منوعات

فايسبوك وغوغل يهدّدان ثروات أغنياء العالم وخسائر بالمليارات

سبّبت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى ارتفاعاً في سوق الأسهم طوال فترة جائحة كورونا؛ فيما تعرّضت شركات ذات الوزن الثقيل مثل أمازون وغوغل وفايسبوك هذا الأسبوع، لضربات قوية عندما واجهت احتمال الخضوع لضغوطات “التدقيق التنظيمي”؛ الذي يقضي بالمراقبة المشددة للشركة أو الشخص الذي يخضع للتدقيق، حيث تتعرّض أيضاً حياته الشخصية للمراقبة الإعلامية.

هذا، وسبّب التدقيق التنظيمي تراجعاً في أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى- وثروات مؤسسيها- بعد أن تم الإعلان عن قضيتين منفصلتين لمكافحة الاحتكار ضد فايسبوك هذا الأسبوع.

وخسر جيف بيزوس، الرئيس التنفيذي لشركة أمازون، والرئيس التنفيذي لشركة فايسبوك، مارك زوكربيرغ، ومؤسسا غوغل  لاري بيدج وسيرجي برين، ما يقارب 8.5 مليار دولار بتاريخ 11 ديسمبر.

قانون التدقيق التنظيمي حيال الإنترنت

انطلق قانون التدقيق التنظيمي في الولايات المتحدة الأميركية عام 2019، بعد معركة حول السياسة التقنية على مستويات متعددة، بما في ذلك مكافحة الإحتكار والخصوصية والتنظيم.

وقضى السياسيون والمسؤولون التنفيذيون في مجال التكنولوجيا أكثر من عام في مناقشة الدور المناسب للمنظمين في صناعة التكنولوجيا، التي اتخذت نفوذاً هائلاً على الاقتصاد الأمريكي.

وقامت وزارة العدل بتحقيق في مكافحة الاحتكار لشركة “غوغل” وحول ممارسات شركة “أبل” كجزء من مراجعة أوسع لسلوك شركات التكنولوجيا.

في غضون ذلك، أفادت تقارير أنّ لجنة التجارة الفيدرالية تولّت الإشراف على أمازون وفايسبوك للنظر في الضرر الذي يمكن  أن تلحقه هذه الشركتين بالشركات المنافسة.

فايسبوك: احتكار غير قانوني

أعلنت هذا الأسبوع لجنة التجارة الفيدرالية أنّها ستقاضي فايسبوك بتهمة “الاحتكار غير القانوني”، داعية الشركة إلى إلغاء استحواذها على تطبيقي واتساب وانستغرام؛  وأعلنت المدعية العام في نيويورك، ليتيتيا جيمس، عن دعوى قضائية منفصلة لمكافحة الاحتكار ضد عملاق وسائل التواصل الاجتماعي _ انضم إليها 47 مدعيًا عامًا آخر في الولاية والإقليم- على أسس مماثلة. وانخفض بذلك سهم فايسبوك بنسبة 3.5 ٪ منذ الإعلان عن الدعاوى القضائية.

وسجّل مؤشر داو جونز الصناعي وستاندرد آند بورز 500 انخفاضه الأسبوعي الأول في ثلاثة أسابيع، حيث انخفض 0.6٪ و 1٪ على التوالي، بينما انخفض مؤشر ناسداك المركب للتكنولوجيا الثقيلة بنسبة 0.7٪. ومع ذلك، تراجعت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى على مدار الأسبوع: انخفض فايسبوك بنسبة 2.2٪، وخسر أمازون نسبة 1.5٪، وانخفض سهم Alphabet التابع لشركة غوغل بنسبة 2.7٪.

ثروة أغنياء العالم تتقلّص

كشف أغنى رجل في العالم، والرئيس التنفيذي لشركة أمازون، جيف بيزوس أنّ ثروته تقلّصت 2.4 مليار دولار هذا الأسبوع  لتصل إلى 182.2 مليار دولار، بحسب تقديرات فوربس.

