مجتمع

تدشين لوحة القدس… من صيدا إلى فلسطين المسافة قصيرة

مدينة صيدا التي تضم أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان “مخيم عين الحلوة” لم تهدأ منذ بداية العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني، كانت تشهد شوارعها تحركات تضامنيّة مع فلسطين، كما عبّرت عبر مراحل كثيرة عن انتمائها للقضية الفلسطينية ودعمها المستمر على الصعيدين الرسمي والشعبي.

وقد كان للمدينة بعد منتصف الليل نصيبها من الاحتفالات التي عمّت شوارعها، بعد سريان وقف إطلاق النار في غزّة، وتسجيل المقاومة الفلسطينيّة انتصاراً تاريخياً.

تدشين لوحة القدس

أما خلال اليوم، فلم يكن المشهد مختلفاً، إذ أنّ المدينة باتت تعيش على إيقاع فلسطين، فبدعوة من بلدية صيدا والحملة العالمية للعودة إلى فلسطين، وتضامنا مع فلسطين المقاومة ضد العدوان الصهيوني على غزة والقدس والأقصى الشريف، إحتفلت المدينة وفاعلياتها بتدشين “لوحة القدس” التي تظهر المسافة بين مدينتي صيدا والقدس 199 كلم، وذلك على مدخل صيدا الشمالي على رصيف على رصيف بوليفار الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

حضر الحفل رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي وأمين سر الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين عبدالملك سكرية، وممثلون عن الأحزاب اللبنانية وفاعليات من المدينة.

وتحدّث السعودي موجهاً التحيّة للشعب الفلسطيني ومقاومته وقال: من صيدا هنا القدس، من صيدا هنا القدس وغزة وحيفا وعكا ويافا وميرون وكل شبر من ارض فلسطين، كل فلسطين، من البحر إلى النهر ومن الشمال إلى الجنوب.

من صيدا هنا فلسطين، التي أصبحت في كل شبر فيها تجسد أمثولة للصمود والشجاعة والكرامة والعنفوان وكل المعاني السامية، والتي اليوم عاصمتها غزة، غزة هاشم، غزة العزة، حيث يسطّر أبطال المقاومة الفلسطينية ملاحماً في وجه الإحتلال الصهيوني، الذي لم يعد بإمكانه أن يختبئ خلف اعلام هنا أو هناك ليخفي جرائمه، التي أدانها كل العالم الحر وكل إنسان شريف أينما كان.

من صيدا إلى القدس، 199 كلم بحسابات العالم، صفر كلم بحساباتنا، لأن فلسطين كل فلسطين، تسري في وجداننا كمسرى الدم في الجسد، يرونه بعيدا ونراه قريبا، إن موعدهم الصبح، أليس الصبح بقريب.

كما تحدّث سكريّة لافتاً إلى أن هذه اللوحه الصغيرة بحجمها البسيط ولكن الكبيرة جداً بمعانيها ودلالاتها هي ليست فقط تقيس المسافة بين صيدا والقدس والمسافة قريبة وقريبة جداً، هي أيضا تشير إلى البوصلة وهي القدس، والبوصلة هي فلسطين ولا يوجد بوصلة أخرى غير القدس وفلسطين.

وقال: من هنا من صيدا نوجه ألف تحية شكر وامتنان لشعب فلسطين الذي يخوض معركة فلسطين بل يخوض معركتنا جميعاً، هذا المشروع الإستعماري الصهيوني لا يستهدف فلسطين وشعبها هو يستهدفنا جميعاً يستهدف الأمة كل الأمة .

وأضاف، أيتها الشعوب العربية هبّوا لنجدة شعب فلسطين وبكل أشكال الدعم المعنوي والمادي والإعلامي وعلى كل الصعد، شعب فلسطين يخوض معركتكم لا حرية ولا كرامة للعرب من دون فلسطين.

 

مسيرة تضامنية لبنانية فلسطينية حاشدة في صيدا

دعماً للشعب الفلسطيني المنتفض ومقاومته الباسلة أقيمت في صيدا عاصمة الجنوب اللبناني مسيرة شعبية حاشدة انطلقت من ساحة الشهداء وصولاً إلى ساحة النجمة وسط المدينة، بمشاركة الآلاف من أبناء الشعبين اللبناني والفلسطيني الذين رفعوا أعلام فلسطين عالياً وسط الهتافات التي تؤكد على حق الشعب الفلسطيني بالعودة إلى أرضه ومنددة بالعدوان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني والقدس وغزة والمدن الفلسطينية المحتلة منذ العام 1948.

ورفعت خلال المسيرة مجسمات لصواريخ المقاومة التي تدك المستوطنات الصهيونية، كما حرص المشاركون على وضع الكوفية الفلسطينية ومنهم منحمل مجسمات لمفتاح العودة.

وفي نهاية المسيرة ألقى الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد كلمة وجه فيها التحية للشعب الفلسطيني المنتفض ولشباب وشابات فلسطين الذين أعادوا الإعتبار لأولوية القضية الفلسطينية ويساهمون في توجيه بوصلة الشعوب العربية وشعوب العالم نحو فلسطين، وكل ذلك تحت رايات الوحدة والصمود والانتفاضة والمقاومة، والتأسيس لمرحلة جديدة في الصراع التاريخي المديد مع الصهيونية وقيام توازنات جديدة مع العدو.

وجدد سعد المطالبة بالحقوق الإنسانية والاجتماعية للإخوة الفلسطينيين في لبنان، وطالب بتغيير النظرة الرسمية الأمنية الضيقة للمخيمات كل ذلك بهدف تحصين المخيمات كمواقع متقدمة للنضال من أجل العودة.

وقفة تضامنية في منطقة مارون الراس الحدودية مع فلسطين

نظّم “منتدى المؤسسات والجمعيات العاملة في الوسط الفلسطيني” وقفة تضامنية في حديقة إيران بمنطقة مارون الراس الحدودية مع فلسطين، حيث شارك في الوقفة التضامنية حشدٌ من المؤسسات والجمعيات العاملة في الوسط الفلسطيني من منطقة بيروت وصيدا وصور، وسط هتافات داعمة لانتفاضة الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في مواجهة العدوان الصهيوني.

وتحدث عضو المنتدى سامي حمود مؤكداً على حق الفلسطينيين في المقاومة بكافة أشكالها وفي مقدمتها المقاومة المسلحة لمواجهة العدوان الصهيوني، ومن أجل استعادة حقوقه وتحرير أرضه والدفاع عن مقدساته، فالمقاومة حق شرعي ومكفول قانونياً للشعوب المضطهدة في مواجهة قوات الاحتلال.

واعتبر حمود أن انتفاضة الشعب الفلسطيني في الداخل سواء في القدس وغزة والضفة والأراضي المحتلة عام 48، تُجسّد وحدة الشعب والقضية في مواجهة عدو واحد، وهو الاحتلال الصهيوني، عوضًا عن أهمية دور فلسطينيي الخارج في مختلف أماكن اللجوء والشتات في دعم وإسناد انتفاضة شعبنا ومقاومته.

ودعى حمود باسم المنتدى، الجامعة العربية والمجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته السياسية والأخلاقية وإدانة الإرهاب الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، باعتبار ما تقوم به قوات الاحتلال من أعمال إجرامية ينتهك  كل الأعراف والقوانين الدولية يصل إلى عمليات إبادة جماعية وتصنّف ضمن “جرائم ضد الإنسانية”.

خليل العلي

صحافي ومصور فلسطيني يعمل في مجال الصحافة المكتوبة في عدة وسائل إعلامية عربية وفلسطينية، عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى