منوعات

سبت الدولار الأسود “بروفا” لما هو قادم قريباً

عندما أصبح للسوق السوداء سوقها الأسود فحلّق الدولار وتبخّرت المحروقات

لم يعد ينفع التحذير من الإنهيار، إذ أننا نعيشه اليوم في كل تفاصيل الحياة، فأصبحت البديهيات بحاجة إلى استراتيجية للحصول عليها، كالدواء والمحروقات والخبز والتنقل، ولا شكّ أن الدولار تفلّت من أي ضوابط، وأثبت الصرّافون أنهم أقوى من الدولة وأجهزتها، وأنهم عندما يهددون ينفّذون.

الصرافون أقوى من الدولة

بداية الأسبوع الماضي كشفنا عن حملة أمنية تطال الصرافين والعاملين في القطاع المالي اللبناني تم على أثرها توقيف البعض، ومداهمة البعض، ووضع اليد على مبالغ مالية، ولكن الردّ، بحسب مصادر مطّلعة، جاء سريعاً من قبل الصرافين الذين أقفلوا محالهم، وتركوا “الدولة” تتخبّط وحيدة في مسألة الدولار، فقفز السعر 3 آلاف ليرة لبنانية خلال 3 أيام.
تكشف المصادر أن الحرب على الصرافين ليست هي الحلّ، ولا إقفال التطبيقات التي تعمل من الخارج، مشيرة إلى أن “السلطة” حاولت خلق “خصم” يمكنها مواجهته، بدل الخصم الحقيقي الذي تتهرب منه وهو سوء الإدارة والفوضى السياسية وغياب المؤسسات وحسابات مصرف لبنان الخاصة بحاكمه، ورغم ذلك لم تتمكن من النجاح لأن حساباتها خاطئة، فكانت النتيجة “جنون سعر الصرف”.
وتجزم المصادر أن سعر صرف الدولار سيرتفع أكثر، كاشفة أن البعض كان يشتري الدولار نهار السبت الماضي على سعر 16000 للدولار الواحد، وهو ما يعني أن هناك من يسعى لرفع السعر وهذا ما سيحصل، مشيرة إلى أن إقفال أبواب الصرافين جعل للدولار عدة أسعار، بحسب المكان الزمان، وأصبح للسوق السوداء، سوقها الأسود.
على “غروبات” الواتساب يُباع الدولار ويُشترى، والأسعار لم تعد نفسها، كما لم تعد مستقرة، كما في السابق، وفي هذا السياق تكشف المصادر أن هناك آلاف المجموعات التي تبيع وتشتري الدولار، أغلب من فيها هم أشخاص عاديين، مطعّمين ببعض الصرافين، وبعض “صبية” الصرافين، الذين يعملون نيابة عنهم في الشوارع، وفي مجموعات “الواتساب”.
وتكشف المصادر أن الإشاعات أكثر من الحقائق، ولكن في سوق العملات تُصبح الإشاعة مؤثرة، ولو أنها إشاعة، لذلك هناك ارتباط وثيق بين من يسعّر ومن يشيع الأخبار، معتبرة أن ما حصل نهار السبت في سوق الدولار، هو “بروفا” لما هو قادم قريباً.

سوق الشيكات يتوسّع

نشط في الأيام الماضية سوق الشيكات، فالمواطن عندما “يرتعب” يلجأ لكل الوسائل التي تتيح له الحصول على المال النقدي، وبيع الشيكات بات إحدى أهم هذه الوسائل، وتكشف المصادر أن أسعار الشيكات تغيّرت قليلاً مع ارتفاع سعر الدولار، فأصبح “شك” 100 ألف دولار بثمن 26500 دولار نقدي، والهدف طبعاً هو الحصول على “الكاش”.

أزمة المحروقات مستمرة

منذ أشهر بدأ اللبنانيون يشعرون بأزمة محروقات “تظهر وتختفي”، ولكنها بحسب المصادر لن تختفي كثيراً في هذه المرحلة. وتشير المصادر إلى أن أزمة المحروقات بسيطة وواضحة ولكنها مركّبة، فمصرف لبنان لا يفتح الإعتمادات كما يجب، والدولار يرتفع كثيراً ويتغير سعره، فيتأخر الشراء، ما يعني تأخير التسليم، لذلك فإن الشركات دخلت في نظام تقنين قاس، ولم تعد تحصل أي محطة محروقات على حاجتها كاملة، ما يعني أن المحروقات التي تُباع أسبوعياً لا تكفي حاجات اللبنانيين لأسبوع.
وتضيف المصادر: “هذا ليس كل شيء، فالمحطات باتت تحتفظ أيضاً بجزء من المخزون لأجل بيعه للمحظيين، وممارسة فعل الإحتكار”، مشيرة إلى أن المشكلة تكبر كلما خرجنا من بيروت لأن الشركات تبيع لبيروت أولاً، ومن ثم باقي المناطق، كاشفة أن الجنوب والبقاع هما أكثر من يعاني.

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى