جمال طه: الوصول إلى كأس العالم حلم بعيد المنال
اتخذ الاتحاد اللبناني لكرة القدم قراراً بالاستغناء عن خدمات المدير الفني للمنتخب الوطني الروماني ليفيو تشيوبوتاريو والاستعاضة عنه بالمحلي جمال طه، إذ اعتبرها البعض مفيدة ونقطة تحول تؤسس لمرحلة جديدة في مسيرة المنتخب
وينظر المنتخب إلى المرحلة المقبلة بترقب لاستكمال التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023، ولكن جائحة كورونا التي ضربت العالم مطلع العام أجلت كل شيء إلى العام المقبل بعد قرار ترحيل هذه التصفيات.
يحتل المنتخب اللبناني حاليا المركز الثالث في المجموعة الثامنة خلف تركمانستان وكوريا الجنوبية ومتقدما على كوريا الشمالية وسريلانكا.
وقد أثنى المدير الفني جمال طه من خلال حديثه إلى موقع “أحوال” على قرار الاتحاد ممثلا برئيسه السيد هاشم حيدر على الثقة التي يوليها للمدرب الوطني بصورة عامة، معتبرا أن الانتقال من المدارس الخارجية إلى المدرسة المحلية يعتبر خطوة جيدة لتطوير قطاع المدربين العاملين، فهو جزء من المنظومة الرياضية المتكاملة، ولا يقل شأنا عن الاهتمام بتطوير اللاعبين أو المنشآت الرياضية والملاعب وحتى الإدارات.
ويعتبر طه أن العين موجهة حاليا صوب اللاعبين في البطولات الآسيوية والخارجية باعتبارهم الأكثر جاهزية على الصعيد البدني من المحليين نظرا لتوقف بطولة الدوري العام منذ نحو سنة وغياب كلي لباقي النشاطات الرسمية؛ مع وجود عناصر محلية جيدة أبرزها القائد حسن معتوق، ويشدد في الوقت عينه على نوعية اللاعبين المستقبليين الذين ينبغي أن يكونوا من الشباب لإحداث تغيير في جلد المنتخب وإعطاء الثقة لكل عنصر شاب من أجل بناء منظومة متكاملة قادرة على الاستمرار؛ ولكن كورونا أوقفت الاختبارات والاختيارات؛ فعمل الجهاز الفني جاء متقطعا بفعل هذا الفيروس والاحداث التي عصفت بالبلاد.
وعن حظوظ المنتخب يضيف إنها متساوية بين جميع المنتخبات في المجموعة؛ ولكن الأمور لا تستقر داخل المنتخب إلا بعد عودة دوران عجلة النشاط المحلي ولو تدريجيا، وخصوصا الدوري العام إذ لا يمكن أن نحكم على لاعب أو نعول على مجهوده إلا من خلال المشاركة والاحتكاك الدائم والمتنوع، ولا يمكن تعويض الفارق البدني والذهني الذي يناله من المشاركة الجدية والاحتكاك.
يرى طه أن ترحيل التصفيات إلى عام 2021 هو عامل إيجابي يساعد على اكتشاف المواهب أكثر وكل من هو مؤهل لتمثيل المنتخب بعد عودة الدوري الذي صار قريبا على الأبواب.
فقد كان من المقرر أن يعسكر المنتخب في دولة الإمارات ويلاقي فيها نظيره الأردني وديا إلا أن الأمور ألغيت بقرار من الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”.
ولكن جمال طه لا يزال يعمل على خطط بديلة تساعده على الوصول إلى الأهداف المنشودة وهو يلقى كل الدعم والمساعدة من الاتحاد الذي لا يبخل، حسب رأيه، على إيجاد الأرضية الصالحة ولكن كل شيء مرتبط بعودة الروح إلى الملاعب والأندية اللبنانية في أقرب وقت.
وعن إمكانية الوصول إلى كأس العالم في يوم من الأيام يعتبر طه أن هذا الأمر “حلم بعيد المنال” فقبل التفكير في بلوغ المونديال لا بد من التفكير في تطوير الدوري الذي كان شاهدا في الموسم الماضي على إفلاس صناديق الأندية بشكل غير مسبوق وكان لبنان البلد الوحيد في العالم بلا دوري كرة قدم !.. ومن الضروري جدا تطوير قطاع المدربين والمدارس الكروية والفكر لدى اللاعبين فنحن في واد والدول التي سبقتنا في واد آخر؛ حتى إن بعض هذه الدول المتطورة تجد صعوبة في بلوغ كأس العالم لأنه توجد دول أخرى أكثر تطورا وثباتا على الخارطة الكروية، ولكن إذا عملنا بأسلوب عملي ومتطور مبني على “العلم والدراسة والكفاءة” ممكن حينئذ أن نصل إلى نتائج إيجابية في محيطنا العربي والآسيوي على أقل تقدير.
يتابع أنه في السنوات القليلة الماضية تم التعاقد مع مدربين أجانب ولم يفلح أحدهم في إيصال لبنان إلى كأس العالم، فالمشكلة في كرة القدم اللبنانية قديمة وليست مستجدة وعمرها عشرات السنين.. وهنا يجب وضع الإصبع على الجرح العميق وإحداث تغيير جذري وخصوصا على صعيد المدربين للفئات العمرية وهذا بيت القصيد، فهم وحدهم قادرون على “إنتاج” جيل المستقبل الذي نتمناه، لأننا بكل بساطة حاليا لسنا من الدول المتقدمة كرويا ومعاناة اللعبة من معاناة لبنان بشكل عام.
الجدير ذكره ختاما ان غالبية التشكيلة الاساسية للمنتخب من اللاعبين الخارجيين وهم الحارس مهدي خليل من زوب أهان الايراني، واللاعبون سمير اياس من بيرسيراجا الاندونيسي، وحسن سعد “سوني” من آنسان غرينرز الكوري الجنوبي، وربيع عطايا من كيلاب بولاسيباك الماليزي، وباسل جرادي من هايدوك سبليت الكرواتي، وجوان العمري من اف سي طوكيو الياباني، وعمر شعبان من بوغيل سوتون يونايتد الإنكليزي، وقاسم الزين من النصر الكويتي، وهلال الحلوة من هاليشير الألماني، وجورج ملكي من سيريانسكا السويدي، وروبير ملكي من الخور القطري.
ويتألف الجهاز الفني من جمال طه مديراً فنياً والمدرب وسام خليل ومدرب الحراس وحيد فتال ومدير المنتخب فؤاد بلهوان ورئيس لجنة المنتخبات مازن قبيسي والمعالج الفيزيائي إيلي المتني والمستشار الفني يوسف محمد والمنسق الإعلامي وديع عبد النور
وكل من أحمد فخر الدين وشفيق فارس للتجهيزات.
سامر الحلبي