علم موقع “أحوال” أنّ الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة سعد الحريري لا يخفي في حواراته مع المقربين منه، خشيته الكبيرة على مستقبله السياسي من تشكيله الحكومة في ظل الحصار الاقتصادي المتواصل والقرار الدوليّ بعدم تقديم أي دعم للبنان.
ويؤكد من يلتقي الحريري دورياً عدم ثقة الأخير بكل ما يُشاع عن نية المجتمع الدولي دعم لبنان بمجرد تشكيل حكومة، لأن معطياته تختلف بالكامل عن هذه المواقف المعلنة. وتؤكد معلومات “أحوال” ترداد الحريري أنّه اليوم محيّد نسبياً عن الانهيار المالي ونادراً ما يُؤتى على ذكره، أما إذا شكّل حكومته وبقيت الأوضاع على حالها، فإنّه سيكون أول وآخر من يُلام. ويُنقل عن الحريري قوله إنّ الحكومة التي كُلّف بتشكيلها إنّما هي حكومة رفع الدعم عن المشتقات النفطية والمواد الغذائية والكهرباء وتحرير السعر الرسمي للصرف وغيره الكثير، مما سيتسبب بثورات شعبية احتجاجية لا مجرد ثورة.
وعليه، تؤكد معلومات “أحوال” أنّ الحريري متهيّب جداً من مهمة الحكومة المقبلة، وهو كان يخشى من حصول تسوية إقليمية دولية تشمل لبنان في ظل وجود غيره في رئاسة مجلس الوزراء، ولذلك سارع إلى وضع التكليف في جيبه. أما اليوم فهو يعتبر أن ضرراً كبيراً سيُلحق به وبمسيرته السياسية إذا شكّل حكومة في ظل استمرارية الحصار. وهو حاول في جولاته المكثفة أن يستطلع آفاق خرق هذا الحصار، لكنه لم يسمع إلا الجواب نفسه الذي يربط بين مساعدة لبنان والموافقة السعودية، دون أن يُؤتى على ذكر الإصلاح أو الاختصاص أو غيره. وفي ظل معرفته بالموقف السعوديّ، فإنه يعرف أن ما من مساعدة في القريب العاجل للبنان.
