ملفات ساخنة

اجتماع قصر الشعب: مسرحية لا تمثل الطائفة العلوية

خاص أحوال ميديا - دمشق

في مشهد لا يخلو من العبث السياسي، تداولت وسائل الإعلام صورًا لاجتماع عُقد في قصر الشعب في دمشق، جمع بين رئيس سلطة الأمر الواقع احمد الشرع/ الجولاني، وعدد ممن زُعم أنهم “ممثلون عن الطائفة العلوية” في الساحل السوري. هذا اللقاء، الذي أُريد له أن يُسوّق كخطوة نحو “التقارب الوطني”، لم يكن سوى محاولة فاشلة لإضفاء شرعية على سلطة أمر واقع لا تزال تُمارس الإرهاب تحت عباءة المصالحة.

تمثيل زائف… ورفض شعبي

من حضروا الاجتماع لا يمثلون الطائفة العلوية لا من قريب ولا من بعيد. بل إن بعضهم، وعلى رأسهم خالد الأحمد، متهمون بالتورط في دماء شهداء الساحل، بعد أن ارتضوا لأنفسهم لعب دور الوكيل المحلي لسلطة لا تزال تُرهب السوريين وتُمعن في قمعهم. الأحمد، الذي كان يومًا محسوبًا على النظام، بات اليوم أداة بيد من كانوا بالأمس يطلقون القذائف على قرى الساحل.

أما بقية الحضور، فغالبيتهم إما من بقايا حزب البعث أو من أقرباء مسؤولين سابقين، وبعضهم لم يُعلن عن اسمه أصلًا، في مشهد يثير الريبة أكثر مما يبعث على الثقة. كيف يمكن لأشخاص مجهولين، بعضهم “ملتحون” وآخرون “كهنة كنائس”، أن يُنصّبوا أنفسهم ممثلين لطائفة تمتد على كامل الجغرافيا الساحلية؟

تغييب الفيدرالية واللامركزية

الأخطر في هذا الاجتماع ليس فقط فيمن حضر، بل في ما نوقش. فكل البنود التي طُرحت خلت من أي ذكر للفيدرالية أو اللامركزية، وهما المطلبان الأساسيان لأبناء الطائفة العلوية الذين عانوا لسنوات من التهميش والتضحية بهم في حروب لا تمثلهم. تجاهل هذه المطالب يُعد خيانة صريحة لتضحيات من عاشوا تحت القصف والنار، ورفضًا واضحًا لأي مشروع وطني حقيقي.

صوت العلويين الحر: الشيخ غزال غزال

في مقابل هذا المشهد المسرحي، يبرز صوت واحد يمثل الطائفة العلوية بصدق وجرأة: الشيخ غزال غزال. هو الوحيد الذي عبّر بوضوح عن مطالب العلويين في الفيدرالية واللامركزية، ورفض الانضواء تحت سلطة إرهابية أو التماهي مع مشاريعها. من هنا، فإن أي محاولة لتجاوز هذا الصوت أو استبداله بأصوات مأجورة، لن تُقابل إلا بالرفض الشعبي.

وفي ختام اجتماع قصر الشعب لم يكن سوى محاولة يائسة لإعادة تدوير وجوه فقدت شرعيتها، في مشهد لا يعكس سوى عزلة هذه السلطة ومن يدور في فلكها. أما الطائفة العلوية، فهي أسمى من أن يُختزل تمثيلها في حفنة من المتسلقين، وستظل تطالب بحقوقها بصوتها الحر، لا بصدى غرف مغلقة تُدار من خلف الستار.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى