مستشفيات خاصة مهدّدة بالتوقف ومشاهد مأساوية تلوح بالقرب
مستحقّات المستشفيات الخاصّة لم تدفع والنقيب يحذر: عدد من المستشفيات لا يستطيع أن يكمل عمله
يتأهّب لبنان للدّخول إلى الإقفال العام بسبب تفشّي فايروس كورونا وازدياد عدد المصابين بشكل كبير جدًا كما كان متوقّعًا، وكما حذّرت منه الوزارات المعنية ولجنة كورونا مرارًا وتكرارًا، إلّا أنّ لا مبالاة البعض والاستهتار الكبير الذي شهدناه في الأيّام الماضية أوقعنا في المحظور، وبات الحمل صعبًا على دولة تلفظ أنفاسها.
انهماك الجسمين التّمريضي والطّبي في هذه الحرب الضّروس مع فايروس كورونا وإصابة أعداد كبيرة منهما بالفايروس زاد الأمور تعقيدًا، لكنّ المشكلة الأكبر تكمن لدى المستشفيات الخاصة التي استنفرت منذ الأيام الأولى لانتشار الجائحة بكل طواقمها، وبالرغم من ضعف إمكانيات بعضها، ما أدّى إلى استنزافها ماديًّا ولوجيستيًّا، دون أن يُصرَف لها فلس واحد من مستحقاتها خلال العام المنصرم من وزاة الصّحة، الأمر الذّي يضع عددًا من هذه المستشفيات تحت رحمة الإستسلام، لعدم قدرتها على متابعة عملها، وتسديد تكاليف الخدمات التي تقدمها لمرضى الفايروس، ما يعني أن وضعًا كارثيًّا يلوح في الأفق، إذا لم تسدّد هذه المستحقات.
وزير المالية وعد بدفع 180 مليار ليرة للمستشفيات الخاصّة
المستشفيات الخاصّة لا تستطيع أن تكمل عملها ومهامها، وتعيش كل يوم بيومه، فالمستشفيات لم تقبض أي ليرة من وزارة الصحة عن عام 2020 بما خص مرضى الكورونا وحتى جرحى انفجار المرفأ، وفق ما أكّده نقيب أصحاب المستشفيات الخاصّة في لبنان سليمان هارون في حديث لـ”أحوال”، لافتًا إلى أن وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني وعد بأن وزارته ستدفع في الأيام القليلة المقبلة مبلغ 180 مليار ليرة للمستشفيات الخاصّة.
وأمل هارون أن يجري التشدّد في إجراءات الإقفال العام وعدم التّساهل مع المخالفين، لأنه في المرّة السابقة لم يحقق الإقفال مبتغاه بسبب الاستثناءات والتّساهل، داعيًا المواطنين للتقيد بالإجراءات للحد من انتقال الفايروس، وللتخفيف عن المستشفيات والطواقم الطبية والتمريضية.
رئيس لجنة الصّحّة النيابية النائب عاصم عراجي شدّد على ضرورة الإسراع بدفع مستحقات المستشفيات الخاصة من أجل القيام بدورها في هذه الأزمة الصحّية التي يعيشها العالم، داعيًا المستشفيات التي لديها القدرات المادية لأن تقوم بدورها على أكمل وجه إلى حين دفع المستحقات لجميع المستشفيات، لأنّه لا يمكن الانتظار في هكذا وضع، فالأمور ستزداد سوءًا.
مشاهد مأساوية قد نراها في الأيام المقبلة
وحول إجراءات الإقفال العام رأى عراجي أنّه كان من المفترض أن تكون أكثر تشدّدًا، متمنيًا على الموطنين التّحلي بأعلى درجات الوعي وعدم الاختلاط، لأنّه حتى لو بدأنا بمرحة أخذ اللّقاحات ففي ظل اللّامبالات والاختلاط فإنّنا لا نكون في المسار الصحيح، فالخطوة الأولى للحد من انتشار الفايروس هي بعدم الإختلاط والتباعد الاجتماعي.
إذن تنتظر المستشفيات الخاصّة قرار تحويل جزء من مستحقاتها إسوة بالمستشفيات الحكومية، من أجل استمرار عملها في عين الجائحة، وإلّا ستخرج عدة مستشفيات عن العمل وستخرج معها الأمور عن السيطرة، في وقت أعلنت فيه المستشفيات امتلاء أسرّة العناية الفائقة، مع عدم قدرتها على استحداث أقسام جديدة أو زيادة عدد الأسرّة، ما يعني مشاهد مأساوية قد نراها في الأيام المقبلة، لذلك على الجميع أن يحمي نفسه بنفسه عبر التقيّد بالإجراءات وإلا حياته ستكون على المحك.
منير قبلان