا سيما ضد السلالة المتحورة B.1.351، المقاوِمة جزئيًّا للأجسام المضادة المُحيِّدة. ومع ذلك، لم يتبيَّن العلماء إلى الآن مدى قدرة هذا اللقاح على توليد المناعة لدى البشر في حالة الإصابة بالسلالات المتحوِّرة من فيروس كورونا المُسبِّب للمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة من النوع الثاني (الذي يُشار إليه اختصارًا بفيروس «سارس-كوف-2» SARS-CoV-2)، وهي السلالات التي تثير مخاوف العلماء في الوقت الراهن.
وفي هذا البحث المنشور في مجلة نايتشر العلمية، يعرض العلماء الاستجابات المناعية الخلطية والخلوية، التي أمكن رصدها في حالة 20 شخصًا مطعَّمًا باللقاح Ad26.COV2.S ضد السلالة الأصلية من فيروس «سارس-كوف-2»، المسماة WA1/2020، ومقارنتها بالاستجابات المتولِّدة لدى المطعَّمين باللقاح من المصابين بالسلالات المتحوِّرة التي تثير مخاوف العلماء، وهي السلالات: B.1.1.7، وCAL.20C، وP.1، وB.1.351، وذلك في المرحلتين الأولى والثانية من التجربة الإكلينيكية COV1001.
استحثَّ اللقاح المذكور إنتاج تركيز متوسط من الأجسام المضادة المُحيِّدة للفيروس الزائف، بمتوسط يقل بخمسة أضعاف عن تركيز الأجسام المضادة التي ينتجها الجسم في حالة الإصابة بالسلالة المتحورة B.1.351، و3.3 ضِعْف ضد السلالة P.1، وذلك مقارنةً بالسلالة الأصلية، في اليوم الحادي والسبعين من تاريخ تلَقِّي اللقاح. في حين تبيَّن أن متوسط التركيز المتوسط للأجسام المضادة المرتبطة بالسلالة B.1.351 يقل بمعدل 2.9 ضِعْف، وبمعدل 2.7 ضِعْف في حالة السلالة P.1، مقارنة بالسلالة الأصلية. بينما بقيت مستويات عملية البلعمة الخلوية المُعتمِدة على الأجسام المضادة، والترسيب التكميلي، والاستجابات لتنشيط الخلايا القاتلة الطبيعية ضد السلالة المتحورة B.1.351 كما هي إلى حد بعيد. وجاءت استجابات الخلايا التائية من النوعين CD8، وCD4 (ولا سيما استجابات الذاكرة المركزية، والمُستفعلات) متماثلة في السلالة الأصلية، والسلالات المتحورة: B.1.1.7، وB.1.351، وP.1، وCAL.20C.
تُبين هذه البيانات انخفاض استجابات الأجسام المضادة المُحيّدة المُستحثة باللقاح Ad26.COV2.S ضد السلالتين B.1.351، وP.1. ورغم ذلك، ظلت استجابات الأجسام المضادة الوظيفية غير المُحيِّدة، وكذلك استجابات الخلايا التائية، ثابتةً بغير تغيير في مواجهة السلالات المتحوِّرة من الفيروس. من شأن هذه النتائج التي توصل إليها الباحثون أن تنعكس على الحماية التي توفرها اللقاحات ضد متحوّرات فيروس «سارس-كوف-2» التي تثير مخاوف العلماء في الوقت الحالي.
