منوعات

هل حان موعد الاستقالات الجماعية من المجلس النيابي؟

في شهر آب الماضي اتفق رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط على الإستقالة من المجلس النيابي، وكان الإتفاق بأن تُعلن الكتل الثلاث استقالتها في وقت واحد، وذلك بعد بحث دام لحوالي أسبوع، يومها لم تستقل الكتل بعد تدخل رئيس المجلس نبيه بري في الدقائق الأخيرة، فهل تتكرر فكرة الإستقالة ببال رؤساء هذه الأحزاب مجدّداً؟

الإشتراكي: لا للاستقالة

لا تنفي مصادر الحزب التقدمي الإشتراكي أن الحزب كان على وشك الإستقالة في شهر آب الماضي لولا تدخل الرئيس بري في اللحظات الأخيرة، ولكنها تنفي أن يكون للحزب أي توجه نحو الإستقالة من المجلس الآن، مشيرة عبر “أحوال” إلى أن تركيز وليد جنبلاط هو على التسوية والدفع باتّجاهها، لأن أي استقالة اليوم تعني تأزيم الوضع السياسي في بلد منهار.
وتضيف مصادر الإشتراكي: “لا يجب التفكير حالياً سوى في كيفية إخراج لبنان من محنته، وهذا ما يهمّ اليوم بعيداً عن المعارك السياسية”، مشددة على أن المرحلة المقبلة تتطلب تعاون وتقارب الجميع.

الحريري متمسك بالتكليف

“لا تفكير بالإستقالة من المجلس النيابي حالياً”، تقول مصادر تيار “المستقبل”، مشيرة عبر “أحوال” إلى أن رئيس التيار هو رئيس حكومة مكلّف، وهو لا يفكر بالاعتذار عن هذه المهمة، ولو كان فريق رئيس الجمهورية يريد هذا الإعتذار بأي وسيلة ممكنة.
وتضيف مصادر “المستقبل”: “تمسك الحريري بالتكليف سببه الطريقة التي يتصرف بها رئيس الجمهورية، والانتهاك للدستور اللبناني الذي كان واضحاً في كيفية تشكيل الحكومات، وبالتالي فإن كان الإعتذار غير مطروح في المرحلة الحالية، فإن الإستقالة من المجلس النيابي هي غير مطروحة أيضاً، ولكننا نتحدث هنا عن المرحلة الحالية التي لا يُعرف إلى متى ستستمر.

القوات ترغب بالإستقالة ولكن…

لا يُخفي رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية شارل جبّور رغبة القوات بالإستقالة من المجلس النيابي، ولكن بشرط أن تشكّل الإستقالة “قلباً” للطاولة وينتج عنها انتخابات نيابية مبكرة.
ويضيف جبّور في حديث لـ”أحوال”: “في حال كانت هذه هي النتيجة فإننا نستقيل حكماً، أما إذا كانت لن تدفع باتجاه انتخابات مبكرة فلن نستقيل، فنحن مع استقالة لا يكون ما قبلها مثل ما بعدها، ولكي تكون كذلك يجب أن تكون استقالة مشتركة مع التقدمي الإشتراكي وتيار المستقبل، لان استقالة من هذا النوع من شأنها أن تخلق دينامية سياسية وطنية تفرض انتخابات مبكرة.
يُشير جبّور إلى أن الواضح حتى اللحظة أن رئيس الحكومة المكلف ليس بوارد الإعتذار ويسعى لتشكيل حكومة، وجنبلاط لا يزال يسعى للتسوية التي تُتيح تشكيل حكومة، وبالتالي فإن ظروف الإستقالة المشتركة من المجلس النيابي غير متوفرة حالياً، مشدّداً على أن ذلك يعني أن لا استقالة للقوات من الندوة البرلمانية لأنها لا تؤثر.

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى