“لقاء قوى الإنتاج” يرفع الصوت عالياً: الوضع خطير!
تحت شعار “أنقذوا الوطن” في مقر الاتحاد العمالي العام، عُقد اليوم لقاء قوى الإنتاج (أصحاب عمل وعمّال ومهن حرّة) والقطاعات الحيويّة والتربويّة.
وفي السياق، ألقى رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق محمد شقير كلمة خلال اللّقاء، قال فيها: “ها نحن نلتقي مرة جديدة، وللأسف وكما المرات السابقة الهدف إطلاق نداء استغاثة من الوجع والألم والخوف من الانهيار وضياع الكيان. لكن هذه المرة غير كل مرة فالوضع أخطر بكثير والضياع بات يلوح في الأفق، ضياع الهوية والكيان ولبنان”.
وأضاف: “سنوات وسنوات مرّت، ولم يتغيّر أي شيء، ويبدو أن بعض القوى السياسية لم تتعلم ولم تتعظ من تجارب الماضي المريرة، أو أنها لا تخاف الله عزَّ وجلّ، ولا يعنيها كل ما يحصل في البلد من خراب ومآسي وعذاب، فقط ما يعنيها ويهمها الحفاظ على المكاسب السياسية وعلى الكرسي”.
وتابع: “لن أقوم بتوصيف الوضع الذي نمر به، لأن جميع اللبنانيين متشابهين بمعاناتهم الحياتية اليومية وبمآسيهم ويعلمون جدياً كل ما يحصل تحت وطأة الحديد والنار. وأمام ما يجري، كنا نحن مجتمع الإنتاج (أصحاب عمل وعمّال) أكثر الأطراف في البلد تكاتفاً وتعاوناً خلال سنوات الأزمة، حيث اتفقنا على زيادة الأجور والتقديمات مرات عدة لتدعيم الوضع المعيشي والحياتي للعاملين في القطاع الخاص، واليوم مستعدّون للاجتماع والنظر بالقيام بذلك من جديد، وحتى ولو أنه لن يشكل الحل المناسب ولن يعطي المردود المرجو منه بالمعنى الفعلي مع تسارع وتيرة الانهيار”.
وأردف: “في المقابل، ومع تفاقم الأمور، أحذّر من أنه مهما فعلنا، ومهما قامت بعض وزارات الدولة وإداراتها أو أي جهة أخرى، من مبادرات أُحادية لاجتراح حلول، فإن كل ذلك غير مجدي ولن يكون سوى مسكنات خفيفة التأثير. لأن حالة لبنان اليوم تدهورت والمريض بلغ مرحلة الغيبوبة. نعم البلد في غيبوبة، والخطر محدق بكل شي، والقطاع العام بكل إداراته ومؤسساته هو باب الخطر الأكبر القادم، فإذا سقط لا سمح الله سَيُزَلزِل البلد بمن فيه”.
وقال: “من هنا من هذا الصرح العمالي ومن هذا اللقاء الوطني الجامع، وأمام كل ما يجري والذي ترتجف له القلوب، أرفع الصوت عالياً وأوجّه دعوة واضحة وصريحة لكل صاحب ضمير حي في لبنان، خصوصاً لدى القوى السياسية التي في يدها الربط والحل وأيضاً لدى المسؤولين في الدولة، للذهاب فوراً لانتخاب رئيس للجمهورية لجميع اللبنانيين، لتشكيل حكومة لديها كل الإمكانيات والدعم والاحتضان، ولاتخاذ الإجراءات المطلوبة من الإصلاحات وإقرار خطة تعافي اقتصادي ومالي واجتماعي وأركز على اجتماعي لأن الإنسان هو الأساس في بناء الأوطان، والاتفاق مع صندوق النقد الدولي، الأهم الأهم مصارحة الشعب اللبناني بحقيقة الأمور، وعدم الاستمرار في الشعبوية التي لن ينتج عنها سوى التعطيل والقرارات والإجراءات الجوفاء”.
وختم: “نعم، أنتم مطالبون بالتخلي عن أنانيتكم ومصالحكم الضيقة، أنتم مطالبون بمد اليد للآخر بالتسامح والتنازل والتضحية، وهذه صفات القادة الكبار وأصحاب الهامات الوطنية. أنتم مطالبون بالقيام بمسؤولياتكم وبواجباتكم الوطنية، من أجل أطفال لبنان وشباب وشابات لبنان ومن أجل كل رجل وامرأة لبنانية، لتوفير حياة كريمة لهم جميعاً وبناء مستقبل واعد للأجيال الطالعة والحفاظ على لبنان جوهرة الشرق. هذا هو واقع الحال، اللّهم إنّي بلّغت، وقلت الحقيقة كاملة، إني أخاف على وطني وعلى مصير أبناء وطني، والساكت عن الحق والحقيقة شيطان أخرس. سائلاً الله أن يحفظ هذا الوطن الرائع والشعب المبدع والخلاق والمحب والشجاع”.