حفل تنصيب جو بايدن غير إعتيادي وإنقلاب متوقّع على ترامب
بين الوباء الذي لا يزال مستمراً والتهديد الحقيقي بالعنف المفاجئ، يُعد تنصيب جو بايدن وكامالا هاريس الأربعاء المقبل واحداً من أكثر الأحداث غرابة في التاريخ الأميركي. فقد طلبت عمدة العاصمة موريل باوزر من الناس البقاء في المنزل؛ فيما ألغت شركة Airbnb للتنقلات جميع الحجوزات لمنع الناس من القدوم إلى العاصمة. وطالب النشطاء المحليون عمدة العاصمة بإغلاق جميع الفنادق، لكنها رفضت الذهاب إلى هذا الحد.
هذا، وسيتم إغلاق الطرق ومحطات المترو في وسط المدينة، والسلطات عازمة جدًا على إبقاء الناس بعيدًا لدرجة أنّهم يفكرون في إغلاق جميع الجسور من فيرجينيا.
حفل تنصيب غير إعتيادي وخطوات أولى سيقوم بها الرئيس المنتخب فور تبوئه سدة الحكم. إليكم التفاصيل:
التنصيب سيكون مختلفًا عن المعتاد
المعتاد في حفلات التنصيب أن يحضر الرئيس المنتهية ولايته حفل التنصيب كرمز للإنتقال السلمي للسلطة. لكن دونالد ترامب، الذي إدّعى أنّ الانتخابات كانت مليئة بالتزوير، رفض أن يكون هناك، فيما يعتزم نائب الرئيس مايك بنس الحضور.
إلى ذلك، سيكون حفل التنصيب هذا العام خالياً من المواكب مع حشود من الناس يهتفون للرئيس الجديد ونائب الرئيس؛ ولن يكون هناك حفل افتتاحي لبايدن وهاريس وعائلاتهم للرقص طوال الليل.
وقد سعى المنظمون إلى الإحتفاظ ببعض الجوانب التي تحظى بتقدير زمني في التنصيب العادي، أقل ازدحامًا وضمن حدود البروتوكولات في ظلّ جائحة كوفيد_ 19، وفي أعقاب هجوم الغوغاء العنيف في 6 يناير / كانون الثاني على مبنى الكابيتول من قبل أنصار ترامب… هنا، أشارت صحيفة الأسوشييتد برس أنّ المظاهر الطبيعية للحفل قد تختفي كلياً.
وقد تم تحويل وسط مدينة واشنطن العاصمة إلى معسكر مسلّح، وتم إغلاق المركز التجاري الوطني للجمهور، وتم إغلاق نصب واشنطن التذكاري، فيما سيكون 21000 جندي من الحرس الوطني في العمل في 20 يناير، إلى جانب شرطة العاصمة والعديد من وكالات إنفاذ القانون الفيدرالية.
تحذيرات من العنف
ويأتي التنصيب بعد أسبوعين فقط من تمرّد أنصار ترامب في مبنى الكابيتول، حيث كان الكونغرس يؤكد فوز بايدن. وحذّر مكتب التحقيقات الفيدرالي من الإحتجاجات المسلّحة والهجمات المحتملة التي يخطط لها أنصار ترامب المتشددون في العاصمة وفي كل عاصمة ولاية.
ويُتوقع أن تكون التوترات عالية حتى 20 يناير وما بعده؛ لذا، حذّر مسؤولون يوم الجمعة من أنّ زيادة التحصين لمبنى الكابيتول والبيت الأبيض، قد تدفع بالمتمردين المحتملين إلى البحث عن أهداف أكثر ليونة في العاصمة أو في أي مكان آخر في جميع أنحاء البلاد.
تنصيب بايدن: أوامر معاكسة لسياسات ترامب
كشفت وسائل إعلام أميركية عن مجموعة من الأوامر التنفيذية التي خطط لها الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن بمجرد توليه منصبه هذا الأسبوع:
- في الساعات التي تلي وصول بايدن إلى البيت الأبيض، سيشرع في حملة من الإجراءات التنفيذية المصممة للإشارة إلى انفصال واضح عن إدارة سلفه، وفقًا لمذكرة إطلعت عليها وسائل الإعلام الأميركية.
- سيصدر بايدن مراسيم لإلغاء حظر السفر الذي فرضه الرئيس ترامب، وإعادة الانضمام إلى اتفاق باريس للمناخ في يومه الأول.
- من المتوقع أيضًا أن يركّز الرئيس المنتخب على لمّ شمل الأطفال المنفصلين عن عائلاتهم على الحدود، وإصدار تفويضات بشأن كوفيد-19 وارتداء الأقنعة.
- جميع الولايات الأميركية الخمسين في حالة تأهب قصوى لاحتمال وقوع أعمال عنف في الفترة التي تسبق حفل التنصيب، مع نشر قوات الحرس الوطني بالآلاف لحراسة واشنطن العاصمة.
- عودة الولايات المتحدة إلى اتفاقية باريس للمناخ – الإتفاقية العالمية لخفض انبعاثات الكربون.
- إلغاء حظر السفر المثير للجدل المفروض على الدول ذات الأغلبية المسلمة.
- فرض ارتداء الأقنعة على موظفي الممتلكات الفيدرالية وعند السفر بين الولايات.
- امتداد للقيود الوطنية المفروضة على عمليات الإخلاء بسبب الوباء.
بحسب المذكرة التي نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية، إنّ الأوامر التنفيذية ليست سوى جزءاً واحد من خطته الطموحة لأيامه العشرة الأولى في منصبه. وكتب رئيس موظفي البيت الأبيض القادم رون كلاين في المذكرة: “سيتخذ الرئيس المنتخب بايدن إجراءات – ليس فقط لعكس الأضرار الجسيمة لإدارة ترامب – ولكن أيضًا لبدء دفع بلادنا إلى الأمام”.
ما هي التحديات التي يواجهها بايدن؟
- الرئيس المنتخب يسيطر على بلد في خضم جائحة غير مسبوق؛ فيما عدد الوفيات اليومية من Covid-19 بالآلاف وقد فقد ما يقرب من 400000 حياتهم.
- علاوة على تفشي الفيروس، تعاني البلاد من العنف السياسي الأخير.
- سيكون موضوع تنصيب بايدن هو “أميركا متحدة” مع تركيز الرئيس المنتخب على معالجة الإنقسامات السياسية.
- سيؤدي بايدن اليمين الدستورية بعد أسبوعين بالضبط من أعمال الشغب العنيفة في مبنى الكابيتول الأميركي في 6 يناير، والتي كانت تهدف إلى إحباط فوزه في الانتخابات.
- حتى بمعايير التنصيب، فإنّ الوجود الأمني في واشنطن العاصمة لحفل الأربعاء سيكون استثنائياً.
- تمّ إغلاق أميال من الشوارع بالحواجز الخرسانية والأسوار المعدنية، مع توقّع نشر أكثر من 20000 من الحرس الوطني. وحذّر مكتب التحقيقات الفدرالي من المزيد من أعمال العنف المحتملة والمسيرات المسلحة التي يخطط لها مؤيدو ترامب.
وتأتي الإجراءات الأمنية المشددة بعد أسبوع أصبح فيه دونالد ترامب أول رئيس أميركي يتعرّض للعزل مرتين، حيث سيواجه الآن محاكمة في مجلس الشيوخ بتهمة “التحريض على التمرد” بسبب عنف الكابيتول الأميركي. وسيكون أقرب موعد لتلقي التهم لمجلس الشيوخ يوم الثلاثاء – اليوم السابق لتركه منصبه – لكن توقيت المحاكمة لا يزال غير واضح.
وكشفت هيئة الإذاعة البريطانية عن بعض الإقتراحات بأنّ مجلس النواب، الذي صوّت لعزل ترامب الأسبوع الماضي، قد يؤخّر إرسال المواد إلى مجلس الشيوخ للسماح لبايدن بالمضي قدمًا في جدول أعماله التشريعي والموافقة على قرارات مجلس الوزراء أولاً.
وبحسب ما ورد، يناقش الديمقراطيون والجمهوريون خططًا لجدول أعمال “مزدوج المسار” من شأنه أن يسمح لمجلس الشيوخ بتقسيم الوقت بين إجراءات الإقالة وأعمال إدارة بايدن.
فيما مجلس الشيوخ المؤلف من 100 مقعد مرتبط الآن بين الجمهوريين والديمقراطيين، هناك حاجة إلى أغلبية الثلثين لإدانة العزل – لذا سيحتاج 17 جمهوريًا للتصويت ضد ترامب لإدانته.