شكّل تصريح يمنى بشير الجميل من بكركي يوم الجمعة الماضي علامة لافتة هي التي غابت عن الإطلالات الاعلامية السياسيّة وإطلاق المواقف، مكتفية بدورها كمديرة تنفيذية لمؤسسة بشير الجميل وتاركة السياسة لشقيقها النائب نديم الجميل. إذ لم تكتفِ بإعلانها دعم مشروع الحياد والمؤتمر الدولي من أجل لبنان اللذين دعا اليهما البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي والتأكيد على إلتزامها بمواقفه ووضع إمكاناتها في تصرّفه والتماس بركته، بل أطلقت مواقف سياسية مباشرة من تشكيل الحكومة، مؤكدة أن رئيس الجمهورية ليس “باش كاتب” المطلوب منه أن يبصم على ورقة التشكيل ورئيس الحكومة ليس بصندوق بريد، ومحملة إياهما في آن مسؤولية الإسراع بتشكيل الحكومة. كذلك ذكّرت بأنها في “موقعها الطبيعي كمعارضة لسياسة وخيارات العهد إلا أن رئاسة الجمهورية الموقع المسيحي الأول والوحيد في الشرق الاوسط، تبقى خطاً احمر”.
تعمُّد يمنى الجميل إطلاق مواقف سياسية للمرة الأولى ومن بكركي يترافق مع ما يحكى عن أن شقيقها النائب الكتائبي المستقيل نديم الجميل أسّس في الأشهر الماضية مكتب محاماة له في قطر، وأصبح مستقراً هناك في الوقت الحالي بعد حادثة كفتون في 22 آب 2020 حيث يرجّح أنّ خلية “داعش” كانت تنوي استهدافه خلال مشاركته في تلك الليلة بعشاء في بلدة كفرحاتا المحاذية. ربما يقرّر التفرغ لأعماله وعدم الترشح في الإنتخابات النيابية المقبلة. فهل تكون خطوة يمنى مؤشراً الى تحضيرها لدخول المعترك السياسي من الباب النيابي والحلول مكان شقيقها؟!
بعض العارفين يقولون إنّ يمنى التي تنشط منذ 17 تشرين ضمن إحدى مجموعات الحراك تراهن على عوامل عدة قد تكون لمصلحتها وتعزّز حظوظها:
1- لن تترشح عن حزب “الكتائب” ولكنها ستكسب الأصوات الكتائبية المؤيدة لشقيقها نديم في الأشرفية والتي لطالما كانت على فتور أو نفور مع النائب المستقيل سامي الجميل.
2- باستطاعتها العمل على كسب الأصوات التي كانت تصب لمصلحة الراحل مسعود الاشقر وهي تعود بمعظمها لمؤيدين لوالدها الرئيس الراحل بشير الجميل.
3- تحظى وجدانياً بعطف مجتمع الأشرفية غير المنتسب حزبياً كإبنة بشير وكشابة قد تقدّم تجربة مختلفة عن شقيقها.
4- تعوّل على أنّ رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع لم يقدم على ترشيح أي قواتي عن المقعد الماروني في الدورات التي خاضها شقيقها وقبله والدتها سولانج كعربون وفاء لوالدها مؤسس “القوات”.
5- ربما تستطيع التحالف مع السيد أنطون الصحناوي الذي قد يسعى الى تشكيل لإئحة تحت غطاء المجتمع المدني.
الأيام المقبلة وحدها الكفيلة بتظهير وضعية نديم الجميل السياسية وشقيقته يمنى.
