معارك عسكرية عنيفة في السودان.. مقتل وجرح العشرات وسط قلق دولي وعربي
أكد الجيش السوداني اليوم أنّ الاشتباكات ما زالت دائرة لكن الموقف يتجه نحو الاستقرار، مضيفاً أنّ “لا صحة لادعاءات المتمردين بحصار القيادة العامة”.
واحتدمت المعارك في العاصمة السودانية حتى وقت مبكر الأحد بعد يوم من المواجهات العنيفة بين قوات الجيش التي يقودها الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات “الدعم السريع” شبه العسكرية الموالية لحليفه السابق محمد حمدان دقلو، ما أسفر وفق نقابة الأطباء السودانية عن مقتل 56 شخصاً وإصابة المئات.
وأعلنت لجنة أطباء السودان المركزية، اليوم الأحد، ارتفاع عدد قتلى اشتباكات السودان إلى 56 والإصابات إلى 595، مشيرة إلى وجود إصابات ووفيات بين المدنيين لم تتمكن من الوصول إلى المستشفيات والمرافق الصحية نسبة لصعوبة الحركة واعتراض القوات النظامية لعربات الإسعاف والمسعفين.
وفي السياق، أعلن الناطق باسم القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية، سيطرة الجيش السوداني على جميع مقرات “قوات الدعم السريع” بأم درمان بكامل عتادها.
وذكر الناطق باسم الجيش السوداني، أن القوات المسلّحة سيطرت على جميع مقرات “قوات الدعم السريع” بأم درمان بكامل عتادها، لافتاً إلى أن قوات الدعم السريع تركت مواقعها بأم درمان وخلفت وراءها آليات وأسلحة.
كذلك أفاد بيان صدر من الجيش السوداني بأن مقاتلات سلاح الجو السوداني تقوم بعمليات لإجبار “قوات الرد السريع” على وقف القتال.
وقبل ذلك، أعلنت قوات الرد السريع السودانية، أنها سيطرت على قصر الجمهورية (القصر الرئاسي) في الخرطوم، والمطار الدولي للعاصمة، وكذلك القاعدة الجوية في مروي في شمال البلاد. واتهمت قوات الرد السريع في بيان الجيش النظامي بمهاجمة قاعدتها في العاصمة مستخدمة جميع أنواع الأسلحة”.
ونفى الجيش سيطرة قوات الدعم السريع على التصنيع الحربي، وأوضح أنّ الصور المتداولة لأفراد الدعم السريع هي صور لمقر قديم في قِري، وتمّ التعامل معهم وطردهم.
وأعلنت وزارة الخارجية السودانية أنّ الجيش السوداني استعاد السيطرة على مطار الخرطوم الدولي.
وتتواصل الاشتباكات في السودان بين قوات الجيش التي يقودها الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع شبه العسكرية الموالية لحليفه السابق محمد حمدان دقلو، في تحوّل مفاجئ للصراع بينهما إلى نزاع مسلّح.
وشهدت الخرطوم، بالإضافة إلى مدن أخرى،السبت، اشتباكاتٍ مسلحةٍ بين قوات من الجيش وقوات الدعم السريع.
وبعد اندلاع الاشتباكات، عبّرت عدة دول عن قلقها وكشفت عن مخاوف من تمدد النزاع.
وأمس، قالت القوات المسلحة السودانية، في بيان، إنّه “لا تفاوض ولا حوار قبل حل جماعة حميدتي المتمردة وتفتيتها”، مؤكدةً أنّ “الموقف مستقر كثيراً”.
وسبق هذه الاشتباكات تحذير أطلقه الجيش السوداني من انتشار قوات “الدعم السريع” في الخرطوم وبعض المدن، لافتاً إلى أنّ تلك التحركات تمت من دون موافقة قيادة القوات المسلحة، ومن دون أي تنسيق معها.
في المقابل، أكّدت قوات “الدعم السريع”، التي تعمل تحت قيادة محمد حمدان دقلو حميدتي، نائب رئيس المجلس العسكري، أنها تنتشر في جميع أنحاء البلاد، في إطار واجباتها العادية.
وأعلنت قوى إعلان الحرية والتغيير في السودان إرجاء توقيع الاتفاق السياسي النهائي بين الأطراف السودانيين، والمعروف بـ “الاتفاق الإطاري”، الذي كان مقرراً في 6 نيسان/ أبريل الجاري، حتى انتهاء المباحثات بين اللجان الفنية العسكرية من صياغة التوصيات النهائية من أعمال الإصلاحات الأمنية والعسكرية.
وتهدف العملية السياسية الجارية حالياً في السودان إلى حلّ أزمة ممتدة منذ 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021، حين فرض قائد الجيش عبد الفتاح البرهان إجراءات استثنائية، منها حلّ مجلسي السيادة، وإعلان حالة الطوارئ.