قصة الاغتيال المخابراتي للوزير وئام وهاب وعائلته
أجهزة مخابراتية وبث إشاعات.. من يريد الانتقام من وئام وهاب؟

كيف يمكن لأجهزة مخابراتية أن تؤثر في شخصية وسلطة بحجم وئام وهاب، الذي حين يتعلق الأمر بسلامة وأمن طائفته، يتناسى كل الاعتبارات الشخصية والوطنية والقومية، ولا يفكر سوى في كيفية حماية وجود أهله وحمايتهم مهما كلّف الثمن على الصعيد الشخصي؟
وهاب هو ذلك الشخص المنفلت من سيطرة أجهزة المخابرات، التي تخشى بدورها الشخصيات غير المنضبطة التي لا تنصاع لأوامرها. فكيف يمكن إذن تطويع شخص مثل وئام وهاب، الذي لا يخشى في الحق لومة لائم؟ فهو لا يهاب الموت ولا الاغتيال، بل إنه يسعى إليهما بقدميه.
وليس سراً أن شخصاً يمتلك هذه الطاقة الجبارة، يغري الأجهزة ويحثها على التقرب منه للسيطرة عليه. فكيف السبيل إلى ذلك؟
قد يسأل سائل: لماذا تنطلق حملة منذ نحو عام، من أكثر من بلد أجنبي، وعلى كافة وسائل التواصل الاجتماعي، من جهات متعادية سياسياً قد تتفق فيها إيران مع إسرائيل، وأميركا مع روسيا؟ كما سبق أن اتفقت المعارضة والموالاة في سوريا ضده. وبالطبع لا ننسى أعوان الأجهزة في أكثر من مكان، لا سيما داخل الطائفة الدرزية ذاتها. فوئام وهاب سحب البساط من تحت أقدام الجميع، بعد أن وحّد الطائفة الدرزية وانتصر بها، وأخذها إلى حيث يجب أن يكون أبناؤها: مدافعين عن الأرض والعرض.
ومن هنا، يبدو واضحاً ومفهوماً خلفية الحملة التي طالت شخص وهاب، وجدّه، ووالده، حتى نجله الذي اقتُطعت مقاطع من مقابلاته بهدف الإساءة إليه. ولو لم يقل شيئاً، لَهاجَمُوه أيضاً.
هناك أدوات محلية تبدو وراء هذا الهجوم، لكن لها مشغلوها الخارجيون المرتبطون بجهات داخلية متضررة من المكاسب التي حققها رئيس حزب التوحيد داخل طائفة الموحدين الدروز. وهو لم يسعَ إلى هذه المكاسب، بل وقف من أجلها بروحه وماله. والطائفة بمرجعياتها وفعالياتها لم تنسَ مَنْ رفض أن يبيع نفسه، وظل وفياً لأهله.
وبالتالي، إذا رأيتم أعداء إسرائيل يهاجمون وهاب، فاعلموا أنه اختراق إسرائيلي. وإذا رأيتم هجوماً من جهاز روسي، فاعلموا أنه صراع بين أجهزة الأمن الروسية لمحاولة كسب ولائه. وإذا رأيتم هجوماً أميركياً، فاعلموا أنهم يتقاتلون على المصلحة للاستعانة به وتطويعه.
ما هي أدواتهم؟
ماذا تعرفون عن دور وهاب في كشف شبكة اغتصاب الأطفال؟ حيث قدّم معلومات حاسمة بعد أن اشتكت امرأة إلى أحد حراسه في بيروت لإنقاذ طفلها ذي الخمس سنوات، الذي كان والده يغتصبه. وبعد ملاحقته، توارى الأب وفرّ إلى كندا وقدم طلب لجوء سياسي زاعماً أنه مواطن سوري.
هل تستغربون من أجهزة تخشى تأثير ودور وهاب على شعبية أحد حلفائها التاريخيين في لبنان؟ فأجهزة المخابرات لا تتوانى عن استهداف الأعراض وشن حملات على رجل يقف على مفترق طرق التاريخ، بين فدراليات تنشأ وطوائف تُباد ودول تُمحى، فيما تُنقذ طوائف أخرى بأبطالها. وهذا هو حال وئام وهاب.
خلاصة الكلام: أي حملة تنطلق ضد وئام وهاب وعائلته، أو ضد معاونيه وعائلاتهم، ليست صدفة. بل تأتي ضمن برنامج ممنهج لكسر إرادة هذا الرجل. فإن لم يطالوه شخصياً، يظنون أنهم يكسرونه عبر عائلته، لكنهم لا يعرفون أنهم يتعاملون مع رجل لو كان يخشى عبور النهر، لخشي نقيق الضفادع. وهو الذي لا تزال صدى مواقفه تتردد في كل ما خص وقوفه إلى جانب أهله في السويداء.
ومن هنا يأتي دور الغرف السوداء التي تسعى لاستهداف وهاب، الذي ضجت به الشاشات ومواقع التواصل بفضل دوره الإعلامي، إلى جانب دعمه للميدان العسكري، دون أن ننسى دوره الإنساني خلال أحداث السويداء. ولهذا، ليس مستبعداً السعي لاستهداف وهاب أو أفراد عائلته، خصوصاً مع المحاولات للإيقاع به عبر مؤتمر باريس للأقليات. لكن وهاب، بحنكته السياسية، استدرك الموضوع وأعلن التزامه بالقانون اللبناني، فقطع الطريق على كل من يحاول الاصطياد في الماء العكر.
فهل سيدرك هؤلاء أن اللعبة باتت مكشوفة، وأنه لا فائدة من كل ما يُروَّج ويُفبرَك ويُبث من إشاعات تطاله شخصياً، بهدف صرف الأنظار عن الدور المحوري الذي بات يلعبه، والذي ينعكس سلباً على من يعتبرونه منافساً لهم على الساحة الدرزية بشكل خاص؟