مجتمع

الأزمات تمنع الزينة… بيروت لم ترتدِ حلّة رمضان هذا العام

لا شك أن الأزمة الاقتصادية والنقدية التي تعصف بلبنان، أرخت بظلالها على جميع القطاعات، وفرضت نفسها على يومّيات المواطنين، فبات المواطن يلجأ لشراء الأساسيّات ويبتعد عن ما هو ثانوي أو كمالي، ويمكن أن يُلاحظ أيضًا من شوارع بيروت الخالية من زينة شهر رمضان المبارك لهذا العام، على خلاف الأعوام التي خلَت، وكذلك مداخل المنازل والأبنية، كيف أنّ المواطنين لم يشتروا الزّينة  لتزيين شوارعهم وبيوتهم احتفاءً بالضّيف الكريم.

كلّ شيء تأثّر بالأزمة الاقتصادية التي يعانيها لبنان، فالإقبال خجول جدًّا ولا أحد يشتري الزّينة هذا العام وفق ما أكّد أحد القيّمين على مكتبة سفير الإسلام في منطقة طريق الجديدة في بيروت، والتي تختصّ ببيع زينة رمضان واللّوازم الإسلامية، وأشار إلى أنّ همّ الناس ينحصر في شراء قوتهم اليومي عوضًا عن أي شيء آخر، وأن هذه الأيّام القاسية حرمت النّاس من أمور كثيرة اعتادت عليها سابقًا ومنها زينة رمضان، لافتًا إلى أنّه في الأعوام السّابقة كان الإقبال كبيرًا على شراء الزّينة الرّمضانية، لتزيين الشّوارع والمنازل ومداخل الأبنية.

ويلفت المصدر إلى أن المؤسّسة كانت تشتري من الخارج تشكيلات واسعة من الزّينة الرّمضانية كل عام، لكن مع انهيار سعر صرف الليرة مقابل الدولار الأميريكي وطبعًا البضاعة المستوردة تشتريها بالدولار، لم تشترِ نفس الكميّة التي اعتادت على شرائها لعرضها أمام الزّبائن، واكتفت بكمّيات قليلة منها، إضافة إلى الزّينة المتبقيّة من العام الماضي، إلّا أنّ الإقبال اليوم خجول جدًّا، وبعض النّاس اكتفى بالزينة القديمة الموجودة لديه.

نحن نحاول قدر الإمكان أن نخفض من أرباحنا ونبيع بأسعار الكلفة بهدف تشجيع النّاس على شراء الزينة والابتهاج بقدوم الشّهر المبارك من أجل المساهمة في الحفاظ على الطّقوس والأجواء الرّمضانية ولنعيد الفرحة إلى قلوب النّاس، وفق ما نوّه المصدر، مشيرًا إلى أن الزّينة بحر واسع فهناك الزّينة الورقية والنايلون والإضاءة والمجسّمات والفوانيس، ونحن نحاول أن نرضي جميع الزّبائن عبر البيع بأسعار مناسبة في هذا الظّرف الصّعب.

تعد الزّينة في كل بلدان العالم شكلًا من أشكال الفرح والابتهاج بقدوم أي مناسبة أو حلول أي عيد، أمّا في لبنان وبعد كل هذه الأزمات لم يعد هناك مكان للزّينة ولا للأعياد، فالزّينة غائبة منذ عيد الميلاد المجيد الذي عجز فيه الناس عن شراء زينة جديدة، كما يحصل اليوم في شهر رمضان المبارك، فتأمين وجبة الإفطار بالنسبّة لرب المنزل أوجب وأهم لأفراد أسرته، هذا إن استطاعت مئات العائلات تأمينها في ظل الغلاء الفاحش والفقر المدقع الذي وصلنا إليه، في ظلّ عجز السّلطة عن لملمت نفسها لانتشال الشّعب من النّكبات.

 

منير قبلان

منير قبلان

باحث قانوني. إعلامي ومعد برامج وتقارير سياسيّة واجتماعية. يحمل شهادة الماجيستير في الحقوق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى