تشكيل الحكومة: بعد إخفاق جميع المبادرات هل يتدخل حزب الله؟
كل منهما يقف عند موقفه، لا تقاطعات ولا التقاء بينهما على منتصف الطريق. فبينما يعلن رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري أنّه بانتظار رد رئيس الجمهورية ميشال عون على التشكيلة الأخيرة التي قدّمها له، تؤكد أوساط مقربة من قصر بعبدا أنّ هذا الكلام غير صحيح، وأنّ رئيس الجمهورية سبق له ان أجاب بالرفض على هذه الصيغة فور تقديمها، “وبالتالي وبدل هدر الوقت بذهابه إلى الإمارات وتركيا، كان الحرّي بالحريري أن يقدّم تشكيلة أخرى ويتوجه بها إلى قصر بعبدا”.
هذه الأجواء السياسية تناقضها أجواء بيت الوسط التي تعتبر أنّ الحريري قدّم كلّ ما لديه إلّا أنّ المشكلة في مكان آخر “على رئيس الجمهورية أن يقرّر ماذا يريد من هذه الحكومة، فهل يريد تسمية خمسة وزراء أو ستة أو ستة زائد واحد للحصول على الثلث الضامن. فالحريري استنفد الخيارات المتاحة”.
كل من الرجلين يريد تشكيل حكومة بشروط مختلفة. وفي المعلومات فقد حصل نقاش بين مسؤولي التيار الوطني الحر وحلفائه حول أهمية حصول فريق رئيس الجمهورية على الثلث الضامن طالما سياسة التوافق هي التي تحكم في مجلس الوزراء. علمًا أنّ هذه المعادلة آيلة للسقوط عبر استقالة رئيس الحكومة أو عبر تغيّب كلّ وزراء طائفة محدّدة ما يُفقد الحكومة ميثاقيتَها، كما حصل مع حكومة فؤاد السنيورة.
وتشير المعلومات إلى أنّ هذا النقاش لم يفضِ بعد إلى أيّ نتيجة بحيث لا تزال المواقف على ما هي عليه. ويتمحور لب الخلاف حول الوزير المسيحي السادس، هل يكون الأرمني؟ أو أنّ فريق الرئيس يرفض أن يكون الأرمني محسوبًا عليه نظرًا لتمايزه سابقا عن التيار الوطني الحر في أكثر من قضية، آخرها تكليف الحريري لرئاسة الحكومة.
هناك كلام عن وساطة يقوم بها دياب بين عون والحريري
منذ ساعات حطّ رئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب في بيت الوسط ليؤكد من هناك ضرورة تشكيل الحكومة. ردّ دياب للحريري زيارته التضامنية معه يوم الادّعاء عليه في قضية تفجير مرفأ بيروت. كما حلّ دياب ضيفا في عين التينة وفي قصر بعبدا.
رئيس الجمهورية لا يقبل وساطة أحد مع رئيس الحكومة
خرج كلام من جولته هذه يتحدث عن وساطة يقوم بها دياب بين عون والحريري لتقريب وجهات النظر في ملف الحكومة. إلّا أنّ معلومات “أحوال” تشير إلى أنّ هذه الجولة تم تحميلها أكثر مما تستحق. فوساطة المدير العام للأمن العام اللّواء عباس ابراهيم لا تزال تترنّح على أبواب قصر بعبدا. ابراهيم طلب من عون الاتصال بالحريري لا سيّما بعد الفيديو الذي تم تسريبه والذي وصف فيه عون الحريري بالكاذب.
لا جواب من عون بعد، إذ تشير مصادر بعبدا إلى أنّ رئيس الجمهورية لا يقبل وساطة أحد مع رئيس الحكومة المكلّف اذ أنّ “الدستور هو الذي يحكم بينهما”، حتى تلك الوساطة التي حاول ان يلعبها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لم تكن لتؤدي إلى لقاء عون بالحريري في بكركي. “فهذا لا يليق بمكانة رئيس الجمهورية”.
خلاصة المشهد الحكومي، الرئيس عون لم يقرر بعد التواصل مع الحريري أو توجيه دعوة له لتقديم تشكيلة جديدة، ولا الرئيس الحريري ينوي التواصل مع عون بانتظار ردّ ما على طرحه السابق أو على الأقل تبرير لوصفه له بالكاذب. الأفق مسدود حتى بات المراقبون يعوّلون على امكانية تدخل طرف ثالث يمون على الرجلين ليلعب دور المخرج المستتر خلف الأضواء لإيجاد مخرج للأزمة. فهل يتدخل حزب الله قريبًا؟
جوزفين ديب