منوعات

المطران عودة: ويلٌ لمسؤول يجوع الأطفال ويُهان البشر في عهده!

عودة: هل يجوز أن يتمرّد قاضٍ على القانون وهو مؤتمن على تحقيقه؟

ترأس متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس ،المطران الياس عوده، قداس الشعانين في كاتدرائية القديس جاورجيوس، دعا خلالها إلى الصلاة من أجل قيامة العالم أجمع والخلاص من الأزمة الصحية والحكومية والاجتماعية في لبنان، علّ الحياة تعود إلى طبيعتها، معتبرًا أن هذا الخلاص لا يأتي عن طريق السلاح والقتال الدموي أو عبر قادة أحزاب ذوي مصالح وطموحات خاصة وخطابات رنانة فارغة المضمون، بل عبر التضحية، كما أن التهديد بالموت يجب الا يثني المسؤول بالقيام بما تمليه عليه مسؤوليته.

وفي السياق، قال المطران عودة: “حبّذا لو يتمثل القادة والمسيحيون بشكل خاص بالمسيح، لكان البلد بألف خير وفي سلامٍ ووئام”.

من جهة أخرى، اعتبر عودة أنه معيب ومخزٍ ما نعيشه في لبنان وما يكابده المواطنون، إذ رأى أن الزعماء خانوا الشعب وثقة الشعب بهم، وعملوا لمصالحهم ولو على حساب المصلحة العامة ولبنان، موضحًا أنه بعد تدمير سمعة لبنان المصرفية، اليوم يتم تدمير القضاء والجيش الذي يدافع بنقاء ومحبة وتضحية، متسائلًا: “هل يجوز أن يتمرّد قاضٍ على القانون وهو مؤتمن على تحقيقه؟ وهل يجوز اقتحام الأملاك الخاصة؟ وهل يجوز الاعتداء على الإعلاميين؟ أي عدل نتبع وأي حكم وملك بما أن العدل اساس الملك؟”.

واستغرب المطران عودة غياب مجلس النواب، فسأل: “أين مجلس النواب وأين النواب؟ نعرف سياراتهم وأن أرقامها صغيرة وتلحقها كل أنواع الأمن، لكن أين المجلس النيابي من كل ما يجري؟ أليس من واجبه القيام بما يلجم هذه التجاوزات؟ وعلى القاضي أن يتحلى بالحكمة والصبر لا أن ينقاد بانفعاله ويتصرف بشعبوية لا تقود إلا إلى الفوضى وقسمة الشعب”.

في المقابل، لفت المطران عودة إلى أن بعد 17 تشرين وتمرّد الشعب على سلطة أساءت إليه، “كان أملنا كبيرًا في ولادة جيل متمسك بمبادئ الحرية والمواطنة، بغضّ النظر عن الإنتماء الحزبي والطائفي، وكان أملنا ان يتخطّى المواطنون انتماءهم إلى الزعماء وينتموا إلى وطن، لكن أملنا خاب عندما شهدنا الاصطفافات الطائفية الاسبوع الماضي”.

من هنا، توجّه إلى اللبنانيين بالقول: “يا من تعانون من تحكم المسؤولين وتدفعون ثمن أخطائهم وأنانياتهم وتمسّكهم بمكتسابتهم على حساب حياتكم، ماذا تكسبون؟ عندما تجمعهم المصالح تكونون من الخاسرين وعندما يختلفون تكون خسارتكم أكبر”، سائلًا: “ألم يوحّدكم الجوع واليأس والبطالة والتشرد بعد حجز أموالكم وضياع جنى أعماركم؟ هل ما زلتم تصدقون شعاراتهم؟ رفعوا جميعهم شعار محاربة الفساد والفاسدين، ولكن هل أدانوا فاسداً واحداً؟ رفعوا جميعهم شعار الاصلاح، ولكن هل رأيتم إصلاحاً واحداً؟”.

وتابع: “يثيرون القضايا تباعاً لإلهائكم وحرف أنظاركم عن واقعكم الأليم، وما زلتم تصدقونهم؟”، مضيفًا: “الانسان الذي كرمه الله أهانوه وجعلوه عبدًا لرغباتهم، وقطعوا الغذاء عن الأطفال، والويل لمسؤول يجوع الأطفال ويُهان البشر في عهده”.

وختم المطران عودة بالدعاء أن يرسل الله لنا خلاصنا ويقيمنا من موت الخطايا، وثم من الموت الذي أحاط بنا مؤخرًا من كل صوب وأن يشرق في قلوبنا النور الخلاصي الواهب للحياة.

Photo by: Abbas Salman
Photo by: Abbas Salman
Photo by: Abbas Salman
Photo by: Abbas Salman
Photo by: Abbas Salman
Photo by: Abbas Salman
Photo by: Abbas Salman
Photo by: Abbas Salman

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى