سياسة

بذكرى الصدر.. دعوة من بري للحوار في أيلول

أكد رئيس مجلس النواب اللبناني أن الإمام موسى الصدر مثّل مشروع الخير المطلق في مواجهة الشر المطلق ومثل مشروع الوحدة على المستوى الوطني والقومي ولكل شعوب الأمة في خياراتها في مواجهة مشاريع الشرذمة وتفتيت المنطقة، مشددًا على أن الإمام الصدر سيبقى يسكننا إمامًا للوطن والمقاومة.

وخلال كلمة له بمناسبة الذكرى الـ45 لتغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه قال الرئيس بري “45 عاماً تبحر الكلمات حيث أنت محراب صلاة ودرب جهاد عباءتك تمتد مساحةً لوطن، 45 عاماً وأنت حيث أنت، وكلما التمسنا طيفك نقرأ الحاضر نصراً وترسم لنا المستقبل فأنت الصدر لنا دون العالمين أو القبر”.

وأضاف الرئيس بري بعد 45 عامًا على تغييب الإمام الصدر التمادي بجريمة الإخفاء سنوات يجب أن تكون كافية. لمَ يُجهَل أو يتجاهل جريمة العصر هذه؟ ولماذا ارتُكبت بحق لبنان والإنسانية؟ واعتبر أن الإمام السيد الصدر استُهدف كشخص وكمشروع، وأوضح أنه على كل حر وشريف أن يقارب جريمة الاختطاف لكي ندرك خطورة طمس معالمها، مؤكدًا بأن رأس النظام الليبي المقبور معمر القذافي هو أداة خبيثة لمشروع خبيث، مشيرًا إلى أننا سنبقى متمسكين بهذه القضية، ومعتبرًا بأن كل محاولات حرف الأنظار عنها ونسج الروايات التي لا تفضي إلّا لمزيد من التضليل في التحقيق هدفها استمرار طمس معالم القضية وتبرئة المجرمين، محملاً السلطات الليبية القائمة حالياً المسؤولية إذا ما استمرت في عدم تعاونها مع القضاء اللبناني وحجب المعطيات التي تفيد التحقيق العدلي.

كما اعتبر الرئيس بري أن الإمام الصدر استُهدف بشخصه لأنه يشكل قيمة وطنية وإسلامية، ولأنه يحمل مشروعًا أطلقه في لحظة وطنية وسياسية مفصلية لتداعي الحوار، ولأنه مبتدع المقاومة في وجه الخطر الصهيوني وأطماعه وعدوانه.

هذا، وتطرق رئيس المجلس النيابي في كلمته إلى الاستحقاق الرئاسي فقال: “عملنا من أجل إنجاز الاستحقاق الرئاسي ونؤكد أنه كان يجب أن يُنجز بالأمس قبل اليوم وغداً قبل بعده وقبل فوات الأوان، ولا بد من المصارحة لتصويب مسار بعض الأطراف في الداخل لا سيما للوشاة”.

وأضاف “اليوم يمر سنة كاملة على الجريمة التي اقترفتها بالدعوة لضرورة انتخاب رئيس يتمتع بحيثية وطنية وحددنا يومها موقفنا من المواصفات الواجب توافرها بالرئيس العتيد”.

وتابع حديثه: للوشاة أقول، إنهم مخطئون في العنوان ولا تعرفون من هو نبيه بري ولا من هي حركة أمل وأنصحكم بأن توفروا أموال الترانزيت والأكلاف على الإقامة في الفنادق وشراء الذمم”، قائلًا ” خيطوا بغير هالمسلّة”.

وأكد الرئيس بري أن الاستحقاق الرئاسي لا ينجز بهذه الطريقة، سائلًا هل كان على رئيس المجلس أن يدرج على جدول أعمال الجلسة الأخيرة تشريع الشذوذ الجنسي؟ مؤكدًا أن “عرضنا وديننا خط أحمر ونقطة على السطر”.

هذا، ولفت الرئيس بري إلى أن اللحظة الآن في لبنان هي الأخطر، سائلاً “هل أصبحت الدعوة إلى التوافق والحوار جريمة؟ وأي قيمة للبنان إذا سقطت فيه ميزة الحوار؟”، مؤكدًا أننا سنبقى نراهن على صحوة الضمير لهؤلاء، ولا نريد أن نصدق أن أحداً في لبنان لا يريد رئيساً للجمهورية إذا لم يكن هو الرئيس إشباعًا لنزواته

وأضاف الرئيس بري قائلاً: يا أبناء وطني، لو جلسنا آنذاك لما كنا في هذا الوضع المزري مجدداً، وللمرة الأخيرة أقول، تعالوا في شهر أيلول لحوار في المجلس النيابي لرؤساء الكتل النيابية لمدة حدها الأقصى 7 أيام، وبعدها نذهب إلى جلسات مفتوحة ومتتالية لانتخاب رئيس للجمهورية.

وحول تلزيم البلوكات، قال رئيس المجلس النيابي: “سكتنا طويلاً، لكن الآن مرة أخرى سأبين الحقائق لكل اللبنانيين”، وأضاف: طرحت منذ سنوات على مجلس الوزراء أن تطرح البلوكات كلها ونلزم من نختار، ولكن لزم البلوك رقم 4″، وأردف: “كل أمل إن شاء الله أن يؤتي التنقيب في البلوك رقم 9 أُكله، والشكر والتقدير لمن صنع هذا الإنجاز. للشهداء الذين رسموه، والشكر لأمير البحر الاستشهادي هشام فحص”.

وحول التهديدات الصهيونية للبنان قال الرئيس بري “مع تصاعد وتيرة التهديدات في الكيان الإسرائيلي تجاه لبنان وآخرها إعادة لبنان إلى العصر الحجري نؤكد أنَّ حركة “أمل” معنية إلى جانب إخوتها في حزب الله بأن يكون كل فرد منها فدائيًا للدفاع عن حدود لبنان”

وفي الشأن الإقليمي تطرق رئيس المجلس النيابي في كلمته إلى الوضع الفلسطيني، وقال القدس هي قبلتنا والرهان يبقى على سواعد المقاومين في كل فلسطين المحتلة”، وأضاف الرهان على الإخوان في مخيمات الشتات في لبنان بوجوب الوعي والتنبه من الوقوع في براثن الاقتتال الداخلي، وما حصل في مخيم عين الحلوة يدمي القلب، وهو لو استمر أو تكرر ــ وممنوع أن يتكرر ــ سيكون بمثابة طعنات الخناجر في ظهور المقاومين وعمل مشبوه.

وحول الوضع في سورية أكد الرئيس بري “وقوفنا إلى جانب سورية وحقها في الاستفادة والاستثمار في حقولها، ونقدر ما بدأته السعودية ومصر والجزائر من مبادرة، وعودة سورية إلى الجامعة العربية، ونستغرب حالة التخبط والخجل في لبنان الرسمي”.

وحول الوضع في العراق قال: “في أجواء أربعينية الإمام الحسين (ع) ننظر بأمل وارتياح إلى مسار التعافي الذي يسلكه العراق فاستقراره وتقدمه يوفر مظلة أمن وأمان للمنطقة”.

وعن إعادة تفعيل العلاقات الإيرانية السعودية قال: “نقدر عاليًا لقيادات إيران والسعودية الاتفاق بينهما، وتنفيذه يعود بالنفع على المنطقة كلها”.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى