مجتمع

النفايات تتراكم في شوارع صيدا والعمال يطالبون بزيادة أجورهم

تراكمت النفايات في شوارع مدينة صيدا بعد إضراب عمال معمل فرز النفايات للمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية وزيادة رواتبهم، وأدّى تكدّس النفايات في الحاويات داخل الأحياء السكنيّة إلى استياء كبير لدى المواطنين نظراً لما يتسبب به الأمر من ضرر في ظل ارتفاع درجات الحرارة وانتشار الروائح الكريهة والحشرات والقوارض وفي ظل انقطاع التيّار الكهربائي والتقنين القاسي باشتراكات المولدات.

المطالبة بالرواتب على سعر صرف المنصة

الإضراب الذي ينفذه عمال معمل فرز النفايات الصلبة في سينيق جنوبي المدينة جاء احتجاجاً على المذكرة الإدارية الصادرة عن المعمل، والقاضية بالعودة عن قرار صرف رواتب العمال على أساس سعر صرف الـ3900 ليرة ومنح العمال المياومين مكافأة مالية قدرها 75 بالمئة من قيمة الأجور وتدفع لمرة واحدة فقط بسبب نقص السيولة في الشركة.
وأكد العمّال الذين نظّموا وقفة احتجاجية أمام مدخل المعمل للتعبير عن رفضهم القرار الجديد، أنهم فوجئوا بعودة الشركة عن قرار دفع رواتب العمال على سعر صرف الـ3900 ليرة ودفعها على سعر الـ1500 ليرة، خصوصاً بعدما وُعدوا به نتيجة مساعٍ بذلتها البلدية والإدارة السابقة، لكن نقص السيولة أجبر الشركة على التراجع، كما تقول مصادرها.
محمد حجازي تحدّت باسم العاملين في المعمل قال: الحدّ الأدنى لأجور العمال هو 675 ألف ليرة، وفي ظل الظروف المعيشية الخانقة، لا تكفيه وعائلته لسدّ رمق الجوع فقط دون سواها، لقد توقفنا عن العمل ولكننا لم نقفل مدخل المعمل، والشاحنات تفرغ حمولتها ولكننا لن نزاول أعمالنا وستتكدس النفايات في ساحات المعمل، ونحن نعلم ان الشركة قبضت شيكاً مصرفياً على اساس الـ3900 ليرة.
المواطنون مستاؤون من تراكم النفايات
مشهد تراكم النفايات في شوارع وأحياء مدينة صيدا مقزّز، وخاصة أنها تزامنت مع ارتفاع في درجات الحرارة والرطوبة والتقنين القاسي في الكهرباء، حيث يضطر المواطنون إلى فتح نوافذ منازلهم للتهوئة، لتتسلل الروائح الكريهة والقوارض إلى داخل منازلهم مهدّدة صحّتهم.
محمود حسين قال لـ “أحوال”: كأن الأزمات المعيشية وأزمة البنزين وارتفاع سعر الدولار لا تكفينا حتى تأتينا مشكلة النفايات، مشهد الشوارع مقرف والنفايات صارت خارج الحاويات، وحدها القطط تسرح وتمرح تبحث عن قوتها فرحة.


ويؤكد أحد عمال المعمل أنهم طالبوا كثيراً بتحسين رواتبهم لتتلاءم مع غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار الذي لَحِقَ بمجمل السلع الاستهلاكية الضرورية، وأدى قرار مصرف لبنان تخفيض سقف السحوبات النقدية إلى تفاقم المشكلة في وجه المعمل، فما كان من الإدارة إلا التواصل مع بلدية صيدا لحل الأزمة سابقاً.
ولفت إلى أن العمال اعتصموا منذ منذ ثلاثة أشهر ثم جرى تعليق الاعتصام لأنهم تلقوا وعداً بأن يتقاضوا رواتبهم على أساس الـ3900 بعد أن يقبض المعمل من البلديات على اساس هذا السعر، اليوم المعمل يقبض على الـ3900 ليرة ولا يريد أن يعطي الرواتب على هذا المقياس، وهذا حق مكتسب للعمال ولا أحد يعرف ما هو السبب ويريدون حلاً لهذه المسألة.

رئيس البلدية تعهد للعمال بدفع رواتبهم حسب سعر المنصة

يطالب العمال بصرف رواتبهم على سعر المنصة 3900 ليرة لبنانية، وفي حال ارتفع سعر المنصة كما يتردد لتصل إلى 6200 ليرة لبنانية يتم تطبيق دفع الأجور بناء عليها وهذا ما رفضته إدارة المعمل، ما اضطر أن يتدخل رئيس بلدية صيدا ورئيس اتحاد بلديات صيدا الزهراني المهندس محمد السعودي وكتب تعهداً خطياً بذلك، عندها علق عمال معمل فرز النفايات الصلبة في سينيق اضرابهم، بحسب ما أفاد مسؤول العمال محمد حجازي الذي أعلن “تعليق الاعتصام ومباشرة العمل حيث يتم رفع النفايات ونقلها الى المعمل لتدويرها”.


ولفت حجازي إلى أنه “سيكون هناك اجتماع لنا مع رئيس البلدية المهندس السعودي يوم الاثنين المقبل للتأكيد على الإدارة من أجل إصدار مذكرة بصرف رواتبنا بنسبة 75% من سعر الصرف المعتمد بالمصارف، فإذا لقينا تجاوباً مع هذا الأمر سنستمر بعملنا، أما إذا لم تتم الإستجابة فسنعود للإضراب”.
وكان بعض المواطنين قاموا بإغلاق شوارع صيدا بالنفايات احتجاجاً على تكدسها وانبعاث الروائح الكريهة.

 

 

خليل العلي

صحافي ومصور فلسطيني يعمل في مجال الصحافة المكتوبة في عدة وسائل إعلامية عربية وفلسطينية، عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى