منوعات

حزب بايدن غاضب من موقفه المتخاذل حيال العدوان على فلسطين

تتركز اهتمامات واشنطن حالياً على الخلاف بين صفوف الحزب الديمقراطي حول موقف إدارة بايدن، الذي يمثل الحزب، حيال العدوان الإسرائيلي على فلسطين. فقد دفعت مواقف الرئيس الأميركي المتخاذلة إزاء العدوان، للتشكيك في التزام الأخير بحقوق الإنسان، ويطالبونه بفعل المزيد للضغط على “إسرائيل.”

يمثل العدوان على غزة معركة عامة محرجة من أجل حزب جعل التزامه بالعدالة الاجتماعية والعرقية جزءًا رئيسيًا من برنامجه. وبينما تتعامل الولايات المتحدة مع تاريخها الخاص بالعنصرية بطرق جديدة وتتبنى حركة Black Lives Matter بطريقة سائدة، يطالب الليبراليون بتطبيق مفاهيم مماثلة للعدالة في السياسة الخارجية، حيث يرى عدد متزايد منهم الفصل العنصري في نهج “إسرائيل” تجاه الفلسطينيين.

انتقد الليبراليون الصريحون البيت الأبيض لاسترضاء “إسرائيل” وتجاهل حقوق الإنسان مع تصاعد العنف، وكذلك انتقدوا بصوت عالٍ بايدن لعدم معارضته علانية لإجلاء إسرائيل المزمع لعائلات فلسطينية من أحد أحياء القدس.

هذا، وتحدث بايدن إلى قادة على جانبي الصراع يوم السبت، واقترح انخراطًا عميقًا في القضية. كما أثار مخاوف بشأن سلامة الصحفيين بعد أن دمّرت غارة جوية إسرائيلية مبنى في غزة كان يضم مكاتب وكالة أسوشيتد برس. لكن الليبراليون يريدون أكثر من المشاركة، يريدون منه أن يحاسب إسرائيل.

وقال الرئيس الأميركي في البيت الأبيض الأسبوع الماضي: “أحد الأشياء التي رأيتها حتى الآن هو أنه لم يكن هناك رد فعل مبالغ فيه”.

بالمقابل، قالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إنّ الغارات الجوية الإسرائيلية قتلت أكثر من 130 شخصًا وأصابت ما لا يقل عن 1000 آخرين في غزة وحدها.

مواقف منددة بسياسة بايدن

بعد أن نطق بايدن يوم الأربعاء “بالتعويذة” التي طالما تكرّرت بأن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، انتقده الليبراليون على أرض مجلس النواب الأميركي.

“هل للفلسطينيين الحق في الحياة؟” سألت مندوبة نيويورك السياسية أميركية ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز في خطاب ناري يوم الخميس. كما واصلت الديمقراطية التقدمية التحدث على تويتر في نهاية هذا الأسبوع، وكتبت، “إذا لم تستطع إدارة بايدن الوقوف في وجه حليف، فمن يمكنه الوقوف في وجهه؟ كيف يمكن أن يدعي بمصداقية الدفاع عن حقوق الإنسان؟”

وردت نائبة ميشيغان رشيدة طليب، السبت، على الهجوم على المبنى الذي يضم وسائل إعلام دولية. وكتبت على تويتر، مشيرة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: “إن استهداف إسرائيل للمصادر الإعلامية يمنع العالم من رؤية جرائم الحرب الإسرائيلية التي يقودها رئيس الفصل العنصري نتنياهو”.

وقال السناتور كريس فان هولين، وهو ديمقراطي من ولاية ماريلاند ويعمل في لجنة العلاقات الخارجية، إنّ عمليات الإخلاء المخطط لها تنتهك القوانين الدولية وتشكك في التزام الإدارة بحقوق الإنسان.

وكتب على تويتر في وقت سابق من هذا الشهر، في ربط لتعليقات من مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان: “على إدارة بايدن وضع سيادة القانون وحقوق الإنسان في قلب سياستها الخارجية، فهذه ليست لحظة لتصريحات فاترة”.

وكتب السناتور بيرني ساندرز، وهو مستقل من ولاية فيرمونت خسر ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة لبايدن، مقال رأي في صحيفة نيويورك تايمز يوم الجمعة بعنوان “يجب على الولايات المتحدة التوقف عن كونها مدافعا عن حكومة نتنياهو”.

هذا، وانضمت أكبر جماعة إسلامية للحقوق المدنية في البلاد، مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية، إلى مقاطعة احتفال افتراضي بالعيد في البيت الأبيض من المقرر عقده يوم الأحد.

وقال مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية في بيان محذراً فيه بايدن: “لا يمكننا بضمير حي أن نحتفل بالعيد مع إدارة بايدن وهي تساعد فعليًا، وتحرّض وتبرير القصف العشوائي لحكومة الفصل العنصري الإسرائيلية على الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال في غزة”.

وكانت أشادت جماعات حقوقية إسلامية بايدن في الأيام الأولى لرئاسته لإنهاء حظر إدارة ترامب للسفر من الدول ذات الأغلبية المسلمة.

لطالما عارض الديمقراطيون الليبراليون السياسة الأميركية تجاه “إسرائيل”، وأصبح التقدميون أكثر صراحة في الدعوة إلى تكتيكات جديدة، مثل المطالبة بتغييرات في السياسة مقابل الكميات الكبيرة من المساعدات العسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة.

وذهب ساندرز إلى أبعد من ذلك في صحيفة نيويورك تايمز يوم الجمعة، إذ قال:

“في الشرق الأوسط، حيث نقدم ما يقرب من 4 مليارات دولار سنويًا لمساعدة إسرائيل، لم يعد بإمكاننا الاعتذار عن حكومة نتنياهو اليمينية وسلوكها العنصري والعنصري. يجب علينا تغيير المسار واعتماد نهج عادل، هذا يدعم ويعزز القانون الدولي فيما يتعلق بحماية المدنيين، وكذلك القانون الأميركي الحالي الذي ينص على أن تقديم المساعدة العسكرية الأميركية يجب ألا يسمح بانتهاكات حقوق الإنسان “.

أحوال

 

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى