منوعات

سباق على الفضاء: الصين تتهم أميركا بالتشهير بصاروخها  

مع اشتداد سباق الفضاء، تلقي الصين باللوم على الولايات المتحدة، في تأجيج المخاوف حول العالم من إعادة دخول الصواريخ خارج نطاق السيطرة.

ولمدة أسبوع، استحوذ صاروخ Long March 5B الصيني على الإهتمام العالمي، حيث قامت وكالات الفضاء والخبراء بتتبع مساره عن كثب، وتكهّنوا بمكان سقوط الحطام على عودة الصاروخ غير المنضبط.

أمّا في الصين، فقد التزمت إدارة الفضاء في البلاد الصمت لعدة أيام، وسط انتقادات بأنّ السماح لمثل هذه المرحلة الصاروخية الكبيرة بالسقوط الحرّ نحو الأرض أمر غير مسؤول، ويشكل خطرًا على السلامة – وإن كان صغيرًا – للعديد من البلدان.

فيما كسر مكتب هندسة الفضاء الصيني الصمت صباح الأحد، مؤكداً أنّ بقايا الصاروخ سقطت في المحيط الهندي بالقرب من جزر المالديف، بعد أن احترق معظمها في الغلاف الجوي.

صراع الخصمين ينتقل إلى الفضاء

بالنسبة للكثيرين الذين تابعوا عودة الصاروخ، جاءت الأخبار مصدر ارتياح كبير.  أمّا في الصين، فلم يُنظر إليه على أنه إثبات لتصميم الصاروخ فحسب، بل استخدمته أيضًا وسائل الإعلام الحكومية للقول بإنّ الاهتمام العالمي المكثف كان مجرد جهد غربي لتشويه سمعة برنامج الفضاء الصيني وإحباط تقدمه.

وقالت صحيفة “غلوبال تايمز” الحكومية الصينية، في افتتاحية الأحد، إنّ العلماء الأميركيين ووكالة ناسا هم وراء “الضجيج والتشهير عبثا”، متهمة إياهم “بالتصرف ضد ضمائرهم”.

وقالت الصحيفة: “هؤلاء الناس يشعرون بالغيرة من التقدم السريع الذي حققته الصين في تكنولوجيا الفضاء”. وتابعت، “بعض منهم يحاول حتى استخدام الضوضاء التي أطلقوها للعرقلة والتدخل في عمليات الإطلاق المكثفة للصين في المستقبل لبناء محطتها الفضائية.”

وتتجلّى مثل هذه الدفاعية الشرسة بشكل خاص عندما يتعلق الأمر ببرنامج الفضاء الصيني، وهو نقطة مهمة للفخر الوطني للجمهور الصيني ومصدر مكانة للحزب الشيوعي الحاكم.

وأطلقت الصين أول قمر صناعي لها في عام 1970، بعد 13 عامًا من الاتحاد السوفيتي و 12 عامًا بعد الولايات المتحدة. لكن في العقود الأخيرة، سرعان ما أصبحت بكين رائدة في سباق الفضاء. فقد كانت أول دولة تهبط على الجانب البعيد من القمر في عام 2019، ونجحت في إعادة الصخور القمرية العام الماضي.

إنّ رد الفعل الدفاعي تجاه الانتقادات من الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، ناتج جزئيًا مما تعتبره بكين عداء واشنطن لعرقلة تقدمها خارج الغلاف الجوي للأرض.

منذ عام 1999، فرضت الولايات المتحدة قيودًا على تصدير تكنولوجيا الأقمار الصناعية إلى الصين. وفي عام 2011، أصدر الكونغرس قانونًا يفرض قيودًا على مشاركة ناسا مع الصين.

وبالتالي، يُمنع رواد الفضاء الصينيون من دخول محطة الفضاء الدولية (ISS) – المحطة الفضائية الوحيدة في المدار والتعاون بين الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا واليابان وكندا.

نتيجة لذلك، تبني الصين محطتها الفضائية الخاصة بها، تيانجونج (وتعني القصر السماوي باللغة الصينية). وفي الشهر الماضي، أطلقت بنجاح أول وحدة لها مع Long March 5B – الصاروخ الذي جذب انتباه العالم.

تجدر الإشارة، أنّه خلال إلقاء اللوم على الغرب في “حملة التشهير”، أغفلت وسائل الإعلام الحكومية وخبراء الفضاء في الصين شرح سبب تسبب المسيرة الطويلة 5B في إثارة القلق بين علماء العالم.

أحوال

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى