منوعات

بالصور: على مشارف العام الدّراسي… أسعار القرطاسية نار

متى تفتح المدارس أبوابها؟ سؤال يردّده الأهل ولا يجدون له إجابة، حتى وزارة التربية لم تحدّد بعد موعد فتح المدارس، هذا إن فتحت أصلاً في ظل ازدياد حالات الكورونا، والاتّجاه نحو خيار التعليم عن بعد.
فقد أعلن وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال طارق المجذوب عن إطلاق العام الدراسي 2020 – 2021 ابتداء من الأسبوع الأخير من أيلول بشكل تدريجي، واعتماد التعليم المدمّج الذي يجمع بين الحضوري وعن بعد، وتقييم الوضع الصحي بعد ثلاثة أسابيع، وعلى ضوء النتائج وفي حال ساء الوضع الصحّي، سيكون الاتجاه للتعلم عن بعد.
إذاً شهر يفصلنا عن انطلاق العام الدّراسي إن لم يستجد ما يمنع انطلاقه، لوائح الكتب باتت جاهزة، أسعار الكتب تضاعفت بعد إعلان نقابة الناشرين المدرسيين في لبنان عن تقاضيها الكتب على الدولار 3 آلاف ليرة، وهي بحسب النقابة بمثابة خطوة تضامن مع الأهل في هذه الظروف الصعبة، إلا أنّ “خطوة التضامن” هذه، تؤكّد أن أسعار الكتب ارتفعت ضعفين.
ويتساءل الأهل عن جدوى شراء الكتب كلّها هذا العام، في ظلّ الاتفاق الجاري بين اتحاد لجان الأهل وأولياء الأمور في المدارس الخاصة ووزارة التربية، على تقليص مناهج هذا العام واختصارها، ليصار إلى تدريس الطلاب أونلاين، وهو الخيار الذي يبدو أنّ الكفّة تميل لصالحه، بعد ملامسة الإصابات اليوم عتبة الـ600 إصابة، وتخطّى عدد الإصابات في لبنان العشرة آلاف إصابة.

-القرطاسية… نار مشتعلة
كعادتها كل عام، فرضت المدارس على الأهل رسوم قرطاسية، تبدأ من 250 ألف ليرة بحسب المدرسة، وتصل في بعض المدارس إلى المليون ليرة. القرطاسية المدرسية تشمل الدفاتر، والمفكّرة المدرسيّة، وبعض الأوراق المطبوعة، أما عدا ذلك، فكلّه منوط بالأهل من القلم حتى المبراة والممحاة.
أمور لم يكن يلتفت إليها الأهل، إلا أنّ ارتفاع سعر صرف الليرة، جعل من شراء مبراة هماً، إذ انّ سعرها يصل إلى 25 ألفاً، كما أن سعر قلم الرّصاص يتراوح بين الألفين والخمسة آلاف ليرة، وأسعار أقلام الحبر والممحاة والمساطر وأقلام التلوين حدّث ولا حرج.
في المولات الكبرى، الأسعار نار، البضائع مستوردة، وذات جودة، يفضّلها الأهل أقلّه بالنسبة إلى أطفالهم في الصّفوف الابتدائيّة، حيث يتجنّب الأهل الأدوات الزهيدة الثمن السريعة العطب، إلا أنّ اليوم الخيارات محدودة… لا مجال للرفاهية، فأغلب الأطفال يضيعون القرطاسية من أقلام ومساطر ومبراة وممحاة بشكل شبه يومي في المدرسة، ولعلّ التعليم عن بعد يأتي ليخفّف عبء شراء قرطاسية يستخدمها الطفل يوماً واحداً وينساها في مدرسته. أغراض لم يكن يحسب لها الأهل حساباً، فمن كان يتحدّث عن سعر قلم رصاص؟ أو ممحاة؟
“أحوال” جالت على بعض متاجر بيروت، بعضها بدأ يفلش القرطاسية غير مسعّرة، بحجّة أنّها وصلت حديثاً، المتاجر الصغيرة تبدو أرخص بكثير من المولات الكبرى، إلا أنّ الأسعار تضاعفت عن العام الماضي ولا مجال للمقارنة.
تقفل المتاجر أسبوعين بحسب قرار التعبئة العامّة في البلاد، مدّة كفيلة بتسعير البضاعة، بعد أن تظهر بوادر ارتفاع سعر صرف الدولار أو انخفاضه.

-لقاء قبل الانفجار… هل أطاح تخفيض سعر القرطاسية؟
في 4 آب، وقبل ساعات من انفجار مرفأ بيروت، استقبل وزير الصناعة عماد حب الله في مكتبه في الوزارة، وزير التربية طارق المجذوب وزياد بكداش من جمعية الصناعيين، وتم البحث في موضوع تأمين القرطاسية للطلاب في المدارس الرسمية والخاصة بأسعار مخفضة، في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها الشعب اللبناني.
وأكد حب الله أنه سيتابع اللقاءات مع صناعيين وتجار في المجال نفسه لتحقيق خفض الأكلاف للطلاب في المدارس الخاصة والرسمية حرصاً منه على مصلحة الطلاب وعلى العام الدراسي.
وعن موضوع غلاء القرطاسية، أعلن حب الله عن أنّ الوزارة تعمل على تأمين المواد الأولية التي تدخل في إنتاج القرطاسية، وتتابع الإجراءات لمنع الاستغلال، كما أكّد العمل على استبدال الكتب الورقية بالالكترونية مع تأمين الـ tablet المناسب للطلاب.
إلا أنّ وقوع الانفجار عصر ذلك اليوم، حال دون متابعة العمل على مسألة القرطاسية بعد أن بات تأمين الزجاج لترميم النوافذ المحطّمة قبل بدء موسم الشّتاء أولولية.

-أكثر من نصف سكّان لبنان فقراء
تجتمع كل الظّروف هذا العام لتزيد مآسي اللبنانيين، فبعد الانهيار الاقتصادي، وهجوم وباء كورونا، وقع انفجار المرفأ ليزيد الوضع مأساوية ويزيد نسبة الفقر لدى المواطنين الذين فقد الآلاف منهم سكنه ومورد رزقه.
فقد أشارت تقديرات لجنة الأمم المتحدة الاجتماعية والاقتصادية لغرب آسيا “الاسكوا” بأن نسبة الفقراء من السكان في لبنان تضاعفت لتصل إلى 55 في المئة في عام 2020 بعدما كانت 28% في عام 2019، وارتفعت نسبة الذين يعانون الفقر المدقع بثلاثة أضعاف، من 8% إلى 23%، في الفترة نفسها.
واشارت الإسكوا الى أنها تدق ناقوس الخطر في دراسة جديدة بعنوان “الفقر في لبنان: التضامن ضرورة حتمية للحد من آثار الصدمات المتعددة والمتداخلة”.
وتشير الدراسة إلى أن “العدد الإجمالي للفقراء من اللبنانيين أصبح يفوق 2,7 مليون بحسب خط الفقر الأعلى أي عدد الذين يعيشون على أقل من 14 دولارا في اليوم.
اللبنانيون يقفون اليوم مكتوفي الأيدي، عاجزين عن تأمين قوت يومهم، باتوا يحملون حتى همّ شراء قلم ومسطرة ودفتر، في بلد يستورد كل شيء. كل شيء حتى القلم والمسطرة والدفتر.

إيمان إبراهيم

إيمان إبراهيم

صحافية لبنانية، خريجة كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. كتبت في شؤون السياسة والمجتمع والفن والثقافة. شاركت في إعداد برامج اجتماعية وفنية في اكثر من محطة تلفزيونية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى