مجتمع
أخر الأخبار

جدل شيعي حول موقف أمل وحزب الله من مجالس عشوراء

أثار البيان الصادر عن قيادتي حزب الله وحركة أمل حول طريقة إحياء ذكرى عاشوراء هذا العام جدلاً في الوسط الشيعي، كون ذكرى عاشوراء من الشعائر الأقدس لديهم. وتتزامن ذكرى عشوراء هذا العام مع تفشي وباء كورونا في لبنان وخروجه عن السيطرة، حيث أعلنت وزراة الصحة عن ارتفاع قوي في عدّاد الإصابات. لذا، تحركت القيادات الشيعية لضبط المجالس العاشورائية كي لا تكون سبباً في زيادة تفشي الوباء، وأصدرت المرجعيات الدينية الشيعية فتاوى عن كيفية إحياء الذكرى مع مراعاة الضوابط الصحية.

الموقف الشيعي حيال قرار الثنائي

علم موقع “احوال” أنّ البيان الصادر عن الثنائي الشيعي حول الإجراءات المفروضة لإحياء ذكرى عشوراء أثار حفيظة بعض المواطنين من الطائفة الشيعية الذين إقترحوا حلولاً برأيهم تراعي الإجراءات الصحيّة والوقائية.  وفي جولة ميدانية قام بها موقع “احوال” على بعض المواطنين، عاد بهذه الشهادات الحيّة:

يقول (39) ح. ق.: ” يمكن إقامة مجلس مركزي في مكان كبير مثل ملاعب كرة القدم، التي تستطيع أن تستوعب أعداداً غفيرة مع الالتزام بالتباعد الاجتماعي” لافتاً إلى إمكانية ضبط الحضور بطريقة قد تكون أكثر فاعلية من مواقع المجالس المركزية سابقاً، على حد وصفه.

بينما خ.د (٣٠ عاما) يرى أنّ مسيرات اللطم أصلا فيها تباعد حيث يكون هناك مسافة معينة بين الشبان، مستغرباً السبب وراء إلغاء المجالس المركزية، حيث يمكن أن يحضرها هذه السنة إستثنائياً المنظمون في الأحزاب فقط، ويتم نقلها على الهواء لبقية العامة.

وتقول ف.ع (٥٥ عاما ) إنّ “كورونا ليست مزحة وعلينا الالتزام بتعاليم القيادات والمرجعيات” التي لن تأخذ قرارات صعبة كهذه إلاّ بعد دراسة مكثفة، على حدّ تعبيرها.

بالمقابل، يعتبر ع.ب (٣٥ عاما ) أنّ الإجراءات التي اتخذتها القيادات مناسبة جدا للوضع الحالي، لافتاً “الحسين (ع) لن يقبل أن نؤذي أنفسنا أو مجتمعنا من أجل إحياء ذكراه”.

ويخالفه ح.ش (٦٥ عاما) على اعتبار أنّ المسابح والملاهي ومراكز الترفيه كلها تكتظ بالناس، متسائلاً “لماذا اقتصر الأمر على المجالس المركزية في عاشوراء الذكرى المقدسة؟”

هذا،  ويرى ك.غ (٤٢ عاما) أنّه “حتى لو لم نكن مقتنعين، يجب علينا الإلتزام”، مستدركاً  “كان يفضّل أن نُحيي المجالس المركزية لو ب ٢٠ ٪؜ من حضورها الإعتيادي “.

ما هو رأي علماء الدين؟

Photo Credit: Thaaer Al-Shewaily

يرى بعض علماء الدين أنّه استناداً الى فتاوى المراجع، فإنّ إقامة المجالس العامة مشروطة بالإلتزامات الطبية التي يشير اليها أهل الإختصاص. وفي حديث لموقع “احوال” يقول عالم دين شيعي تحفّظ عن ذكر اسمه “إنّ إقامة المجالس تصبح ممكنة في ظل التباعد الإجتماعي ولبس الكمامة واستخدام وسائل التعقيم، لافتاً إلى أنّ “الشعائر مثل المسيرات واللطم يمكن تنظيمها مع الحفاظ على التباعد الاجتماعي والضوابط الصحية.”
وتمنّى عالم الدين على الناس التي ستحيي المجالس الإلتزام الدقيق بفتاوي المراجع وعدم اعتبار أنّ هذا الأمر يمكن مخالفته “لأنّه يوقع المكلّف بالحرام،” على حد وصفه.
وينصح علماء الدين “الأخوة في هذه السنة بالخصوص أن يستذكروا غربة الإمام الحسين الذي وقف وحيداً فريداً في صحراء كربلاء، يذب عن الدين الحق”. كما يشدّد العلماء على المواطنين أن يستفيدوا من هذه المجالس لتغذية الروح بكل القيم الحسينية.
وكانت المرجعيات الدينية الشيعية أصدرت فتاوى عن كيفية احياء ذكرى عاشوراء بالتزامن مع الالتزام بالضوابط الصحية.

تحذيرات الثنائي الشيعي في ظلّ تفشي كورونا

بظل تفاقم الأزمة الصحية الناتجة عن تفشي وباء كورونا في لبنان، أصدرت المرجعيات الدينية الشيعية فتاوى عن كيفية إحياء ذكرى عاشوراء مع مراعاة الضوابط الصحية.  وأصدر الثنائي الشيعي “حزب الله” و “حركة أمل” بياناً يدعوان من خلاله لضوابط هذا العام خلال إحياء ذكرى عشوراء. هذا، وتقبّل الجمهور الشيعي البيان على مضض كون عاشوراء إحدى أقدس المناسبات عند الشيعة.
وخصّص الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خطاباً خاصاً بإحياء ذكرى عاشوراء في ظل تفشي كورونا. وأكد نصر الله أنّ حركة أمل وحزب الله اتفقا مع المجلس الشيعي الأعلى والعلماء على عدم إقامة تجمعات بشرية مفتوحة في المجالس العاشورائية هذا العام. ودعا نصر الله إلى إحياء المجالس عبر وسائل الإعلام موضحاً أنّ المرجعيات الدينية لم تمنع إقامة المجالس بل دعت الى إحياء الذكرى مع أخذ مخاطر كورونا بالإعتبار.

لطيفة الحسنية

لطيفة الحسنية

صحافية متخصصة في الإعلام الرقمي. أطلقت حملة لمكافحة الإبتزاز الالكتروني عام 2019، تناولت تدريب الضحايا على كيفية التخلّص ومواجهة جرم الابتزاز تضمنت 300 حالة حتى تموز 2020. عملت كمسؤولة إعلامية في منظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى