رأي طبّي لـ” أحوال”: العثور على ناجين تحت أنقاض مار مخايل شبه مستحيل
انشغلت العاصمة بيروت في الساعات الأخيرة بأخبار قيام فريق تشيلي متخصص، برصد نبضات قلب تحت أنقاض مبنى منهار في الجميزة، بعد مرور شهر على انفجار المرفأ.
ووسط انقاض المبنى المنهار في منطقة الجميزة التي شهدت أكبر خسائر من الانفجار، يبحث عمال الإنقاذ منذ يوم أمس الخميس على أمل العثور عل ناجين.
وقد جرت الاستعانة برافعة للمساعدة في رفع عوارض الفولاذ وكتل الحطام الثقيلة الأخرى في منطقة البحث.
وبعيداً عن تقنيات البحث، برز تساؤل عن إمكانية العثور على ناجين بعد شهر تحت الانقاض.
فقد تجمّع عدد كبير من سكان الجميزة على أمل العثور على ناجين، بينما عبّر بعضهم عن الشعور بالإحباط لعدم بذل جهود كافية من قبل للعثور على المفقودين، حيث تشير التقديرات الرسمية الى أن سبعة أشخاص لا يزالون في عداد المفقودين.
فهل تقع معجزة ويتم العثور على أشخاص على قيد الحياة؟
وفي حال تمّت كيف يفسّر الطب بقاء شخص على قيد الحياة ،وتحت الانقاض من دون أن يدخل الى جسمه أي مواد للتغذية؟
تشير الابحاث الى ان ” هناك شبه إجماع بين الاطباء أن الانسان الذي يتمتع بصحة جيدة يستطيع البقاء دون الطعام لثمانية اسابيع، رغم ذلك يبقى بعض الاشخاص بحالة صحية جيدة لاكثر من ذلك. وعلى خلاف ذلك، قد يموت آخرون في أقل من هذه الفترة “..
الطبيب المتخصص في مجال الصحة العامة د. حسن قاق يشرح ل”أحوال ميديا” هذه المسالة ، ويؤكد على ان “فكرة تواجد شخص تحت الانقاض لأكثر من أسبوعين على قيد الحياة هي غير منطقية وشبه مستحيلة” ، وبرأيه الطبي “يصعب تصديق كل ما يتم تداوله حول وجود مفقودين لم يفارقوا الحياة تحت انقاض مبنى الجميزة المنهار”.
ويعزو القاق السبب في ذلك الى عدم ” قدرة صمود أي جسم من دون طعام ومياه، باعتبار ان الجسم يصاب بالجفاف التام قي حال تعطشه للمياه ما يؤدي الى نقص السوائل في الدماغ”.
وفيما يخصّ التغذية ، “هناك خطورة كبيرة على الجسم أيضاً بعدم وصول السكر الى الدماغ، بسبب سوء التغذية ونقص المواد الغذائية “، ما يؤدي الى حالة وفاة ، بحسب القاق.
ويجزم القاق ان “جهاز المسح الذي رصد نبضات القلب، لا يحدّد شكل الجسم بل امواج النبضات فقط، ما يعني أنه يصعب التعرف اذا كان النبضات تعود الى إنسان او حيوان”. كما يشرح انه وفقاً للحالة التي عرضها الفريق الشيلي برصد سبعة دقات قلب بالدقيقة، يعني أن الحالة متوفاة أو قد تميل الى الوفاة”.
وحدها معجزة علمية قد تحصل بين لحظة واخرى مع إعلان الخبر السار الذي ينتظره الجميع بوجود أشخاص لم يفارقوا الحياة ويتم إنقاذهم من تحت الانقاض أحياء يرزقون .
وفي هذه الحالة يرجّح القاق أن تعود هذه الحالة لمفقود استطاع ان يصمد في مكان ما تحت الأرض، ونجح في توفير التغذية كل هذه المدة، الا أنه يصعب عليه إنقاذ نفسه بسبب الدمار الكبير الذي خلّفه الانفجار”.
- زينة برجاوي