مجتمع

بيع مستشفى حمود الجامعي يثير غضب الصيداويين… هكذا تمّت الصفقة

الدكتور ناصر حمود لـ "أحوال": الديون أثقلت المستشفى

لم يكن خبر بيع مستشفى حمود الجامعي إلى رجل الأعمال المهندس نصير عميس وأفراد عائلته خبراً عادياً في أوساط الصيداويين الذين يعتبرون هذا الصرح الطبي من معالم المدينة، حيث أسسه الدكتور غسان حمود عام 1966 وكان شاهداً على الحروب كافة التي مرّ بها لبنان ليبلسم جراح اللبنانيين من كافة المناطق وخاصة في جنوب لبنان واقليم الخروب، وتولت إدارته منذ سنوات عدّة ديانا ابنة الدكتور غسان حمود.

الأزمة الماليّة هي السبب في بيع المستشفى

منذ فترة يمر المستشفى بأزمة ماديّة خانقة لدرجة أن إدارة المستشفى لم تكن قادرة على دفع رواتب الموظفين، وأحياناً يكون تأخير دفع الرواتب ثلاثة أو أربعة أشهر ما دفع بعض الموظفين لترك العمل.
الدكتور ناصر حمّود إخصائي الجراحة في المستشفى قال لـ “أحوال”: الأسباب الحقيقية لبيع المستشفى هي الديون المترتبة عليها ولم تعد قادرة على إيفاء الديون، وإحدى أسباب تراكم الديون هي عدم دفع المستحقات المتوجبة على الدولة اللبنانيّة، وكانت جامعة بيروت العربية تنوي شراء المستشفى سابقاً واستمرت المفاوضات عامين ونصف إلا أنهم تراجعوا بعد ذلك.
ويؤكد الدكتور حمّود أنه بحسب الاتفاق مع آل عميس سيبقى المستشفى يحمل الإسم نفسه، مع استمرار فريق العمل الحالي في المستشفى.

الدكتور إبراهيم عميس مديراً عاماً للمستشفى

بعد اتمام عملية البيع صدر عن إدارة المستشفى بياناً أعلنت فيه انتقال كامل أمانتها إلى عائلة عميس أصولها من بلدية الزرارية “المهندس نصير علي عميس رجل أعمال في أميركا وأبيدجان، الأستاذ محمد علي عميس، الدكتور إبراهيم علي عميس، والأستاذ محمد نصير عميس” التي قامت بدورها بتعيين الدكتور إبراهيم عميس الاختصاصي في جراحة الدماغ والأعصاب في الجامعة الأميركية في بيروت رئيساً لإدارة المستشفى ومديراً عاماً لها.
وأكد الدكتور إبراهيم عميس “أن عمله في المستشفى سيكون استمرارية لعمل سلفه الدكتور غسان حمود الذي دأب منذ تأسيس المستشفى عام 1966 على خدمة مدينته صيدا وأهلها الكرام وكافة المناطق المجاورة من خلال تقديم أفضل الخدمات الطبية تلبية لاحتياجات المجتمع، والذي نجح في تقديم كافة العلاجات الطبية والجراحية الحديثة بمستوى عال من الجودة لأهل المدينة ومحيطها في أحلك الظروف التي مر بها لبنان.
وتؤكد الإدارة الجديدة على “الاستمرار معاً جنباً إلى جنب مع كافة فعاليات المدينة وكامل الطاقم الطبي والتمريضي والإداري، الذي نكن له كل التقدير والامتنان، لتحقيق مسؤوليتنا الوطنية في تأمين استمرارية هذا الصرح الصحي بما يمثله من دعامة أساسية تحفظ الأمن الصحي والاجتماعي لأهالي المدينة والمناطق المجاورة وكل الوطن، سيما في ظل الظروف الاقتصادية والمالية التي تثقل كاهل القطاع الصحي وتهدد وجوده”.

استياء صيداوي من عملية البيع

ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي بخبر البيع مع اعتراض العديد من أبناء المدينة على انتقال الملكية إلى شخص من خارج المدينة، علماً أن في مدينة صيدا رجال أعمال يستطيعون امتلاكها إذا أرادوا ذلك.
وقد ربط الصيداويون عرقلة افتتاح المستشفى التركي وأزمة مستشفى صيدا الحكومي ببيع مستشفى حمود الجامعي، مع شائعات تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي أن وزارة الصحة حولت أموال مستحقة للمستشفى بعد عملية البيع ولم يتم التأكد منها، لكن القصد من ذلك أن المشتري من نفس طائفة الوزير.
بدوره الدكتور بسام حمود المسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في الجنوب قال: من أهم المعالم التاريخية والأثرية التي تطبع تاريخ صيدا قلعتان شامختان تؤرخان لتاريخ صيدا ويعرفهما الصيداويون بقلعة صيدا البحرية وقلعتها البرية، صمدوا على مر العصور، فلم تقوَ عليهما الأنواء البحرية ولا الأحوال الجوية ولا الغزاة الطامعون، واليوم أدرك كل أبناء المدينة بعد فوات الأوان أن لصيدا قلعة ثالثة شعروا بعظيم مكانتها ونبل رسالتها وجميل أثرها، أرّخت لمراحل ومحطات مهمة من تاريخ المدينة حتى باتت معلماً من معالمها وصرحاً طبياً وانسانياً شامخاً يجسد عظمتها ومكانتها على مستوى الوطن.
واليوم صُدم الصيداويون بخبرٍ كالصاعقة نزل على قلوبهم التي تنبهت فجأة الى أن جزءاً من تاريخ المدينة وإرثها الطبي والثقافي والحضاري يباع، وهل يعقل ان يُباع التاريخ؟ وهل يُعقل ان تتنازل صيدا وبهذه البساطة عن قلعة من قلاعها الشامخات؟، ان كانت الظروف الاقتصادية والمادية التي عصفت بالمستشفى ولأسباب باتت معروفة للجميع سبباً لإقدام المالكين الأساسيين على تجرع الكأس المر في قرار البيع ولكن السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة، أين المتمولين وأصحاب رؤوس الأموال في صيدا؟ اين كبار التجار؟ اين المرجعيات الرسمية والسياسية في صيدا؟ اين من نعرفهم بالأسماء ويمتلكون الملايين في الداخل والخارج فضلا عن العقارات المنتشرة في شوارع صيدا؟ الا يشعر هؤلاء بما شعر به الصيداويون من حرقة وأسى على بيع هذا الصرح وهذا الإرث الصيداوي الكبير!، اين الشعور بالانتماء الفطري والحب وتقديم الغالي والنفيس لهذه المدينة التي لطالما تغنوا بها عند كل استحقاق وبمناسبة وبغير مناسبة.
وأخيراً سلاماً من القلب وتحية للطبيب الطيب والرجل العصامي الدكتور غسان حمود، الذي بنى هذا الصرح الكبير وقدم لصيدا وابنائها الكثير، ولكنه لم يجد أحداً منهم اليوم، فكلهم تخلى عنه وتركوه.

الديون المستحقة على المستشفى 100 مليار ليرة

ذكرت مصادر صحفيّة أنّ قيمة صفقة البيع بلغت 15 مليون دولار أميركي، ويشمل العقد التكفل بالديون المُستحقة على المستشفى والبالغة قيمتها 100 مليار ليرة لبنانية، فيما هناك مُستحقات للمستشفى على مُؤسسات عدة تبلغ قيمتها 50 مليار ليرة، وقد تم الاتفاق على المُحافظة على اسم المستشفى كما هو، “مستشفى حمود” مركز طبي جامعي في صيدا، وأن يبقى الطاقم الطبي والإداري في المستشفى لمُدة سنة ونصف السنة.

خليل العلي

خليل العلي

صحافي ومصور فلسطيني يعمل في مجال الصحافة المكتوبة في عدة وسائل إعلامية عربية وفلسطينية، عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى