ملفات ساخنة

أطفال “الهول” و”روج”.. إرث “داعش” العالق بين نفاق المجتمع الدولي وجحيم المخيمات

​تكشف الأرقام الرسمية الصادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية في 4 ديسمبر 2024 عن حجم الأزمة الإنسانية والسياسية المتفاقمة في شمال شرق سوريا.
فخلف أسوار مخيمي “الهول” و”روج”، لا تزال هناك أعداد هائلة تعكس الحجم الدولي لملحق مقاتلي تنظيم “داعش” الذين توافدوا إلى سوريا من كل حدب وصوب.

​أرقام صادمة و”قنبلة موقوتة”

​تُشير الوثيقة بوضوح إلى أن المخيمات تضم حالياً قرابة 11,600 فرد ينتمون لأكثر من 70 دولة حول العالم.
ومن بين هذا الرقم، هناك 3,700 مواطن ينتمون لأكثر من 30 دولة أوروبية.
هذه الأرقام تؤكد أن القضية ليست محلية، بل هي “قنبلة موقوتة” من جنسيات عالمية ألقيت في الجغرافيا السورية.

​سجن الأطفال.. سياسة المعايير المزدوجة

​المفارقة الصارخة التي تظهرها البيانات هي أن معظم هؤلاء المحتجزين هم أطفال دون سن الثانية عشرة.
هؤلاء الأطفال يعيشون في ظروف قاسية داخل معسكرات تقع تحت إشراف وتوجيه أمريكي مباشر.

​وهنا يبرز “النفاق الدولي” في أوضح صوره، فبينما تتعالى الأصوات الغربية والمنظمات الدولية بالتباكي والادعاءات حول حقوق الأطفال في سجون أخرى مثل “صيدنايا”، نجد صمتاً مطبقاً أو تحركاً خجولاً تجاه آلاف الأطفال المحتجزين في الهول وروج.
إن هذه الأكاذيب تنكشف أمام واقع الأطفال الذين يُحرمون من أبسط حقوقهم في بيئة لا تليق بالبشر.

​المسؤولية الملقاة على عاتق أوروبا
​إن استعادة إسبانيا لامرأة وطفل (كما ورد في المذكرة) هي خطوة ضئيلة جداً أمام بحر من المحتجزين.
يتعين على أوروبا والدول الـ 70 المعنية التوقف عن المماطلة وإعادة رعاياها وأطفالها فوراً.
​الرسالة واضحة: هؤلاء الأطفال ليسوا سوريين، ولن يبقوا في سوريا.
إن استمرار بقائهم هو تصدير للأزمة وهروب من المسؤولية الأخلاقية والقانونية التي تحاول الدول الغربية التملص منها على حساب السيادة السورية وواقع المنطقة.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى