الفنان اللبناني الأميركي وائل صالحة يُعيد فخر الدين إلى فلورنس
يشارك الفنان اللبناني الأميركي وائل صالحة في معرض “احتضان الاختلافات” الذي يقام في فلورنس، بلوحات تحت “الأمير فخر الدين يعود إلى فلورنس”.
ويظهر الفنان اللبناني، إبن بلدة راس المتن-جبل لبنان، بريشته وألوانه بورتريه الأمير اللبناني الذي تجاوزت شهرته لبنان، مطلاً على مدينة فلورنس ممتطياً حصانه، مستعيناً بمساعدة الذكاء الاصطناعي والأبحاث العلمية مازجاً موهبة يديه بالعلم والتكنولوجيا.
وقد أجرى الفنان اللبناني الأميركية المقيم في ولاية فرجينيا، أبحاثه الخاصة حول تاريخ الأمير وشخصيته، حتى يصورها على حقيقتها بدقة.
وصالحة، الذي أعجب، كما كل اللبنانيين، بالأمير فخر الدين البطل الذي يذكره التاريخ اللبناني والشرق أوسطي، يعرض لوحاته أمام مشاركين من دول العالم بطريقة تفاعلية عبر الواقع المعزز.
“إن احتضان الاختلافات ليس مجرد إجراء مهم و “الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله”. يتجاوز تضمين الأشخاص من خلفيات مختلفة. إنه عنصر أساسي في كل جانب من جوانب الحياة، ويعد التنوع من بين أكثر المكونات أهمية في التفكير الإبداعي”، بحسب منظم المعرض سيمون ديفا.
فكرة المعرض الذي يقام في إيطاليا، تقوم على فهم المبدعين القوة التي يجلبها التنوع والشمول ليس فقط للفن، ولكن للعالم أيضاً. وفي هذا السياق يشارك الفنان اللبناني الطموح والموهوب والمتمسّك بتاريخه الوطني اللبناني، والماضي المشرق بالبطولات والانجازات.
ومن هويته اللبنانية الخاصة التي كان أبرز رموزها، الأمير فخر الدين، صاحب التجربة الوطنية الخاصة والمليئة بالتحديات والبطولات والإنجازات، يحمل وائل صالحة مرحلة من تاريخ لبنان بألوان ريشته الماهرة إلى العالم.
وكان تولى فخر الدين إمارة الشوف سنة 1590م، وشرع بعد ذلك بضم بيروت وصيدا وطرابلس والبقاع وصفد وطبريا والناصرة وغيرها.
مزايا الأمير الشخصية كسياسي أنه كان ذي دهاء وقائد محنّك، مما أتاح له أن يعقد التحالفات ويخوض المعارك بنجاح، وينظم إدارة متميّزة، ويستفيد من القوى التي خضعت لحكم.
قامت سياسة الأمير على التسامح وتقريب جميع الفئات من كل ألديان إليه، فانخرط في جيشه الدروز والموارنة، واعتمد عسكريا على الشهابيين السنة، وآل حرفوش الشيعة، فضلاً عن البدو.
أُعجب الأمير، خلال إقامته في إيطاليا بالإنجازات العمرانية التي شاهدها، فقام بتقليدها في ميادين العمران والبناء والزراعة والتجارة، فبنى العديد من القصور على الطراز الأوروبي، وتمم بعضها مهندسون ايطاليون، وازدهرت في عهده: بيروت وصيدا وعكا فضلاً عن عاصمته دير القمر، ورمّم الجسور وبنى بعضها، وشقّ الطرقات وبخاصة التجارية، وشجّع الزراعة، مثل زراعة الكتان والزيتون والأشجار المثمرة، وازدهرت في عهده صناعة الحرير وتجارته، فحقق ازدهاراً في المناطق الخاضعة لحكمه.
من هذا التاريخ الثري، اختار الفنان اللبناني وائل صالحة أن يُعيد بريشته الأمير فخر الدين إلى إيطاليا التي تحالفت معه ضد السلطنة العثمانية، واحتضنته في مدنها لسنوات، حيث عاش وقدم تجربته في الحكم ونقل من إيطاليا معالم العمران والحضارة، لا تزال تتزين بها سوريا ولبنان وفلسطين.
ويعيش وائل في الولايات المتحدة الأميركية، حيث يعمل في مجال الهندسة والفن، وقد أسس استديو وغاليري “ويلز ارتس” WillS. ART STUDIO في العام 2018 وشارك في العديد من المعارض في أميركا.
توجّه صالحة بلوحاته إلى شباب المستقبل، وقد تجلى ذلك من خلال تجسيده لكتاب “النبي” لجبران خليل جبران وذلك بتقديمه لوحتين متميزتين غنيتين بالألوان الصاخبة والمعبرة، التي تؤثر بالمشاهد بمجرد النظر إليها. وشارك هذه اللوحات ضمن فعاليات مهرجانات فينيس الدولية للأفلام، والمهرجان الدولي للفن التشكيلي.
بعد 8 سنوات من البناء معاً، خطوة بخطوة، لتوحيد الفنانين من جميع أنحاء العالم، تعود IT MONDO إلى فلورنسا للاحتفال بجمال كونها مختلفة تماماً، وجمال الطبيعة شديد التنوع، وللاحتفال معاً بالطرق المختلفة للتعبير عن أنفسنا من خلال الفن لديه القدرة على جمعنا معاً. وبهذا السياق يمثل الفنان وائل صالحة تاريخ وتراث وهوية لبنان.