في غضون ذلك، انخفضت ثروة مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لفايسبوك، بمقدار 2.2 مليار دولار منذ الأسبوع الماضي، وتبلغ ثروته الآن 100.5 مليار دولار. كما تلقى مؤسسا غوغل، لاري بيدج وسيرجي برين ضربة قوية، حيث انخفض صافي ثروتهما بمقدار 2 مليار دولار و 1.9 مليار دولار على التوالي؛ فيما تبلغ قيمة الصفحة الآن 78.2 مليار دولار وفقًا لمجلة فوربس أيضاً.

أمّا حصة الأسد في الخسائر، فكانت من نصيب الملياردير الإسباني Amancio Ortega، أغنى بائع تجزئة للملابس في العالم، والذي شارك عام 1975 في تأسيس شركة Inditex، المعروفة بسلسلة أزياء Zara، التي انخفضت أسهمها بنسبة 3.7٪ هذا الأسبوع؛ فيما لديه الآن صافي ثروة قدرها 74.4 مليار دولار _أقل 3.1 مليار دولار من الأسبوع الماضي.

ومن بين المليارديريين البارزين الآخرين الذين شهدت ثروتهم تراجعاً هذا الأسبوع، المستثمر الشهير وارن بافيت وشيلدون أديلسون، الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة لاس فيغاس ساندز. وانخفضت أسهم شركة بيركشاير هاثاواي، تكتل بافيت الاستثماري، بنسبة 2٪ منذ الأسبوع الماضي، مقلّصة 1.8 مليار دولار من صافي ثروته، والتي تبلغ الآن 85.5 مليار دولار.

في غضون ذلك، شهد أديلسون انخفاضًا في ثروته بمقدار 1.5 مليار دولار، لتصل إلى 35.1 مليار دولار، بعد أن تراجعت أسهم لاس فيغاس ساندز بنسبة 5.2٪ هذا الأسبوع.

هذا، وانخفضت ثروة ثاني أغنى رجل في العالم، الملياردير إيلون ماسك بمقدار 8.9 مليار دولار هذا الأسبوع، حيث انخفض سهم Tesla بعد توقعات من محلّلي JPMorgan JPM بنسبة 0.6٪.

وفي السياق نفسه، كشف تقرير جديد عن تحذيرات أطلقها محلّلون من إضافة أسهم Tesla إلى جيوبهم قبل إضافتها إلى مؤشر S&P 500 في 21 ديسمبر.  وكشفوا أنّ أسهم “Tesla ” ليست مبالغة في قيمتها فحسب، بل مبالغة بشكل كبير”.

وعند إغلاق السوق، انخفضت أسهم Tesla بنسبة 7٪ تقريبًا، مما أدى إلى خفض صافي ثروة ماسك إلى 135.8 مليار دولار – وهو ما يكفي لإعادته إلى المركز الثالث في تصنيف فوربس لأغنى أغنياء العالم. قبل يوم واحد فقط، ومع ارتفاع سهم Tesla بعد أنباء عن زيادة رأس المال بقيمة 5 مليارات دولار، تفوّق ماسك لفترة وجيزة على رئيس LVMH Bernard Arnault ليصبح ثاني أغنى شخص في العالم. واستعاد أرنو هذا اللقب الآن، مضيفًا مليار دولار إلى ثروته يوم الأربعاء، والتي تبلغ الآن 145.6 مليار دولار.

لطيفة الحسنية

لطيفة الحسنية

صحافية متخصصة في الإعلام الرقمي. أطلقت حملة لمكافحة الإبتزاز الالكتروني عام 2019، تناولت تدريب الضحايا على كيفية التخلّص ومواجهة جرم الابتزاز تضمنت 300 حالة حتى تموز 2020. عملت كمسؤولة إعلامية في منظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى