رياضة

2021.. عام عودة الأحداث الرياضية “بقوّة” إلى الساحة العالمية

شهد عام 2020 الرياضي تحولات كثيرة بسبب جائحة كورونا التي ضربت العالم وغيرت العديد من مسار البطولات والأحداث القارية الهامة، حيث تم تأجيل بعضها إلى العام المقبل، مثل دورة الألعاب الأولمبية الصيفية وكأس الأمم الأوروبية وغيرهما.

أبرز الأحداث المرتقبة في عام 2021، على الصعيد الكروي، تبدأ من قطر التي تستضيف ما بين الأول من شباط/فبراير و11 منه كأس العالم للأندية، إذ يبدو فريق “بايرن ميونيخ”، حامل لقب دوري أبطال أوروبا، أبرز المرشحين لانتزاع اللقب، كما يمثل قطر “فريق الدحيل” الذي يخوض تجربته الأولى عالميًا.

ومن أبرز عناوين السنة الجديدة، بطولة كأس أمم أوروبا التي ستُقام في 12 دولة، ويبدو أن الاتحاد الأوروبي يسير في هذا الاتجاه حتى اللحظة إلا إذا طرأ أي جديد على صعيد فيروس كورونا. أما بالنسبة لنهائي دوري أبطال أوروبا، المقرر في اسطنبول، فلم يُتّخذ القرار بعد ما إذا كان سيُسمح بالحضور الجماهيري أم لا، على غرار نهائي “لشبونة” 2020.

من جهة أخرى، وبالنسبة للبطولات الكروية التي تقل شأنًا عن أمم أوروبا، تبرز بطولة كأس “كوبا أميركا” التي يسعى “ليونيل ميسي” إلى حصد لقبها للمرة الأولى، بعدما افلتت من الأرجنتين مرتين في الأعوام القليلة الماضية. وستُنظَم هذه المباراة في دولتين معًا، هما الأرجنتين وكولومبيا في الصيف المقبل، كما تعود عجلة تصفيات كأس العالم للانطلاق من جديد في القارات الخمس.

وفي القارة السمراء، تبرز بطولة “كأس أمم أفريقيا” التي ستُقام في الكاميرون، بين 16 كانون الثاني/يناير و7 شباط/فبراير المقبلين، حيث يسعى المنتخب العربي الجزائري للدفاع عن لقبه الذي أحرزه عام 2019 بقوة.

منتخب الجزائر حامل لقب أمم أفريقيا

وتبقى دورة الألعاب الأولمبية المؤجلة من العام الماضي إلى صيف 2021، والمقررة في اليابان، قُبلة أنظار العالم حيث ستجرى بين 23 تموز/يوليو و8 آب/أغسطس.

أما مصر، فتستضيف بطولة العالم لكرة اليد من 13 كانون الثاني/يناير المقبل حتى 31 منه، في حين تستقبل الجزائر دورة ألعاب البحر المتوسط بين 10 و20 حزيران/يونيو في مدينة “وهران” الساحلية.

وبالإضافة إلى ما ذُكر أعلاه من أحداث عالمية مرتقبة، تبرز جوائز الفورمولا واحد والدورات الكبرى للتنس التي بقيت حسب مواعيدها السنوية؛ إلا أن جميع الأمور تبقى مرتبطة بتطورات جائحة كورونا، سواء من حيث الانتشار أو الانحسار.

2020.. السنة الحزينة

جاء خبر وفاة أسطورة كرة القدم، الأرجنتيني دييغو مارادونا، في شهر تشرين الثاني/نوفمبر كالصاعقة على العالم أجمع، حيث كان سبب الوفاة مضاعفات في الرئتين والقلب. وقد تسبب رحيل مارادونا بموجة حزن كبيرة في بلاده التي أهداها لقب كأس العالم 1986، ومنزله الثاني مدينة نابولي الإيطالية التي ذاقت طعم النجاح والانتصار بقيادة فريقها إلى لقبيه الوحيدين، في الدوري عامي 1987 و1990، إضافة إلى كأس الاتحاد الأوروبي عام 1989.

دييغو أرماندو مارادونا أبرز الغائبين في سنة 2020

في المقابل، لقي نجم كرة السلة الأميركية وفريق “لوس أنجليس”، كوبي براينت، حتفه في كانون الثاني/يناير 2020 خلال تحطّم مروحية في ضواحي “لوس انجليس”، أدى إلى وفاة ابنته جيانا (13 عامًا) وسبعة آخرين، ليعم الحزن عالم كرة السلة العالمية. وكان براينت حقق لقب الدوري الأميركي للمحترفين خمس مرات مع ليكرز، كما تُوّج بذهبية الألعاب الأولمبية مع منتخب الولايات المتحدة عامي 2008 و2012.

إضافة إلى مارادونا وبراينت، رحل النجم الإيطالي “باولو روسّي” الذي يُعدّ بطلًا قوميًا في بلاده، بعد صراع طويل مع المرض حيث تسببت وفاته بحالة حزن عميق في البلاد بأكملها، لاسيما في “فينتشنتسا”، المدينة الشمالية الشرقية التي صعد بفريقها الى دوري الدرجة الأولى. وكان روسّي قاد “الأتزوري” إلى اللقب العالمي عام 1982.

هذا ولا بدّ من التوقّف عند موت المدرب الفرنسي السابق، ميشال هيدالغو، الذي قاد منتخب “الديوك” إلى لقبه الكبير الأول في كأس أوروبا عام 1984 على أرضه، مع فريق ضم نخبة من اللاعبين أمثال ميشال بلاتيني، الان جيريس، جان تيغانا ودومينيك روشتو. وكان هيدالغو قبل هذا الانجاز، قد قاد منتخب فرنسا إلى نهائيات كأس العالم 1978 في الأرجنتين بعد غيابه عن العرس الكروي في نسختي 1970 و1974، قبل أن يقوده إلى نصف النهائي في مونديال 1982 حيث خسر أمام المانيا الغربية بضربات الترجيح، بعد مباراة صنّفها النقاد في خانة “الأجمل” في تاريخ نهائيات كؤوس العالم.

ومن أبرز الوجوه التي غابت عن عالمنا أيضًا، حارس ليفربول ومنتخب إنكلترا السابق “راي كليمنس”، الذي كان مصابًا بسرطان البروستات الحاد منذ 2005. ويُعتبر كليمنس أحد أفضل حماة العرين في جيله، حيث فاز مع الفريق الأحمر بكأس “الأندية البطلة” ثلاث مرات أعوام 1977، 1978 و1981، وخمسة ألقاب في الدوري الإنكليزي خلال 14 عامًا أمضاها في ملعب “أنفيلد”.

أما الكرة العراقية فقد فقدت نجمها المونديالي “أحمد راضي” الذي فارق الحياة بعد إصابته بفيروس كورونا. وكان راضي صاحب الهدف اليتيم لأبناء الرافدين في مونديال مكسيكو 1986، وقد سجّله في مرمى حارس بلجيكا “جان ماري بفاف”.

ومن الرياضيين العالميين، توفي النجم “كريستوف دومينيسي” الذي يُعتبر أحد أفضل اللاعبين الذين مرّوا في تاريخ منتخب فرنسا للرجبي، حيث سجّل 25 محاولة في 67 مباراة اختبار، بما فيها 8 محاولات في ثلاث نسخ لكأس العالم. أما البريطاني “ستيرلينغ موس”، أحد أبرز الأسماء في عالم الفورمولا واحد في الخمسينات من القرن الماضي، فقد فارق الحياة هذا العام بعد صراع طويل مع المرض. ويُعد “السير” موس من أبرز السائقين الذين لم يتمكنوا من التتويج بلقب بطولة العالم للفورمولا واحد، وحلّ في المركز الثاني أربع مرات.

سامر الحلبي

سامر الحلبي

صحافي لبناني يختص بالشأن الرياضي. عمل في العديد من الصحف والقنوات اللبنانية والعربية وفي موقع "الجزيرة الرياضية" في قطر، ومسؤولاً للقسم الرياضي في جريدتي "الصوت" و"الصباح" الكويتيتين، ومراسلاً لمجلة "دون بالون" الإسبانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى