منوعات

الحكومة في خطاب نصر الله: عبارات مدروسة وإيجابيّة محسوسة

عندما كان الجميع بانتظار نتائج اللقاء بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري نهار الإثنين 22 آذار الماضي، جاء خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله لينسف كل الإيجابيات، عبر طرحه مسألة الحكومة التكنوسياسية، وحديثه عن عدم قدرة حكومة التكنوقراط على الصمود لوقت طويل بحال تشكّلت.

فعلاً يومها كانت نتيجة اللقاء سلبية للغاية، وإن ساهمت بنقل الملف الحكومي إلى مرحلة جديدة كليّاً بعيداً عن لعبة “تبادل الأوراق”، ولكن في خطابه الأخير، تغيّرت المعطيات لدى السيد نصر الله، ما يُوحي ربّما باقتراب الفرج.

عبارات قليلة معبّرة

اختصر السيد نصر الله حديثه عن الحكومة قائلاً: “لسنا في موقع اليأس، وهناك خلال هذه الأيّام، جهود جادّة وجماعيّة لتذليل العقبات الحكوميّة، لأنّ الجميع عليه أن يعلم أنّ البلد استنزف وقته وحاله وروحه، والكل يجمع أنّ المدخل الّذي يساعد ويضع الأمور على طريق الحل، هو تشكيل الحكومة، وآن الأوان للذهاب لمعالجة حقيقيّة للمشاكل”.

“شتّان بين مضمون الخطابين بما يخص الحكومة”، تقول مصادر سياسية مواكبة، مشيرة عبر “أحوال” إلى أن السيد نصر الله أعلن بوضوح هذه المرة رغبة حزب الله بتشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن، وتجنّب الغوص في كل ملف من شأنه أن يزيد من تعقيد هذه المهمة، سواء في الداخل اللبناني أو الخارج.

وتضيف المصادر: “لم يتطرق نصر الله إلى مسألة تفعيل حكومة تصريف الأعمال لأن هذا الحل سقط لأكثر من سبب، أبرزهم رفض حسان دياب، وغياب التوافق حوله، ولم يأت على ذكر فكرة تغيير شكل الحكومة من تكنوقراط إلى تكنوسياسية، وكل ذلك لكي لا يُقال أن حزب الله يعرقل المساعي الحالية لتشكيل الحكومة، وبالتالي يمكن اعتبار كلامه بالشأن الحكومي، بادرة إيجابية لما يتم العمل عليه”.

معطيات الداخل والخارج

بدأت تتراكم المعطيات التي تدفع باتجّاه تشكيل الحكومة، ولكن بالنسبة إلى المصادر فإن السياسة في لبنان لا تعمل وفق “المنطق”، ففي السابق وُلدت تسويات من “لا شيء”، وسقطت تسويات على مشارف الولادة، لذلك لا يمكن الجزم اليوم بمصير المعطيات التي تأتي من الداخل والخارج في آن واحد.

في الخارج بات واضحاً أن الأوروبيين اتّفقوا فيما بينهم على آلية التعاطي مع الملف اللبناني، سواء من خلال المساعدات بعد تشكيل الحكومة، أو العقوبات بحال كانت الحل في المقبل من الأيام، ولكن بحسب المصادر فإن الإشارات الأبرز تأتي من واشنطن، حيث ارتفعت وتيرة مطالبتها بالتسوية وتشكيل الحكومة بعد توصيات وصلت إلى الخارجية الأميركية، تشدد على ضرورة منع الإنهيار الشامل في لبنان، والتعاون مع الأوروبيين لإنقاذه، وعدم الإكتفاء بالتفرّج من بعيد، مشدّدة على أن التبدّل في الخطاب الأميركي أبرزته السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا. وتؤكد المصادر أن كل العاملين على خط تشكيل الحكومة لاحظوا اندفاعة أميركية مستجدة باتّجاه التوصل إلى تسوية في لبنان وتشكيل الحكومة.

أما في الداخل، فتؤكد المصادر أن طرح الـ 24 وزيراً يتقدّم، ومهمّة حزب الله، بحسب المصادر، هي تذليل العقبات أمام هذا الطرح في بعبدا، على أن يقوم رئيس المجلس النيابي بالمثل في بيت الوسط، مشيرة إلى أن المشاورات أصبحت على نار حامية، ويُفترض أن تظهر النتائج “الإيجابية” أو “السلبية” قبل بداية شهر رمضان.

 

 

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى