مجتمع

جثث الفتيات اللّبنانيات الثلاث على شاطئ طرطوس: جريمة قتلٍ أو انتحار جماعي؟

بين قتلٍ متعمّدٍ على يد عصابة خاطفة وقدرٍ مكتوبٍ بعد حياة عائلية بائسة وانتحارٍ جماعيٍّ وضع حدًّا لمأساة امتدّت لتنتهي بكارثة، تعدّدت الروايات حول حقيقة الجثث الثلاث التي عُثِر عليها أوّل من أمس على شاطئ طرطوس في سوريا والتي تبيّن فيما بعد أنّها تعود لثلاث شقيقات لبنانيات من عائلة الحج حسين من منطقة الهرمل.

الفتيات اللّواتي انتقلن من الهرمل للعيش مع والدهن في بلدة بزيزا في الكورة، كنّ قد غادرن المنزل منذ ثلاثة أيام، ليقدّم الأب بلاغًا في سراي أميون حول لغز اختفائهنّ.

الوالد وبعد البلاغ تلقى اتصالًا هاتفيًا من مجهول يدّعي أنّ الفتيات بعهدته وهو يطلب فدية مالية مقابل الإفراج عنهنّ، علمًا أنّ الفدية التي طلبها ليست بالمبلغ الطائل.

بعد يومين عُثِر على جثث الفتيات في الحميدية، حيث حضرت عناصر الشرطة والصحة إلى المكان لإجراء التحقيقات اللّازمة، وتبيّن من خلال الكشف الطبي على جثث الفتيات أنهن في العقد الثاني والثالث من العمر وسبب الوفاة يعود للغرق ولا توجد أي آثار جرمية على الجثث.

القضية لا زالت غامضة إلّا أن المعلومات الأولية ترجّح ثلاث فرضيات حول مقتل الفتيات، أوّلها أن البنات تعرّضن للخطف وقُتلن على يد العصابة الخاطفة، وهذا ما استبعدته مصار أمنية لـ”أحوال” نظرًا لعدم تعرّض أي من الفتيات إلى الاعتداء إذ لا آثار جرمية على الجثث.

كما وكشفت المصادر الأمنية أنّ الرجل الذي اتصل بالوالد لطلب فدية هو الآن موقوف لدى شعبة المعلومات، وقد تبيّن أنّه لا علاقة له بالأمر لا من قريب ولا من بعيد، هو فقط حاول استغلال المأساة لتحصيل مبلغ من المال.

الفرضية الثانية وهي أكثر ترجيحًا من الأولى، أنّ الفتيات غادرن المنزل بملء إرادتهنّ بواسطة قاربٍ صغير، قبل أن يفقدن السيطرة عليه بسبب العواصف والأمواج لتنتهي بهنّ المغامرة جثثًا عائمة. ورجحت المصادر أنّ الهرب من الوالد هو السبب الرئيس وراء مغادرتهنّ بهذه الطريقة.

الفرضية الثالثة وهي الأكثر ترجيحًا، أن البنات أقدمن على عملية انتحار جماعية للتخلص من سيطرة والدهنّ، خاصة أّنه وبحسب معلومات نقلها الجيران والأقارب، كان يضربهنّ وقد سُمعت أصواتُ صراخٍ خارجة من المنزل غير مرّة.
وكانت إحدى الفتيات الثلاث، وهنّ اثنتان توأمتان في عمر الـ 15 والثالثة في عمر الـ 25، قد أرسلت تسجيلًا صوتيًا لشقيقها تبلغه عن رغبتها إلى جانب شقيقتيها بالانتحار. وقد رجّحت المعلومات أنّ الشقيقات توجهن إلى سنسول الهري حيث قذفن أنفسهنّ في البحر، وقد رمت الأمواج بجثثهنّ إلى شاطئ طرطوس.

يُذكر أنّ المدير العام للأمن العام اللّواء عباس ابراهيم قد دخل على خط التنسيق مع السلطات السورية لاستعادة جثث الفتيات، كما وأعلنت السفارة اللّبنانية في دمشق أنّها “تتواصل مع وزارة الخارجية السورية بخصوص الجثامين”.

ونقلت وكالة “سانا” السورية أنّ “السفارة اللّبنانية وبتوجيهات من وزارة الخارجية اللّبنانية تجري اتصالاتها مع وزارة الخارجية لمتابعة حيثيات جثامين الفتيات، وأنّ هناك تعاونًا بحيث يقدّم الجانب السوري كافة التسهيلات المطلوبة”.

 

نُهاد غنّام

صحافية تمارس المهنة منذ العام 2007، حائزة على الماستر في الصحافة الاقتصادية من الجامعة اللّبنانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى