هل طلب الأميركيّون من الجيش اللبناني عدم التدخّل في الشارع؟
في 13 شباط الماضي زار قائد العمليات الخاصة في القيادة الوسطى الأميركيّة، العميد البحري فرانك برادلي لبنان للتأكيد على دعم الجيش اللبناني، ولكن منذ تلك اللحظة حتى اليوم برزت تطورات عديدة، داخلياً وخارجياً، منها ما يتعلق بوضع الجيش اللبناني ومنها ما يتعلق بالمساعدات الأميركية لهذا الجيش.
ما بعد كلمة قائد الجيش جوزيف عون الأخيرة بشأن الوضع في لبنان ليس كما قبلها، فالرجل حذّر من إمكانية انهيار الجيش بظل الوضع الإقتصادي الصعب، وفقر عناصره وضباطه، وانقسامه بحال وجد نفسه في مواجهة اللبنانيين في الشارع، لذلك تكشف مصادر مطّلعة أن قرار قيادة الجيش واضح بأنها لن تصطدم باللبنانيين، مشيرة إلى أن ما تقوم به المؤسسة اليوم بشأن إقفال الطرقات هو الوقوف إلى جانب الطريق والتفرّج على مجموعة شبان يقفلونها لبعض الوقت، ومن ثم تتدخل لإعادة فتحها.
كذلك تكشف المصادر عبر “أحوال” عن ورود معلومات تؤكد انكفاء عناصر الجيش في أكثر من منطقة إلى الثكنات، وهو ما يُثير القلق بشأن هوية الجهاز القادر على منع الفوضى بحال وقوعها.
ولكن هذا ليس كل شيء، فكلام قائد الجيش حرّك الأميركيين أيضاً، وهم الذين يسعون لكي تبقى لهم اليد الطولى في الجيش اللبناني، ولذلك كانت زيارة قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال كينيث ماكنزي الى لبنان، إذ ترى المصادر أن للزيارة هدفان، الأول يتعلق بتأكيد الأميركيين على مساعدة الجيش واحتضانه، والثاني على علاقة بالحدود اللبنانية السورية.
بالنسبة إلى الهدف الأول، فإن واشنطن التي ربطت كل مساعدات الجيش اللبناني بها أرادت أن تؤكد عدم صحة كل ما يُقال عن خفض الدعم الاميركي للجيش، مع الإشارة إلى أن لبنان يحتل المرتبة الخامسة عالمياً كأكثر الجيوش التي تحظى بمساعدات أميركية، وهنا تشير المصادر إلى أن الأميركيين لا يريدون انهيار الجيش، ولكن بكل تأكيد فلن تكون المساعدات مجانية وهنا بيت القصيد.
تعبّر المصادر عن قلق فريق أساسي لبناني من علاقة الجيش بالاميركيين، إذ يعتبر هذا الفريق أن المساعدات يقابلها هذه الفترة التزام الجيش ببعض القواعد الاميركية ومنها على سبيل المثال “ترك” الشارع، ويرى هذا الفريق أن الطلبات الأميركية من الجيش قد تزداد، ولا شك أن ملف الحدود البرية بين لبنان وسوريا هو أحد هذه الطلبات الأميركية، لذلك كان تلميح أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير، حول تدخلات بالجيش من قبل سفارات أجنبية، ورفع الصوت بما يتعلق بإقفال الطرقات.
ترى المصادر أن تحذير نصر الله جاء بعد ورود معلومات عن محاولات لتوريط الجيش اللبناني بملفات شائكة، منها ملف الحدود بين لبنان وسوريا، وطبعاً ليس لأجل ضبط التهريب بقدر ما هي لأجل ضبط دخول السلاح، ورغم تأكيد الأميركيين أن زيارة ماكينزي لا تتعلق بشؤون السياسة بدليل عدم لقائه أي سياسي لبناني، إلا أن الأميركيين ليسوا جمعية خيرية، وبالتالي هم لا يساعدون الجيش مجاناً، وبالتأكيد فإن زيارة مسؤول رفيع المستوى كهذا إلى لبنان لم تكن لأجل افتتاح بئر.
وتُشير المصادر إلى أن الحفاظ على وحدة الجيش يكون بعدم تفكير أحد بربط المؤسسة بدول خارجية، خصوصاً أن دولاً عديدة عرضت مساعدة الجيش في السابق، ولا تزال جاهزة لذلك.