سياسة

صدام في السودان.. اشتباكات مسلحة وطائرات الجيش تقصف “الدعم السريع”

قال الجيش السوداني، إن قواته تتصدى لمحاولات “ميليشا” الدعم السريع للسيطرة على مواقع استراتيجية تشمل القصر الجمهوري والقيادة العامة ومقر رئيس مجلس السيادة، عبدالفتاح البرهان.

يأتي ذلك بعد أيام شهدت توتراً بين الجيش وقوات الدعم السريع، وهي جماعة شبه عسكرية تتمتع بنفوذ كبير، مما أثار المخاوف من حدوث مواجهة.

وأضاف الجيش، في بيان، أن القوات الجوية “تقوم الآن بعمليات نوعية لحسم التصرفات غير المسؤولة لمليشيا الدعم السريع المتمردة”.

وأكد الجيش السوداني، إن ما يتم تداوله عن سيطرة قوات الدعم السريع “المتمردة” على مطار مروي “محض إشاعة ونوع من الحرب النفسية”.

قال الجيش في بيان على موقع “فيسبوك”، السبت، إن “سنستمر في التصدي للعدوان الغاشم، ونمارس واجبنا الوطني والدستوري في حماية بلادنا من هذا المخطط الغادر”.

وأضاف الجيش: “نخوض معركة الكرامة الوطنية التي تأخرت كثيراً لتخليص بلادنا من الإنتهازيين والمتمردين”.

وذكر الجيش عبر موقع “فيسبوك”، أن “الفيديو المتداول لجنود الدعم السريع أمام مقاتلات روسية كان أثناء مشاركتها وارتزاقها في ليبيا”.

وتابع الجيش: “قواتكم المسلحة الأبية فارضة سيطرتها وهيمنتها على كل القواعد والمطارات، وما زالت تدافع وتؤدي واجبها الدستوري والوطني والقانوني”.

وكانت قوات الدعم السريع قالت إنها فرضت سيطرتها الكاملة على كل من القصر الجمهوري، وبيت الضيافة، ومطارات الخرطوم ومروي والأبيض، بالإضافة إلى السيطرة على عدد من المواقع بالولايات.

وذكرت قوات الدعم السريع، في بيانها الثالث على موقع “تويتر”، أنها ألقت القبض على القوة المهاجمة، التي قالت إنها تابعة للجيش السوداني واتهمتها بشن هجوم، “صباح اليوم السبت 15 على قواتنا المتواجدة في أرض المعسكرات بسوبا”.

من هي قوات الدعم السريع؟

فيما يلي تفاصيل عن قوات الدعم السريع:

* الفريق أول محمد حمدان دقلو هو قائد قوات الدعم السريع، ويشغل في الوقت الحالي منصب نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الحاكم. ويقدر محللون عدد قوات الدعم السريع بنحو 100 ألف فرد لهم قواعد وينتشرون في أنحاء البلاد.

* انبثقت مما يُسمى ميليشيا الجنجويد المسلحة التي قاتلت في مطلع الألفية في الصراع بدارفور واستخدمها نظام عمر البشير الحاكم آنذاك في مساعدة الجيش في إخماد تمرد. وشُرد 2.5 مليون شخص على الأقل وقُتل 300 ألف في المجمل في الصراع، واتُهمت ميليشيا الجنجويد بارتكاب انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان.

* نمت القوات بمرور الوقت واستُخدمت كحرس حدود على وجه الخصوص لتضييق الخناق على الهجرة غير النظامية. وإضافة لذلك، نمت أعمال دقلو التجارية بمساعدة من البشير، ووسعت أسرته ممتلكاتها في تعدين الذهب والماشية والبنية التحتية.

* بدءاً من 2015، شرعت قوات الدعم السريع مع الجيش السوداني في إرسال قوات للاشتراك في الحرب في اليمن في صفوف القوات السعودية والإماراتية، ما سمح لدقلو المعروف أيضاً باسم حميدتي بإقامة علاقات مع القوى الخليجية.

* في 2017، تم إقرار قانون يمنح قوات الدعم السريع صفة قوة أمن مستقلة. وقالت مصادر عسكرية إن قيادة الجيش طالما عبرت عن قلقها إزاء نمو قوات حميدتي ورفضت دمجها في صفوفها.

* في نيسان 2019، شاركت قوات الدعم السريع في الانقلاب العسكري الذي أطاح بالبشير. وفي وقت لاحق من ذلك العام، وقع حميدتي اتفاقاً لتقاسم السلطة جعله نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الحاكم الذي يرأسه الفريق أول عبد الفتاح البرهان.

* قبل التوقيع في 2019، اتُهمت قوات الدعم السريع بالمشاركة في قتل عشرات المحتجين المناصرين للديمقراطية. واتُهم أيضاً جنود قوات الدعم السريع بممارسة العنف القبلي، مما أدى إلى رفع حميدتي الحصانة عن بعضهم للسماح بمحاكمتهم.

* شاركت قوات الدعم السريع في انقلاب تشرين الأول 2021 الذي عطل الانتقال إلى إجراء انتخابات. ويقول دقلو منذئذ إنه يأسف لحدوث الانقلاب وعبر عن موافقته على إبرام اتفاق جديد لاستعادة الحكومة المدنية الكاملة.

* في 2022، زار دقلو روسيا عشية غزوها أوكرانيا وأبدى انفتاحه على بناء قاعدة روسية على ساحل البحر الأحمر.

* طالب الجيش السوداني والجماعات المناصرة للديمقراطية بدمج قوات الدعم السريع في صفوف الجيش. وصارت المفاوضات بهذا الشأن مصدرا لتوتر تسبب في تعطل عملية توقيع كانت مقررة في الأصل في الأول من نيسان.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى