منوعات

انتقادات تطال بايدن حول إنفاق البنتاغون الضخم

التغيّر المناخي والأبحاث الطبية أولويات الميزانية

طلب الرئيس الأميركي جو بايدن من الكونغرس زيادة الإنفاق بشدة على تغيّر المناخ، وعلاج السرطان، ودعم المدارس ذات الأداء الضعيف؛ لكن قائمة أمنياته الأولى في الميزانية يوم الجمعة أثارت قلق الحزبين بشأن الإنفاق العسكري.

وتمثل الميزانية البالغة 1.5 تريليون دولار، والتي تعكس زيادة بنسبة 8٪ في التمويل الأساسي عن هذا العام، تناقضًا حادًا مع أهداف سلف بايدن، دونالد ترامب.

هذا، وسوف يتم إنفاق مليارات الدولارات على قطاعات النقل العام، والمدارس الفقيرة، وتنظيف المواقع السامة، والمساعدات الأجنبية، والتحقق من خلفية مبيعات الأسلحة، فيما لن يُنفق أي شيء على الجدران الحدودية.

وفي هذا السياق، قالت وزيرة الخزانة جانيت يلين إنّ الميزانية “تجعل الأمور أكثر عدلاً”.

ومع ذلك، قُوبل الاقتراح باحتقار من الحزبين بسبب تمويله المقترح لوزارة الدفاع، حتى على أساس معدل التضخم عند 715 مليار دولار. كما قطعت الإدارة أيضًا حساب “عمليات الطوارئ في الخارج” الذي وصفه البيروقراطيون الحكوميون أنّه أصبح بمثابة صندوق طفيف للإنفاق العسكري الإضافي.

وأثار طلب بايدن استياء كل من الليبراليين أيضاً الذين يأملون في فرض تخفيضات، و”الصقور” الذين يريدون زيادة الإنفاق العسكري للتعامل مع التهديدات من الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالي- وهو تذكير بالمعركة الشاقة التي يواجهها بايدن في تقديم السياسات، التي وعد بها كمرشح بعد كوفيد في حالات الطوارئ.

إنفاق البنتاغون

أصدر خمسة أعضاء جمهوريين بارزين في مجلس الشيوخ، بمن فيهم زعيم الأقلية ميتش ماكونيل، بيانًا مشتركًا حذروا فيه من أنّ خطة بايدن أرسلت “رسالة مروعة” إلى حلفاء الولايات المتحدة وخصومها ودعت إلى التشكيك في استعداد الإدارة لمواجهة الصين.

وكتب المشرّعون بما في ذلك كبار الجمهوريين في اللجان الحاسمة في مجلس الشيوخ المشاركة في عملية صنع الميزانية: “لا يمكننا تحمل الفشل في مسؤوليتنا الدستورية لتوفير الدفاع المشترك”.

هذا، وتخصص الولايات المتحدة ما يقرب من نصف ميزانيتها التقديرية للجيش والدفاع، وقد تفوّقت منذ فترة طويلة على أي دولة أخرى.

وقال النائب الأميركي رو خانا من كاليفورنيا، وهو صوت ديمقراطي ليبرالي رفيع في المسائل الأمنية؛ إنّ طلب الإنفاق العسكري كان “مخيبا للآمال” وترك الباب مفتوحاً أمام احتمال “التبذير في الإنفاق” على الصواريخ.

فيما لفت السناتور بيرني ساندرز من ولاية فيرمونت، ورئيس لجنة الميزانية وأحد كبار الليبراليين الذين يتعاونون بشكل متكرر مع بايدن، إلى أنّه يدعم الميزانية على نطاق واسع، لكنه استدرك أنّ الوقت قد حان لكي نلقي نظرة جادة على “التبذير والإهدار” في البنتاغون.

وفشلت الوكالة هنا في تدقيقها الشامل في السنة المالية 2020، وهي السنة الثالثة على التوالي، مما يعكس مشاكل واسعة في النظام والمحاسبة.

التغيّر المناخي والمهاجرون على قائمة الأولويات

بعد ما يقرب من ثلاثة أشهر على العمل الذي استهلكته الحرب ضد جائحة كوفيد_19، قدمت وثيقة اقتراح بايدن لمحة طال انتظارها عن أجندة الرئيس الجديد.

إذ سيزيد بايدن الإنفاق بمقدار 14 مليار دولار عبر الوكالات للتعامل مع آثار انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وهو تحوّل عن رفض إدارة ترامب لعلوم المناخ.

كما سينفق الرئيس الأميركي الملايين على الأعداد المتزايدة من الأطفال غير المصحوبين بذويهم الذين يظهرون على الحدود الجنوبية للبلاد من أميركا الوسطى، بما في ذلك 861 مليون دولار للاستثمار في تلك المنطقة لمنع طالبي اللجوء من القدوم إلى الولايات المتحدة.

لكن الإدارة الأميركية قالت إنّ ميزانيته لن توفّر أي تمويل لبناء جدار حدودي، وهو من أولويات ترامب، وستزيد التمويل للتحقيق مع وكلاء الهجرة المتهمين بـ “التفوق الأبيض”.

من بين أكبر الزيادات المقترحة في التمويل، 36.5 مليار دولار لبرنامج المعونة الفيدرالية للمدارس العامة في الأحياء الفقيرة، أي أكثر من ضعف مستوى 2021.

كما سينفق بايدن 6.5 مليار دولار لإطلاق مجموعة تقود أبحاثًا مستهدفة في أمراض من السرطان إلى مرض السكري ومرض الزهايمر، وهو برنامج يعكس رغبة بايدن الطويلة في استخدام الإنفاق الحكومي لإحداث اختراقات في البحوث الطبية.

ميزانية محدودة

تأخرت الميزانية “الضئيلة” تاريخياً، حيث امتدت إلى 41 صفحة فقط ولم تتناول مقدار زيادة ديون الدولة أو الضرائب التي ستموّل الإنفاق.

على النقيض من ذلك، تم نشر أول ميزانية مقترحة صادرة عن الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما ونائب الرئيس بايدن في عام 2009 في شباط (فبراير) وامتدت إلى 134 صفحة.

كما توفّر الوثيقة أيضًا أرقامًا سريعة للإنفاق على البرامج والإدارات “التقديرية” حيث يتمتع الكونغرس بالمرونة لتحديد ما يريد إنفاقه للسنة المالية التي تبدأ في أكتوبر. لا يشمل ذلك المجالات التي تُعتبر إلزامية بما في ذلك الشيخوخة والعجز والبطالة والمزايا الطبية، والتي تستهلك أكثر من ثلثي الميزانية الإجمالية.

ولا تتضمن الوثيقة أيضًا اقتراح بايدن للبنية التحتية بقيمة 2 تريليون دولار أو فاتورة إنفاق كبيرة أخرى متوقعة في الأسابيع المقبلة. وستُدرج هذه التغييرات في اقتراح الميزانية الكاملة المقرّر تقديمه في أواخر الربيع.

ومع ذلك، فإنّ الوثيقة تبدأ شهورًا من المفاوضات مع الكونغرس حول ما سيتم تمويله في النهاية.

وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض جين بساكي: “هذه بداية ما نعرف أنه رحلة طويلة”.

ترجمة عن وكالة رويترز: لطيفة الحسنية

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى