هذه تفاصيل مشروع “إعادة النظر” باتفاق مار مخايل بين حزب الله والتيار الوطني الحر
منذ العام الماضي وبعد بدء حراك 17 تشرين مترافقاً مع “الفوضى” في لبنان، ارتفعت وتيرة “الخلافات” السياسية بين التيار الوطني الحر وحزب الله، ولعلّ “القيادي السابق” ناجي حايك هو أفضل من يعبّر عن هذه الخلافات، رغم أنه لا يمثّل قيادة الوطني الحر، ولا يمثل قرار قيادته، إلاّ أن حديثه الأخير عن “إتفاق مار مخايل” ونية قيادة التيار إعادة صياغة الإتفاق معه، يجب الوقوف عنده.
تُعلن قيادة التيار الوطني الحر بشكل دائم أن حايك هو قيادي سابق لا يمثّل التيار، وأن كلامه في أي موضوع كان لا يُلزمه، ولكن ما يقوله حايك في كل المناسبات لا يمثّل رأيه الشخصي بطبيعة الحال، بل يمثّل وجهة نظر فئة من التياريين، ويعبّر عن كلام يُطرح في جلسات مغلقة وغير مغلقة، فالكل بات يعلم بأن علاقة الطرفين لم تعد نفسها.
لجنة لتطوير ورقة مار مخايل
إنطلاقاً من هنا، تُشير مصادر قيادية في التيار الوطني الحرّ إلى أن ورقة التفاهم التي بات عمرها 15 عاماً، أصبحت بحاجة إلى تطوير، خصوصاً بعد الظروف التي مرّت بها العلاقة، والتغيّرات التي تحصل في الداخل والخارج، لافتة عبر “أحوال” إلى أن ورقة التفاهم بحاجة إلى هذا التعديل والتطوير لتتماشى مع الوضع الداخلي والمتغيرات التي نحن تحت تأثيرها.
وتضيف المصادر: “نحن وحزب الله نرى ضرورة هذا التطوير، لذلك تم تشكيل لجنة من الطرفين، تضم عن التيار النائب آلان عون، والنائب سيزار أبي خليل، وعن حزب الله النائب حسن فضل الله، وعبد الحليم فضل الله”، مشيرة إلى أن هذه اللجنة، إلى جانب عملها في تطوير إتفاق مار مخايل، تعمل على تنسيق الملفات السياسية في المجلس النيابي، والحكومة، فآلان عون يتولى متابعة الأمور المتعلقة بالبرلمان، وأبي خليل يتولى الملفات الحكومية.
وتكشف المصادر أن “أهداف اللجنة هي متابعة السياسة العامة والإستراتيجية المشتركة على المدى الطويل، عبر تطوير ورقة التفاهم لكي تكون أكثر فعالية، وهذا ما لا نتطرق له عبر الإعلام لأن نيّتنا بالنجاح صادقة، ولا نريد جعل عمل هذه اللجنة معرّضاً للهجوم الإعلامي، لأن الأساس هو توفير كل فرص النجاح لما يخدم البلد والوحدة الوطنية وحماية لبنان، ووحدته”.
تم الإتفاق على أسماء أعضاء اللجنة في نهاية العام الماضي، وبدأت اللجنة عملها، ولكن فترة الأعياد ووضع “الكورونا” ساهما بحصول بعض التأخير، ولكن هذا لا يعني أن اللجنة لن تستكمل عملها بجدية بغية الوصول إلى نتائج جيدة.
حزب الله يشجع الحوار مع الوطني الحر
في المقابل، لدى حزب الله قناعة مختلفة في قراءة الموضوع، حيث يفضل بشكل دائم عدم مناقشة الأمور المتعلقة بالعلاقة مع “التيار الوطني الحر” في وسائل الإعلام، بالرغم من كل التناقضات التي ظهرت في الفترة الماضية، لا سيما في ظل الرسائل السلبية التي صدرت عن قيادات أو شخصيات فاعلة في التيار، خصوصاً في ما يتعلق بعنوان مكافحة الفساد.
بالنسبة إلى الحزب، الخلافات في وجهات النظر بين الجانبين أمر طبيعي، وهذا الأمر قائم مع معظم الحلفاء، إلا أن باب الحوار ليس مقفلاً كي يعاد فتحه من جديد، فالإتصالات لم تتوقف في أي يوم، والحديث عن التنسيق من أجل معالجة أي خلل أو شائبة ليس بالجديد، بل يعود إلى أشهر إلى الوراء، واللجنة التي شُكّلت مؤخراً تأتي في هذا السياق.
وإنطلاقاً من ذلك، لا يرى الحزب أي مشكلة في أي طرح أو فكرة من الممكن أن تقدّم على طاولة البحث، طالما أن المطلوب هو الحوار، في ظل التمسك بالعناوين الأساسية، لناحية العداء مع إسرائيل ودور الحزب في مواجهة الإرهاب وحماية لبنان.
محمد علوش