مجتمع

رغم التحديات.. “ريادة الأعمال” أصبحت أكثر شعبية في لبنان

استبيان "بيت.كوم" و"يوجوف": حوالي ثلثي المهنيين في لبنان يفضلون العمل لحسابهم الخاص

تستمر ريادة الأعمال بالنمو في لبنان، وعلى الرغم من التحديات التي يواجهها رواد الأعمال عند تأسيس شركاتهم، فالعديد منهم يتطلعون إلى تنمية هذه الشركات الناشئة وإنشاء أعمال تجارية.

من هنا، أجرى “بيت.كوم”، أكبر موقع للوظائف في الشرق الأوسط، وبالتعاون مع “يوجوف”، المنظمة الرائدة المتخصصة بأبحاث السوق، استبيانًا بعنوان “ريادة الأعمال في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 2021″، كشف أن حوالي ثلثي (65٪) المهنيين في لبنان يفضلون العمل لحسابهم الخاص أو تأسيس شركتهم الخاصة إذا أتيحت لهم الفرصة، خصوصًا أن ريادة الأعمال أصبحت أكثر شعبية من أي وقت مضى.

وفي هذا السياق، صرح أكثر من ثلث المجيبين (37٪) في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أنهم يمتلكون طموحات شخصية لتنمية أعمالهم على نحو أكبر في بلد إقامتهم، يليهم 27٪ ممن يهدفون إلى أن تصبح شركتهم معروفة على المستوى العالمي؛ ومع أخذ النمو في الاعتبار، يخطط حوالي 6 من 10 مجيبين في لبنان لتعيين موظفين جدد في العام المقبل.

أما بالنسبة للموظفين، فيظهر الاستبيان أن 76٪ منهم يفكرون حالياً تأسيس أعمالهم التجارية الخاصة، وفي وقت حاول 13٪ منهم تأسيس أعمالهم الخاصة في الماضي، صرح 7٪ فقط أنهم لم يفكروا مطلقاً بهذا الأمر.

ومن بين الأشخاص الذين يعملون لحسابهم الخاص في المنطقة، يظهر الاستبيان أن 38٪ منهم في المرحلة التأسيسية لشركاتهم، في حين قال 28٪ آخرون أن أعمالهم مستقرة ولكن أداؤها غير جيد، بينما قال 15٪من المجيبين أن أعمالهم مستقرة وأداؤها جيد.

أما النصائح التي قدمها المجيبون في المنطقة لرواد الأعمال، فكان أهمها عدم الخوف من الفشل (45٪)، بالإضافة إلى الابتكار وخلق أفكار جديدة، حيث يعتقد 3 من كل 10 مجيبين أن الابتكار هو مفتاح نجاح رواد الأعمال، يليه توظيف الأشخاص المناسبين (25٪) والحصول على التمويل اللازم (18٪)، والذي يُعتبر من أبرز التحديات التي تواجه رواد الأعمال في لبنان عند تأسيس شركاتهم، إلى جانب إنشاء العلاقات مع الأشخاص المناسبين.

من جهة أخرى، أظهر الاستبيان أن عدم وجود مدير مباشر (46٪) وتحقيق الذات (44٪) هما أهم أسباب تفضيل العمل الخاص، يليهما المكاسب المادية الأكبر (38٪) والتوازن المثالي بين العمل والحياة (36٪).

هذه العوامل قد تكون موحّدة لدى الأشخاص الذين قاموا بتأسيس عملهم الخاص في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إذ عند سؤالهم عن الأسباب التي دفعتهم لبدء أعمالهم الخاصة، تمثلت الأسباب الثلاثة الأولى في:

الرغبة في القيام بالأعمال التي يفضلونها (29٪)
امتلاك فكرة عمل رائعة (28٪)
تحقيق توازن أفضل بين العمل والحياة (24٪)

أما بالنسبة للأشخاص الذين يفضلون العمل كموظفين في شركة في لبنان، فتمثلت دوافعهم الرئيسية في:

عدم وجود التمويل اللازم (39٪)
المزايا والمكافآت (36٪)

وتعليقاً على الاستبيان، قالت المديرة الإدارية للموارد البشرية في “بيت.كوم” عُلا حداد: “لم يعد اهتمام رواد الأعمال في المنطقة يقتصر على المكاسب المادية فحسب، حيث باتوا يميلون بشكل متزايد ليكونوا طموحين بطرق مختلفة”، لافتة إلى أن الهدف الأساسي من هذا الاستبيان يتجلى في اكتشاف وفهم آراء رواد الأعمال، بهدف تعزيز الابتكار والنمو الاقتصادي، “وسنواصل في “بيت.كوم” البحث في المواضيع التي تزود روّاد الأعمال ببيانات موثوقة، لاتخاذ قرارات مدروسة”، بحسب تعبيرها.

المديرة الإدارية للموارد البشرية في “بيت.كوم” عُلا حداد

بدوره، قال مدير الأبحاث في “يوجوف”، ظافر شاه: “تُعد النظرة الإيجابية تجاه ريادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بمثابة بارقة أمل، حيث يشير ذلك إلى وجود طلب على ريادة الأعمال، إلى جانب وجود الدعم من الجهات المناسبة”، مؤكدًا أن الأفكار والابتكارات التي تنشأ في الشركات الصغيرة والناشئة تساهم في تعزيز الاقتصاد وتوفر فرصاً أكثر.

هذا وتعتبر قطاعات تكنولوجيا المعلومات/ الإنترنت/ التجارة الإلكترونية (13٪)، والتجارة/ التجزئة (10٪)، والتصنيع (8٪)، من أكثر القطاعات جاذبية لرواد الأعمال.

ويظهر الاستبيان الفوائد التي يقدمها مجال ريادة الأعمال للمجتمعات والاقتصاد ككل، حيث يُنظر إلى رواد الأعمال بشكل إيجابي للغاية في لبنان، إذ يرى المجيبون أن رواد الأعمال يبحثون عن فرص جديدة بشكل مستمر (79٪) ويساهمون في خلق وظائف جديدة (80٪).

الجدير بالذكر أنه تم جمع بيانات ريادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عبر الانترنت، خلال الفترة الممتدة ما بين 13 يناير وحتى 3 فبراير 2021، بمشاركة 1,763 شخصاً من الإمارات، والسعودية، والكويت، وعُمان، وقطر، والبحرين، والأردن، ولبنان، والعراق، وفلسطين، وسوريا، ومصر، والمغرب، والجزائر، وتونس، وليبيا، والسودان، وغيرها

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى