الليرة تترنّح وسط اجراءات غير مفيدة من مصرف لبنان
لم تخرج الحلول التي تجترحها السلطات اللبنانية لتخفيض سعر صرف الدولار الأميركي مقابل الليرة اللبنانية، من إطارها “المؤقت”، ورُميت بمعظمها على عاتق مصرف لبنان (أي المصرف المركزي) الذي يتدخل تقنياً بضخّ العملة الأجنبية في السوق عبر منصة “صيرفة” العائدة له، وسرعان ما تتلاشى مفاعيل هذا التدخل خلال أسابيع قليلة، كما جاء في صحيفة “الشرق الأوسط”.
تتكرر العملية دورياً، منذ أواخر العام 2021؛ لضبط السوق، وتهدئة الشارع، على نيّة “شراء الوقت” ريثما تنضج التسويات السياسية وتتخذ الحلول الحكومية. وهي رهانات عبثية، حتى الآن، بالنظر إلى الانغلاق التام في ظل فراغ في سدة الرئاسة، ووجود حكومة تصريف أعمال محاصرة، كما البرلمان، بالرفض السياسي لأي تفعيل لهما، بسبب الشغور.
وحقاً، يعيش لبنان، منذ العام 2021، على شعار “شراء الوقت”، حسبما تقول مصادر نيابية مواكبة للإجراءات الحكومية، مشيرة إلى أن تأرجح سعر صرف العملة “لا يخرج عن إطاره المؤقت” بانتظار استقرار سياسي يضع البلاد على سكة الحلول.
لكن هذا السكة “مقطوعة” حتى الآن، نتيجة عاملين، أولهما فقدان البلاد لثقة دولية نتيجة التخلّف عن سداد ديونه السيادية؛ ما يفقده فرصة الاستدانة من دائنين خارجيين، والآخر تعثر المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، الذي قال رئيسه بعثته إرنستو راميريز ريغو في ختام زيارة له إلى بيروت في الأسبوع الماضي “نعتقد أن لبنان في لحظة خطيرة للغاية، عند مفترق طرق” مضيفاً أن “الستاتيكو القائم والتقاعس” عن اتخاذ إجراءات مطلوبة من شأنه أن يدخل البلاد “في أزمة لا نهاية لها”.